x

رولا خرسا رسالة إلى دونالد ترامب رولا خرسا الجمعة 11-12-2015 21:33


حضرة المرشح المحتمل لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية

تحية طيبة وبعد..

اعلم جيدا يا سيد ترامب أنك لا تقرأ اللغة العربية، اللغة الأقدم فى البشرية، لن أزايد فأقول إننى آتية من أمة كانت ممالك واخترعت العلوم والفلسفات عندما كان الناس فى أوروبا يسكنون الكهوف، لن أقول هذا لأننا للأسف تراجعنا كثيرا وعاد كثيرون منا إلى أجواء تشبه العصور الوسطى فى أوروبا، نكفر المختلفين ونحرق الأفكار الليبرالية بحجة التطرّف.. ما علينا، لن أشتكى لك حالنا بل على العكس أودّ أن أقول لك إنه على الرغم من سوء أوضاعنا التى تسببت بها بلادكم إلا أن ديننا الذى تتبرأ ممن ينتمون له وتود منع من يدينون به، دين أخلاق عالية، وسأحكى لك بعض الحكايات كى أنعش ذاكرتك أو أعرفك ما قد يكون قد فاتك.. وسأحاول أن تكون الشهادات من أهلك..

هل تعلم أن المسلمين كانوا ضمن صفوف الرعيل الأول الذى بنى الدولة الأمريكية فى بداياتها، منهم الجندى المحارب «بامبيت محمد» الذى خدم تحت إمرة الجنرال القائد جورج واشنطن أثناء حرب استقلال أمريكا ضد الاستعمار البريطانى، ومنهم أيضاً الجندى «يوسف بن على» الذى كان عربياً من شمال أفريقيا.

حسنا ربما لم تعرف من سبق ولكن من المؤكد أنك قد سمعت عن «بيتر باكمينستر» الذى قتل القائد الأعلى للقوات البريطانية جون بيتكيرن فى معركة بنكرهيل، والذى حارب أيضاً فى معركة ساراتوغا وستونى بوينت.

هذه الأسماء تؤكد لك يا سيد ترامب ببساطة أن الجنرال جورج واشنطن - الذى غدا بعد ذلك أول رئيس للدولة - لم تكن لديه أدنى مشكلة أن يحارب المسلمون فى صفوف الجيش الأمريكى لينالوا شرف خدمة وطنهم أميركا.

ومن قبل لينكولن هل تعلم يا سيد ترامب أن الرئيس الثالث للولايات المتحدة الأمريكية وأحد أهم المفكرين السياسيين فى أمريكا وواضع القوانين التى تحمى الحريات الدينية فى أمريكا قد قرأ القرآن الكريم وقرأ معانيه وهو من قال: «ليس لحقوقنا المدنية اعتماد على آرائنا الدينية».. رافضا استخدام السلطة لفرض آراء أو معتقدات، وجيفرسون ألهم كثيرين بعده من بينهم إبراهام لينكولن الذى استعار نسخة جيفرسون من معانى القرآن الكريم والموجودة حتى اليوم فى مكتبة للكونجرس الأمريكية وكان يقتبس كثيرا من القرآن لدرجة أن البعض اعتقد أنه اعتنق الإسلام..

هل تعلم أن اثنين من أشهر الرياضيين فى تاريخ أمريكا من المسلمين؟ ولن أكون الوحيدة التى سترد على كلامك فقد نشرت الصحف الأمريكية صورك مع أشهر أبطال الملاكمة محمد على كلاى الذى اعتنق الإسلام عام 1965 وغير اسمه من كاسيوس كلاى إلى محمد على وفاز بلقب بطل العالم للملاكمة فى الوزن الثقيل ثلاث مرات. وهل قرأت تعليق شبكة إن بى سى نيوز، على تغريدتك «بدا المرشح الجمهورى للرئاسة دونالد ترامب غير قادر على تذكر أى من الرياضيين المسلمين فى أمريكا- على الرغم من أنه التقى بهم فى مناسبات عدة». محمد على الذى استاء كثيرا من تصريحك نشر بيانا غير مباشر حاول أن يوضح به صورة الإسلام الصحيح وقال: «أنا مسلم ولا يوجد شىء يمتّ للإسلام فى قتل أناس أبرياء فى باريس وسان برناردينو أو أى مكان آخر فى العالم، المسلمون الحقيقيون يعرفون أن العنف الوحشى لمن يطلق عليهم الجهاديون الإسلاميون يتعارض مع صميم مبادئ ديننا». وأضاف محمد على فى بيانه: «أعتقد أنه يجب على زعمائنا السياسيين أن يستخدموا موقعهم لتحقيق تفاهم بشأن ديانة الإسلام وتوضيح أن هؤلاء القتلة الضالين ضللوا آراء الناس بشأن حقيقة الإسلام».

هذا عن محمد على وليس البطل الرياضى الوحيد فى أمريكا وإن كان الأشهر

فقد قامت NBC بتذكيرك ببطل آخر عندما أشارت إلى أنه «من بين الرياضيين المسلمين العظماء، يوجد كريم عبدالجبار الذى يعد واحدا من أساطير رياضة كرة السلة فى الولايات المتحدة الأمريكية». ومعروف عنكم كأمريكيين أنكم تحبون كرة السلة كثيرا.. وفى الموسيقى لعلك نسيت يا سيد ترامب.. هذا عن الرياضة.. أذكرك أيضا بأن الشعب الأمريكى قد تعرف على الإسلام من خلال موسيقى الراب فى الثمانينيات والتسعينيات التى دمجت عناصر روحانية ودينية فى أنغامها، فمن أشهر مغنى الراب المسلمين ياسين بيه الذى عرف سابقاً باسم موس ديف، وتي- بين، ولعل أبرز الأسماء التى جاهرت بدينها الإسلامى كان راكيم الله الذى كان اسمه ويليام غريفن، والذى يعتقد الكثيرون أنه أعظم مغنى راب فى التاريخ.

أسماء قليلة هى التى اتسع لها بحثى.. يا سيد ترامب نصيحة أخيرة إن قبلتها من مواطنة عادية استاءت لما قلت.. لا تبنى الدول على العنصرية.. ولا على التمييز.. وبما أن أمريكا دولة عمرها فى الزمن قصير بين الأمم فلا يحق لك أن تؤذى عدد المسلمين الذين أضاءوا صفحات كتبكم بما قدموه.. الأيام بيننا ولكن المسلمين الذين يتزايد عددهم فى الولايات المتحدة سنويا سيمنعون وصولك للكرسى.. إلا لو كان لله أمر آخر لا نعرفه فى إيصال متعصب لكرسى حكم أمريكا..

التوقيع.. مواطنة عربية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية