x

صفية مصطفى أمين احتضِنوا شباب مصر صفية مصطفى أمين الثلاثاء 08-12-2015 21:20


الشباب فى بلادى هم الأغلبية.. 60 مليون شاب فى مصر يمثلون ثروتها الحقيقية. نتحدث عنهم كثيرا، ولا نفعل من أجلهم الكثير ولا القليل. أخطر ما يواجهه شباب اليوم أنهم يعيشون بلا أمل وبلا أحلام، فلا يُعقل أن يظل جيل واحد يسيطر على كل قرار، دون مراعاة لحقوق أجيال أخرى فى المستقبل والحياة الكريمة.

لابد أن نعيد للشباب الأحلام التى حرمناه منها، عندما تصورنا أن مهمته الوحيدة أن يهتف بحياتنا ويشيد بأعمالنا.. ويسير فى المظاهرات التى تؤيدنا! المطلوب اليوم أن نفتح له كل الأبواب المغلقة، وأن نخلق له فرص عمل بجد، وأن نقنعه بأن الغد سيكون أفضل من اليوم.. وأن مَن يكافح ويصبر ويستمر سوف يحقق النجاح المأمول، فالمهم أن يقف الشباب على قدميه، ولا يتراجع أمام الصعوبات، ولا يخاف من المغامرة. كل أمجاد بلدنا صنعها الشباب. الجو الذى عاش فيه زعماؤنا هو نفس الجو الذى نعيش فيه. لا تصدقوا أن أجدادنا كانوا أحسن منهم!

لا تلوموا الشباب الذى يهاجر أو يستبدل جواز سفره بجنسية أخرى، فهو يعيش واقعا قاسيا فُرض عليه، وعندما يتغير هذا الواقع وتتوافر له الظروف المعيشية المناسبة فلن يترك وطنه أو يتخلى عنه أبدا!

مما لاشك فيه أن الحملة التى تعرض لها شباب مصر واتهامهم بعد ثورة يناير بالخيانة والعمالة أدت إلى إحباط وهروب الكثير منهم، فالعشق الأزلى للوطن، والذى كان يميز الإنسان المصرى فى كل العصور، تراجع أمام قسوة الظروف واختلال ميزان العدالة!

التجارب السابقة فى الحكم فشلت فى استيعاب أحلام الشباب، وحوَّلتهم إلى أعداء، بعد أن حرمتهم كل فرص التفوق. أتمنى أن نرى اليوم قبل الغد شبابنا المُحبط وهو يعمر الصحراء، كما فعل الشباب فى أمريكا قبل حوالى مائتى عام، عندما زحفوا من الغرب، وحوَّلوه من صحراء جرداء إلى أغنى منطقة فى الولايات المتحدة. تحمل الشباب شظف العيش، وحفروا فى الصخر حتى جعلوا من الأكواخ ناطحات سحاب!

أثق أن قضية الشباب هى من القضايا العاجلة أمام الرئيس السيسى، وأنها على رأس أولوياته! وأدرك أن لديه خبرة واسعة وحكمة جعلته ينقل الجيش المصرى خلال عام واحد إلى آفاق غير مسبوقة من الالتزام والكفاءة.. ولذلك أثق فى أنه- بمساعدة مجلس النواب- سوف يدفع كل مسؤول فى الدولة إلى احتضان قدرات الشباب الثائر، الذين فرقتهم السياسة والشعارات المُضَلِّلة، ويتم توجيههم إلى الطريق الصحيح.

هم أملنا فى المستقبل.


[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية