هل هو الشعب المصرى أم الشعب الإسرائيلى؟
قال الكتاب المقدس «العهد القديم»: مبارك شعبى مصر. وقال عن إسرائيل: الحمار يعرف قانيه والثور يعرف معلف «مكان العلف» صاحبه، أما إسرائيل فلا يعرف الرب إلهه.
أضاءت مصر العالم بفجر الضمير، وبحياة بعد هذه الحياة فيها الحساب، الثواب، والعقاب، الجنة والنار، وظل الإسرائيليون حتى عهد المسيح «الصدوقيون» يؤمنون أن الأرواح تذهب إلى أرض الظلمات «أرض شيول»، دون حساب.
جوهر الدين فى مصر القديمة: لم أكن سبباً فى دموع إنسان أو شقاء حيوان، كما لم أعذّب نباتاً بأن نسيت أن أسقيه ماء. أما جوهر العقيدة الإسرائيلية على لسان فايتسمان رئيس إسرائيل السابق: توراتنا كقطعة قماش منقوعة فى الدماء، ويجب أن نطهرها من هذا الدم.
هل شعب الله المختار هو الشعب الذى هداه الله بهرمس مثلث العظمة «النبى إدريس عليه السلام» منذ خمسة آلاف وخمسمائة سنة قبل الميلاد، كما أهداه العلماء والفلاسفة حتى إن أفلاطون قال: ما من علم لدينا إلا وقد أخذناه عن مصر. وفى المقابل نجد عالم النفس اليهودى سيجموند فرويد يقول فى كتابه موسى والتوحيد: عقدة اليهود الأزلية هى الحضارة المصرية.
فى صفحة 398 «جيمس هنرى برستد» مقارنة بين حكم أمين موبى المصرى وسفر الأمثال العبرانى المأخوذ عنها، وعن متون التوابيت المصرية «ص408»، كذلك أناشيد أخناتون التى سُـرقت وأصبحت مزامير داوود التوراتى، وقصة الأخوين المصرية التى سمع بها هذا الكاتب العبرانى الموهوب الذى ألف قصة يوسف «برستد 383»، وسفر نشيد الإنشاد المأخوذ عن كتاب طقوس الجنس المقدس عند السومريين «صموئيل نوح كريم»! أيهما يكون شعب الله المختار؟ الشعب الذى يعطى أم الذى يسرق؟ الشعب الذى أعطى ثيابه وذهبه وفضته أم الشعب الذى يدَّعى على إلهه أنه قال لهم: اسلبوا المصريين؟!
يقول الفيلسوف الألمانى هيجل إن الحضارة المصرية قامت على بنية تحتية Infra - Strvcture كالزراعة والصناعة، فتولدت منها القيم الحضارية كالتعاون، الحب، العطاء، فتكونت البنية العليا Super - Strveture، أما العبرانيون فقد وقعوا فى مأزق غياب البنية التحتية، فأخذوا عن المصريين حضارتهم، فكان حل هذا المأزق: ربنا قال لنا!!
أيهما يكون شعب الله المختار إذن؟ صاحب القيم الحضارية المؤسسة على بنية تحتية أم سرقة قيم حضارية شوهها العبرانيون حتى إن فرويد يصف إلههم بأنه عنصرى، دموى، ضيق الأفق، أعطى سيفاً لأتباعه لإخراج أناس من أرضهم الأصلية «فلسطين».
أيهما شعب الله المختار؟ هذا الشعب صاحب القانون الدولى «تحوت 4200 ق.م»، قانون حقوق الإنسان «حورمحب»، هذا القانون الذى كان يحتم على الجنود حمل أبناء الأسرى عند عودتهم! ويخاطب تحوتمس الثالث، مؤسس الإمبراطورية المصرية، حين أراد أن يغير فقرة فى القانون: اعلم أيها الملك أن كلمة الحاكم لا تعلو فوق كلمة القانون! فيعتذر تحوتمس الثالث ويطلب المغفرة! ونقول: فراعنة! جتنا خيبة!
قارن هذا بموسى التوراتى فى سفر الخروج 32: اقتلوا.. كل واحد أخاه! وكل واحد صاحبه، وكل واحد قريبه! وقتل فى هذا اليوم ثلاثة آلاف رجل «مجزرة»!
نحن شعب الله المختار دون منازع، أعطانا الإيمان، والعلوم، وقانون الأخلاق الذى قال عنه برستد إنه أسمى بكثير من الوصايا العشر التى ليس فيها: لا تكذب، فهى قانون أخلاقى ناقص «برستد ص 10»، المصريون هم شعب الله المختار، ورعاة الغنم رجس للمصريين «التوراة».