x

حمدي رزق كن أنت اليد الحانية! حمدي رزق الثلاثاء 08-12-2015 21:23


أول الرقص حنجلة، والمهندس على فضالى رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو بيتحنجل، يُمهد لرفع أسعار تذكرة المترو، يقول: «إيرادات الشركة من التذاكر لا تتعدى الـ48 مليون جنيه شهرياً، بينما أجور العاملين بالشركة كل شهر 43 مليون جنيه، والمتبقى من الإيرادات هو 5 ملايين جنيه فقط، فى حين أن استهلاك الكهرباء 10 ملايين جنيه شهرياً، بالإضافة إلى تكلفة أعمال الصيانة وقيمة قطع الغيار واستهلاك المياه وما يتم دفعه شهرياً لوزارة الداخلية لتأمين المرفق».

الخلاصة، المِرفَق يحقق خسائر شهرية 20.5 مليون جنيه بسبب الفرق بين سعر التذكرة والقيمة الفعلية لها، مشيراً إلى أنه يطالب وزير النقل فى كل اجتماع معه بزيادة قيمة تذكرة المترو لمواجهة هذه الخسائر المستمرة.

ممكن تتفرغ لشغلك وتحسن خدمة المترو، وتسيب سعر التذكرة للحسابات السياسية، ممكن تكف عن هذه المطالبات الرذيلة فى توقيت تتوفر فيه الحكومة على خفض أسعار السلع الغذائية، ليس جديداً على الأسماع خسائر المترو، عارفين وفاهمين، ولكن خسارة الشارع ليست رفاهية، غضب الشارع مكلف أكثر من كلفة المترو.

هو ليه كل ما تتزنق ترفع الأسعار، القضية ليست رفع سعر تذكرة المترو ولكن القضية أن رفع الأسعار يتناقض مع سياسات خفض الأسعار، هى حكومة واحدة وليست جُزُراً منعزلة، ما معنى أن تخفض أسعار اللحوم وترفع أسعار تذاكر المترو؟.

أخطر على الحكومة من تهديد إرهاب الإخوان هذه التهديدات التى تصدر عن رؤساء بعض القطاعات الخدمية برفع الأسعار، تصريحات الخسائر لن تملأ خزائن، مؤكدًا أن هناك طرقًا وبدائل أخرى لزيادة إيرادات المترو خلاف رفع الأسعار، أسهل الطرق رفع الأسعار ولكنها تخلف سُعاراً سياسياً، والبلد مش ناقصة.

لماذا التركيز على رفع أسعار خدمات الغلابة؟.. الفقراء أحباب الله، ترفقوا بهم قليلًا، حتى تذكرة المترو، إغضاب الظهير الشعبى ليس فى صالح نظام قام على صدى ثورة الفقراء، الفقراء هم مِلح الأرض، لا تدهسوهم تحت عجلات المترو، ارحموا من فى الأرض، ويمشون على الأرض، ويقفون فى المترو كعلبة السردين.

عشرون مليون جنيه خسارة، معاك إلى آخر الخط، لماذا لا تبيع محطات المترو وقطارات المترو وتذاكر المترو إعلانياً؟ هذا على سبيل المثال، لماذا لا تستثمر محطات المترو الخاوية على عروشها من أى خدمات مدفوعة وتحقق دخلًا؟ شوية خيال بدلًا من رفع الأسعار.

حسنًا تدخل سعد الحيوشى، وزير النقل، قائلًا: «لن نرفع سعر تذكرة المترو إلا بعد الاطمئنان على محدودى الدخل»، بالمناسبة المهندس «محلب» لم يفعلها علشان محدودى الدخل، وتفهم خطورة رفع الأسعار على الطبقة الفقيرة، إذًا لماذا التحرّش بركاب المترو، ولماذا هذا التمهيد لما هو قادم ونخشى منه؟.

المترو لا يركبه إلا الموظفون والبسطاء، وهؤلاء اتنحل وبرهم من فواتير الكهرباء والغاز، وكله كوم ورفع سعر تذكرة المترو فى كومة، ستة ملايين مصرى يستخدمون المترو، هل رئيس الوزراء يتحمل غضبة هؤلاء؟ أشك أنه يفعلها، ولكن الزن على الودان أمر من السحر!.

حكومة تدخل إلى البرلمان بسياسات تتوخى العدالة الاجتماعية لابد أن تثبت واقعياً أنها حكومة الفقراء، حكومة تبحث عن ثقة ممثلى الشعب عليها أن تترفق بالشعب، حكومة مهددة من كل حدب وصوب، وتذهب إلى يناير بتوجس يجب أن تكف تماماً عن حديث رفع الأسعار، لا تقدموا إلى الإخوان والكارهين المادة الخام للغضب.

سيادة الرئيس، فلتأمر هذه الحكومة أن تتقى الله فى الشعب، كن أنت اليد الحانية، القضية ليست نص جنيه فى التذكرة، القضية أنها تكلف كثيرًا، نعم ستسد الفجوة بين الإيرادات والمصروفات، ولكن من يسد الفجوة التى يعمل عليها المرجفون فى المدينة بينكم والشعب!!.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية