حددت نيابة العجوزة جلسة الاثنين لنظر تجديد حبس «حماصة والمجنون وميكا» أمام قاضي المعارضات، بعد أن قررت النيابة حبسهم 4 أيام على ذمة التحقيق، بتهمة الحريق العمدي لملهى الصيّاد في منطقة العجوزة، الجمعة، إثر قذفه بزجاجات «المولوتوف»، ما أدى إلى وفاة 16 شخصًا من العاملين، بينهم 5 سيدات.
وأمرت النيابة، برئاسة المستشار هادى عزب، باحتجاز المتهمة «سيدة. أ»، ربة منزل، 24 ساعة لحين ورود تحريات إدارة البحث الجنائى، بتهمة التستر على المتهمين الأول والثاني، وإخفائهما في منزلها بمحافظة السويس عن العدالة بعد صدور قرار بضبطهما وإحضارهما، وتنصلت المتهمة من الاتهام المنسوب إليها، رغم اعتراف «حماصة» و«المجنون» عليها.
وأفادت تحقيقات النيابة، تحت إشراف المستشار أحمد البقلى، المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة، بأن 15 شخصًا تم دفنهم، بعد تشريحهم بمعرفة خبراء الطب الشرعي بمشرحة زينهم، فيما عدا جثة واحدة، لم يتعرف التعرف على هويتها حتى الآن.
واصطحبت النيابة المتهمين: محمد عماد محمد على، وشهرته «حماصة»، 18 سنة، طالب بمعهد الفراعنة لنظم المعلومات، ومحمد زكي عبدالرحمن وشهرته «محمد المجنون»، ميكانيكي، 19 سنة، ومحمد جمال، 19 سنة، وشهرته «ميكا»، حاصل على دبلوم صنايع، إلى مسرح الحادث، في الـ2 صباحًا، لتمثيل جريمتهم «صوت وصورة»، والتى وثقها خبراء الأدلة الجنائية.
وقال المتهمان الأول والثاني خلال محاكاتهما للحادث إنهم جاءا إلى الملهى نحو الساعة 2 صباحًا، وركنا «موتوسيكل» ملك المتهم «حماصة» أمام المحل، وحاولا الدخول لقضاء سهرة، إلا أنهما فوجئا بـ«البودى جاردات» يحولنهما دون ذلك، ونشبّت بينهم مشاداة تطورات إلى اشتباك بالآيادى، وشعر المتهمان بحنق شديد بعدما وجه مدير الملهى لهما توبيخًا واستهزأ بهيئتهما، فانصرفا وقضيا سهرتهما في محل آخر يُدعى «دوحة»، وبمرور قرابة 3 ساعات ذهبا إلى منطقة بشتيل، واستعان بالمتهمين «ميكا»، ومحمود سعيد، «هارب»، واستقلوا 3 دراجات بخارية «موتوسيكلات ريس»، وانطلقوا تجاه الملهى المُستهدف بغرض الانتقام من صاحبه وإشعال النيران في لافتة المحل.
وأضاف المتهم الثالث «ميكا» أنه استعان بـ4 زجاجات مياه غازية فارغة، وأفرغ بنزين من «تانك» الموتوسيكل، وصنع قنابل «المولوتوف» الحارقة، ورشقوا مدخل ولافتة ملهى «الصياد»، من مسافة 3 أمتار، وانطلقوا في غضون أقل من 3 دقائق هربًا من موقع الحادث، قبل أن يطلق المتهم الرابع «الهارب» محمود سعيد، أعيرة نارية من فرد خرطوش كان بحوزته.
وأفاد المتهمان «حماصة»، و«المجنون» التي جرت على مدار 16 ساعة متواصلة معهم، وبدأت بديوان عام قسم شرطة العجوزة، نظرًا لصعوبة الظروف الأمنية، ونقلهم إلى سراى النيابة بمحكمة شمال الجيزة، بشارع السودان، بأنهما شاهدا شاشات التليفزيون وعلما بوقوع قتلى إثر قذف قنابل «المولوتوف» على الملهى الليلى، فقررا الانطلاق بـ«الموتوسكيل الريس» إلى منزل المتهمة «سيدة» بمحافظة السويس، بعد إخبارها بارتكاب الجريمة للتستر بمنزلها، فوافقت على طلبهما، وألقيا القبض عليهما بعد نحو 15 ساعة من المطادرات الأمنية لهما، وقررا بإرشادهما على عنوان منزل المتهم الثالث، المضبوط بمسكنه بمنطقة إمبابة، وبحوزته دراجة بخارية، ولاتزال الأجهزة الأمنية تكثف جهودها لضبط المتهم الرابع.
وقال مصدر قضائي إنه بفحص الهواتف المحمولة للمتهمين الـ 3، تبينّ اعتيادهم على السهر في الملاهى الليلية، والتقاطهم صور مع الفتيات، كما طلبت النيابة أخذ عينات من دماء الـ3 متهمين وتحليلها بمعامل وزارة الصحة للتأكد من تعاطيهم للمواد المخدرة من عدمه.
وأوضح المتهمون أنهم تجمعهم جيرة وصحبة واحدة، وأصل إقامتهم بمنطقة إمبابة، وبكوا بحرقة أمام النيابة أثناء تسجيل اعترافاتهم، قائلين: «إحنا نادميين قوى.. مكنش نقصد نقتل حدّ، كنا عاوزين نعمل نمرة ونعلم على أصحاب المحل لشعورنا بالإهانة».
وسجّلت النيابة اعترافات المتهمين الثلاثة بسابق علمهم بعدم وجود مخارج طوارئ بالملهى محل الحادث، مما تسبب في وقوع عدد كبير من الضحايا.
وواجهتهم النيابة أيضًا ببعضهم فأقروا على بعض، كما واجهتهم بتسجيلات إحدى كاميرات المحل التجارية القريبة من الملهى التي أظهرت ملامحهم واضحة، وارتكابهم للجريمة.
وحضر محامون جلسة التحقيق مع المتهمين، وطالبوا بإخلاء سبيل موكليهم نظرًا لظروفهم الإنسانية كون المتهم الأول طالبا، ومحل سكن الثاني والثالث معروفا لدى أجهزة الأمن، لكنّ النيابة رفضت طلباتهم، وأصدرت قرارها المتقدم، كما ناظرت النيابة أجساد المتهمين الثلاثة وتسنّ لها التأكد من عدم وجود آثار لإصابات ظاهرية بأجسادهم، أو تعرضهم لاعتداء سواء بقسم الشرطة، أو إثر اشتباكات مع حرّاس الملهى المحترق.