x

سليمان جودة كفانا عبثاً بـ«النواب»! سليمان جودة الثلاثاء 08-12-2015 21:21


يعرف الذين أسسوا لقائمة «فى حب مصر» أنها لم تكن تجمعاً حزبياً، بدليل أنها لم تكن تجمعها رؤية واحدة فى أى شىء، فلقد كانت المسافة بين رأى أى شخص فيها، فى أى مشكلة، وبين رأى الشخص الجالس إلى جواره فى المشكلة ذاتها، كالمسافة بين السماء والأرض، ولقد رأينا هذا بأعيننا وسمعناه بآذاننا!

ويعرف الذين أسسوا لها أنها لم تكن تجمعاً سياسياً، بدليل أنها جمعت بين الشامى والمغربى، على ما بينهما من مسافات فاصلة.. لا واصلة!

ويعرف الذين أسسوا لها أن ما جاز فيها، لا يجوز بالتالى، تحت قبة البرلمان، وأن ما يجرى الآن الكلام عنه، فى اتجاه تشكيل تحالف «دعم الدولة» داخل البرلمان، إنما هو عبث فى عبث، واستخفاف بعقول المصريين جميعاً!

هو عبث فى عبث، لأنه كتحالف لا يقوم إلا على أنقاض قائمة انتخابية انعدمت أسباب وجودها بإعلان نتيجة الانتخابات، ولم يعد لها وجود!

وهو عبث فى عبث، لأنه يتعامل مع النواب الذين يُراد ضمهم إلى تحالف بهذا الاسم، وكأنهم أنفار يمكن تحريكهم بسهولة، فى هذه الناحية، مرة، وفى تلك النواحى مرات!.. والحقيقة أنى أربأ بنواب فى برلمان 2015 أن يسمحوا لأحد بأن يلعب أو يتلاعب بهم هكذا!

وهو عبث فى عبث، لأن المرشح الذى فاز لا يجوز أن يتحول عن الصفة التى فاز بها.. لا الدستور ذاته يجيز هذا، ولا حتى الأعراف البرلمانية المستقرة تجيزه.. فالناخب.. أى ناخب.. قد أعطى صوته للنائب المستقل المنضم لهذا التحالف، على أساس أنه مستقل، ثم على أساس أنه سوف يظل كذلك، تحت القبة، لا أن يسارع بالاشتراك فى تجمع حزبى هناك، بما يفقده استقلاليته التى فاز على أساسها تماماً، وبما يجعله أداة فى يد غيره، وليس فى يد نفسه، وتلك فى حد ذاتها خيانة للناخب، فضلاً عن أن الدستور لا يُجيز ذلك، ولا يسمح به تحت أى ظرف.. وأرجو ألا يقال إن «دعم الدولة» ليس تكتلاً حزبياً، أو إن النائب المستقل سوف يحتفظ باستقلاليته فى داخله.. أرجو ألا يقال هذا، لأنه إذا قيل فإنما يجب أن يقال لأطفال!

وهو عبث فى عبث، لأن الذين يؤسسون لمثل هذا التحالف، الآن، يفترضون أنهم وحدهم الذين يدعمون الدولة، ويحتكرون هذا الدعم، ويفترضون أن غيرهم لا يدعمها، فى حين أنى أتصور أن كل عضو فى «النواب» داعم للدولة، بصدق، وبوطنية، وبتلقائية، ودون حاجة لنصيحة من أحد.. أى أحد!

إن القائمة إياها، كانت قد أعلنت احتكار الوطنية، عندما روجت لنفسها بأنها «القائمة الوطنية فى برلمان 2015».. وكأن باقى القوائم لا علاقة لها بالوطنية، وإذا كانت تلك القائمة قد احتكرت الحديث عن الوطنية هكذا طوال فترة الانتخابات، ثم مرّ ذلك، ولا أعرف كيف مرّرته سائر القوائم الأخرى، أو كيف قبلته على نفسها، فلا يجوز للذين أسسوا لـ«حب مصر» أن يأتوا الآن، ليحتكروا الحديث عن دعم الدولة.. لا يجوز.. وما يحدث خطأ فادح لابد أن يتوقف قبل أن يتحول إلى خطيئة!

كفانا عبثاً بمجلس النواب الوليد، حتى لا ينطبق على المستقلين فيه غداً ما ينطبق الآن على ثمانية نواب فى برلمان المغرب، رفع رئيس البرلمان هناك مذكرة بأسمائهم إلى رئيس المحكمة الدستورية لإعلان فراغ مقاعدهم، لا لشىء إلا لأنهم غيروا صفاتهم التى فازوا بها!.. كفانا عبثاً قبل أن يواجه مستقلونا الـ316، نفس المصير، فى يوم قريب!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية