أضاءت أهرامات الجيزة، مساء الخميس، باللون البرتقالي، وذلك احتفالاً بختام حملة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، لمناهضة العنف ضد المرأة، التي نظمها مكتب الأمم المتحدة للمرأة بالقاهرة بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، ووزارة الخارجية، ودعم وتمويل السفارة اليابانية في القاهرة، واستمرت فعالياتها على مدار 16 يوماً تحت شعار «اتحدوا».
وبدأت فعاليات الحملة، التي انطلقت في 25 نوفمبر الماضي، بتجول وفود تابعة لمكتب الأمم المتحدة بالقاهرة في عدد من المحافظات، لبحث قضايا المرأة وكيفية معالجتها في الأماكن النائية، كما تم عقد عدد كبير من ورش العمل والندوات، بحضور عدد من رجال السياسة والدبلوماسيين والفنانين والإعلاميين.
وقال السفير هشام بدر، مساعد وزير الخارجية، خلال حفل الختام، مساء الخميس، إن «الدولة المصرية تضع كل الضمانات في الدستور المصري لحماية المرأة ضد التمييز»، لافتاً إلى أن تحسن أوضاع المرأة في مصر يرتبط بتطور التشريعات المتعلقة بها.
وقال تاكيرو كاجوا، سفير اليابان في مصر، إن «مناهضة العنف ضد المرأة في مصر تحديداً يعد أهمية قصوى لدى رئيس الحكومة اليابانية»، مشيراً إلى أن اليابان قدمت مساعدات تقدر بمليون دولار خلال العام الماضي، للمساهمة في مناهضة العنف ضد المرأة في مصر، موضحاً أن اليابان أنشأت مصنعاً لقطع غيار السيارات في اليابان تمثل نسبة السيدات العاملات به حوالي 45%.
وأكدت المستشارة غادة شهواني، مساعد وزير العدل لشؤون المرأة والطفل، أن وزير العدل اتخذ قرارات مهمة لمناهضة العنف ضد المرأة، من بينها إنشاء دوائر مختصة لنظر هذه القضايا لأسباب نفسية تتعلق بأطراف القضية، وكذلك إضافة مادة علمية لبرامج تدريب القضاة تتناول العنف ضد المرأة والطفل، وتشكيل لجنة طبية من الطب الشرعي للنظر في آثار الختان، واعتباره جريمة كبيرة وليس جهلًا.
وقال الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، إن مناهضة العنف ضد المرأة هي قضية وطن وأمة وشعب، لافتاً إلى أن مواجهة هذه القضية ليس بالقوانين والتشريعات وحدها، لكن الوعي والتثقيف هما الحل الأول لهذه الأزمة.
وأضاف «نصار» أنه «حاول وضع نص في دستور 2012 الذي تم إقراره أثناء حكم جماعة الإخوان، تنص على تجريم (الرقة والعبودية)، فيما يتعلق بالمرأة، لكن الإخوان رفضوا هذا النص»، موضحاً أن القائمين على دستور 2014 وضعوا كافة الضمانات لصون المرأة وكانوا يسترضون السفيرة ميرفت التلاوي، رئيس المجلس القومي للمرأة، لترضى.
من جانبها، قالت ميوا كاتو، مدير مكتب الأمم المتحدة للمرأة في القاهرة، إن مصر تعاني من 3 أنواع من العنف ضد المرأة، هي التحرش، والعنف المنزلي، والختان، موضحة أن هناك ما يزيد على 2 مليون سيدة في مصر لا يحملن بطاقات الرقم القومي، وهو ما يحرمهن من أبسط حقوقهن في الصحة والتعليم.
واستضاف حفل الختام عددًا من نجوم المجتمع في ندوة أدارها الإعلامي شريف عامر، وضمت الفنانة نيللي كريم، التي اختارها مكتب الأمم المتحدة بالقاهرة، لتميز أعمالها الفنية بمناهضة العنف ضد المرأة، وإبراز هذه القضايا، ومغني الراب والمؤلف، زاب ثروت، الذي قدم أغنية لمناهضة العنف ضد المرأة، والفنانة سمر مرسي، التي شاركت في بطولة مسلسل «تحت السيطرة»، في رمضان الماضي، والكاتب الصحفي محمد صابرين، مدير تحرير جريدة الأهرام، الذي يهتم في معظم كتاباته بالدفاع عن قضايا المرأة.