شهد حلمي النمنم وزير الثقافة، واللواء مصطفى يسري، محافظ أسوان، ومحمد أبوالفضل بدران، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، افتتاح مؤتمر أدباء مصر في دورته الثلاثين تحت عنوان «نحو مؤسسة فاعلة ثقافيًا.. دورة الأديبة الراحلة الدكتورة رضوى عاشور».
وأشاد «النمنم» بدور المحافظة في إثراء الحركة الثقافية منذ بدايات القرن العشرين مرورًا ببناء السد العالي الذي يعد أكبر مشروع ثقافي قومي سياسي، مشيرًا إلى أن «المؤتمر يجعلنا ننظر إلى الثقافة المصرية ومؤسساتها بفخر لأنها ثقافة مقاومة تتطلع إلى البناء لا الهدم، وأنها ثقافة تضحية منذ محاولات الاغتيال لطه حسين ومحمد عبده ونجيب محفوظ، وذلك في إشارة لحالات التطرف التي واجهت المفكرين والأدباء أمثال فرج فودة ونصر حامد وكذا هيئات الدولة المتمثلة في الثقافة الجماهيرية، والهيئة العامة للكتاب عندما حاولت نشر روايات من وجهة نظر المتشددين لا يجب أن تنشر».
فيما رحب محافظ أسوان بالحضور، وعبر عن سعادته بإقامة مؤتمر الأدباء على أرض محافظة أسوان بعد غياب لمدة 25 عامًا.
وقال «يسري» إن الثقافة والفكر هما ضمير الأمة ونقطة انطلاقها نحو المستقبل، لافتًا إلى موافقة وزير الثقافة على إقامة مهرجان سينمائي دولي بالمحافظة.
وكانت قد بدأت الفعاليات باستقبال الحضور بعرض فني لفرقة أسوان للفنون الشعبية، أعقبه تفقد معرض لإصدارات الهيئة والإقليم وافتتاح مجموعة من المعارض الفنية لمنتجات الورش الفنية لثقافة المرأة والحرف البيئية وورش فنية لذوى الاحتياجات الخاصة، كما تم افتتاح معرض فني لفناني أسوان في مجالى التصوير الزيتي والنحت ضم عدد 25 لوحة فنية، بالإضافة لعدد 8 قطع نحت، فضلاً عن تقديم عرض فني بعنوان «بنى معبدًا للحب» تأليف أحمد أبوخنيجر، وإخراج أسامة عبدالرؤوف.
وقال الأديب عبدالحافظ بخيت، إن «تطورنا الثقافي ينبع من فهمنا للواقع، وإن مهمة الثقافة هي إيجاد رؤية لفهم هذا الواقع في ظل التحولات الثورية، وإننا سوف نُحاكم كأدباء ومثقفين على النقل الثقافي المتردي الذي فتح الباب للإرهاب إلى جانب غياب العدالة الاجتماعية والعشوائيات، وحرمانها من الثقافة، وغياب التسامح، ورسوخ الخرافة، وتراجع الخطاب الثقافي الفكري أمام الفكر المتطرف دون مواجهة فكرية».
وشدد على «تضافر جهود المؤسسات الثقافية مع مؤسسات وزارة التربية والتعليم والأوقاف والمجتمع المدني، ولابد أن نرد على تردي وتفتت الهوية الثقافية، حيث لم يعد الشيخ أو الأستاذ قادرا على بث ثقافة مستنيرة، وأننا بحاجة لتفعيل دور المؤسسات وتطوير مهاراتها لتواجه التطرف سياسيًا وفكريًا واجتماعيًا، وأنه من الضروري وضع قواعد وضوابط ثقافية لإصلاح المؤسسة الثقافية من الداخل من غبار الفساد والمحسوبية والنمطية في المرحلة الآنية، بالإضافة لضرورة وضع رؤية منهجية نتبعها لدراسة الواقع الشمولي الذي يضم التراث القومي والحداثة، ولذلك نحتاج لدعم الدولة بتغيير النظرة إلى الثقافة على أنها ترف اجتماعي».
وتابع: «الثقافة في عهود خلت كانت تحتاج إلى الدولة أما الآن فإن الدولة هي التي تحتاج إلى الثقافة لوضع خارطة طريق يؤدي إلى مستقبل منير، ولابد للمثقف أن يكون في قلب الحدث، وخيرًا له أن يكون في مؤخرة الأسود على أن يكون في مقدمة الغنم».
ومن جانبه، أشار سيد خطاب إلى أن «المؤتمر يعد ميثاق شرف نتفاعل من خلاله لنتحول من دراسة الحالة الأدبية إلى فعل مباشر يوضح ويدعم رؤية مصر في الحركة الثقافية»، واعدًا أن «يقدم المؤتمر آليات جديدة نحلل من خلالها عيوب ما ينبغي أن نعيد النظرة فيه داخل مؤسساتنا الثقافية».
فيما أعلن محمد أبوالفضل بدران، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، على منح هيئة قصور الثقافة الأرض المجاورة لبيت ثقافة كركر لإنشاء مسرح صيفي ومكتبة، مؤكدًا أن الأدباء يمارسون مبدأ الديمقراطية من خلال إعطاء أمانته اختيارًا حرًا بعيدًا عن توغل الوزارة أو السلطة.
كما أكد ضرورة إعمال العقل، وأن الشباب بحاجة إلى المحاورة لا المحاضرة، مضيفًا: «أننا لكى ننجو بشبابنا من السقوط في براثن التطرف، والتشدد لابد من تجديد الخطاب الثقافي الذي لا يقل أهمية عن تجديد الخطاب الديني»، موجهًا التحية إلى جيش مصر الذي يحمي حدودنا الآن.
وفي ختام فعاليات حفل الافتتاح، قام محافظ أسوان بتكريم وزير الثقافة، ورئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، وسيد خطاب رئيس المؤتمر، والشاعر عبدالحافظ بخيت، أمين عام المؤتمر، بإهدائهم درع المحافظة.
كما كرم المؤتمر مجموعة من الشعراء والأدباء لإثرائهم الحياة الثقافية وذلك بمنحهم درع الهيئة وشهادة تقدير وهم: الشعراء مدحت منير عن الوجه البحري، وطارق فراج عن الوجه القبلي، والناقد محمد السيد إسماعيل، والناقدة صفاء البيلي عن أديبات مصر، واسم الأديبة الراحلة ابتهال سالم، والصحفية زينب عفيفي لإسهاماتها الصحفية في نشر الثقافة، ومحمد شاكر عن إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، وعمر شهريار عن إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، وفتحي عبدالسميع عن إقليم جنوب الصعيد، وبكري عبدالعظيم ممثلاً عن أدباء أسوان.