قال السفير السوداني بالقاهرة عبدالمحمود عبدالحليم إن وزراء الخارجية والري بدول مصر والسودان وأثيوبيا فضلوا عقد اجتماعات اليوم بالخرطوم على شكل «مباحثات مغلقة» بين وزراء الدول الثلاث، بدلا من أن يكون هناك اجتماع عام، على أن تكون تلك الجلسات مقتصرة فقط على الوزراء واثنين من أعضاء كل وفد.
وأضاف السفير عبدالمحمود- في تصريحات الليلة بقاعة الصداقة بالخرطوم، عقب انتهاء جلسات اليوم الأول للإجتماع السداسي بشأن سد النهضة الإثيوبي- «تم مناقشة موضوع عمل الشركتين الفرنسية والهولندية، وتم طرح عدة خيارات متعلقة بعودة الشركة الهولندية أو استبدالها بأخرى، أو أن تعمل الشركة الفرنسية بشكل منفرد»، مؤكدا أن المفاوضات لا تزال مستمرة حول هذا الأمر، وأن الوزراء المعنيين سيواصلون مباحثاتهم صباح الغد.
وأشار إلى أن من المتوقع أن تكون هناك جولة أخرى من المفاوضات المتعلقة بالاجتماع السداسي، في أقرب وقت ممكن، في حال عدم استكمال الملفات العالقة.
وأكد السفير السوداني بالقاهرة أنه تم خلال الاجتماعات المغلقة طرح الشواغل المصرية بشأن السد، تركزت بصورة أساسية حول انسحاب الشركة الهولندية وكيفية التوفيق وبدء العمل والدراسات المطلوبة والمقترحات الموجودة في هذا الأمر، موضحا أنه على الرغم من عدم التوصل لإتفاق حتى الآن، توجد نبرة تفاؤل تحدث بها الوزراء.
وقال «إن الحلول للإشكاليات والملفات العالقة لاتزال محل دراسة، وربما يحتاج الوزراء إلى الرجوع إلى القيادات السياسية ببلادهم هاتفيا لأخذ بعض التعليمات»، معربا عن أمله أن تخرج هذه الدورة من المفاوضات بنتائج ترضى الأطراف الثلاثة، لافتا إلى أن وزيري الخارجية المصري والأثيوبي سيغادران الخرطوم عقب المباحثات الصباحية غدا لارتباطات مسبقة لديهما.
كان وزراء الخارجية والري بدول مصر والسودان وأثيوبيا قد قرروا في ختام اجتماعهم السداسي بالخرطوم الليلة استئناف اجتماعاتهم صباح غد السبت، لاستكمال بحث الشواغل المصرية والسودانية حول سد النهضة الأثيوبي، وخاصة ما يتعلق بحل الخلافات بين المكتب الاستشاري الفرنسي والهولندي المعنيين بإعداد وتنفيذ دراسات سد النهضة، حيث بحثت وفود الدول الثلاثة في نهاية اليوم الأول من الاجتماعات المغلقة عددا من المقترحات لحل تلك الأزمة، وتم الاتفاق على بحث الملفات العالقة بعد اطلاع حكومات الدول الثلاثة عليها.
وأعرب وزير المياه والكهرباء السوداني معتز موسي عن تفاؤله بنتائج الجولة الحالية رغم الصعوبات التي تواجه المفاوضين من الدول الثلاث.
وأكدت مصادر مطلعة أن الاجتماعات التشاورية بحثت شواغل ورؤى كل من الدول الثلاث، سعيا لاحتواء الخلافات القائمة على طريقة التعاطي وتنفيذ المبادئ التي تم الاتفاق عليها في اتفاق المبادئ الموقع من رؤساء الدول الثلاث، حيث فضل وزراء الخارجية عقد الاجتماعات بعيدا عن وسائل الإعلام، وعدم عقد جلسات افتتاحية رغم الاستعدادات والتحضيرات السودانية الكبيرة للاجتماعات، واقتصار مشاركة كل من وزراء الخارجية والري بالدول الثلاث وخبيرين من كل دولة دون باقي الوفود في الاجتماعات.
ونفت المصادر ما يتردد من أنباء عن إحلال الاجتماع السداسي كآلية بدلا من اللجنة الوطنية الثلاثية، من أجل الإسراع بوتيرة المفاوضات، وسرعة حسم الخلافات واتخاذ القرارات المناسبة في التوقيت المناسب بحضور 6 وزراء للخارجية والمياه، موضحة أنه سيتم الدعوة لحضور وزراء الخارجية كلما دعت الضرورة إلى ذلك، لأن ملف سد النهضة سياسي فني، وهو ما دعا مصر إلى طلب عقد اجتماع سداسي عاجل يحضره وزراء الخارجية من أجل حل القضايا السياسية العالقة التي أدت إلى تأخر مسيرة المفاوضات الفنية.