قبل أيام انفجر بركان من الجدل بسبب تقديمه استقالته من منصبه، وطالب عدد ليس بالقليل من أعضاء مجلس النواب بعودته لمنصبه، وأعلن الجميع وجود أزمة بين البرلمان والحكومة، بينما الرجل نفسه يرى أن الجميع أضاع 3 أيام فى موضوع لا يستحق كل هذه المساحة والوقت.
اللواء خالد الصدر، أمين عام مجلس النواب المستقيل، اختص «المصرى اليوم» بالإجابة عن التساؤلات التى ظهرت خلال الساعات الماضية، والتى كان أبرزها ما تردد عن تعرضه لضغوط لتقديم الاستقالة والأسباب الحقيقية وراءها.. وهل يمكن أن يتراجع عنها فى ظل تأييد بعض النواب لبقائه. وإلى نص الحوار:
■ كيف ترى الأزمة التى نشبت بسبب استقالتك من منصب الأمين العام لمجلس النواب؟
- أرى أن أولوياتنا خلال هذه الفترة من عمر الوطن يجب أن تنصب على أشياء أهم من ذلك بكثير، المفترض أن يكون جهد الجميع يتعلق بالاستعداد للمجلس، لقد أضعنا 3 أيام فى موضوع لم يكن من الواجب أن يأخذ هذه المساحة والوقت، يجب أن نكون مستعدين لاستقبال النواب، لأن العالم سينظر إلينا بعد أسبوعين أو ثلاثة ليرى شكل المجلس، وهذا ما يجب أن يشغل تفكيرنا.
■ المستشار مجدى العجاتى، وزير الدولة لشؤون مجلس النواب، أرجع السبب فى استقالتك إلى عدم حصولك على ليسانس حقوق.. ما هو ردك على ذلك؟
- لا أستطيع الرد، فأنا رجل قادم من مدرسة منضبطة ورجل دولة، وهذا ليس وقتاً مناسباً للكلام على رجل يمثل شيئا مهما للدولة، فهو وزير للشؤون القانونية، وهو لم يخطئ حين قال إننى غير حاصل على مؤهل قانونى.
■ وهل ترى أن ذلك السبب كافٍ لتقديم استقالتك؟
- الوزير له وجهة نظر مفادها أن المنصب يحتاج إلى شخص حاصل على ليسانس حقوق، وهذا أمر يرجع إلى السلطة المختصة، وأنا لا أعترض، لأننى منذ تكليفى بهذه المهمة أقوم بواجبى، وكتبت فى استقالتى أننى أديت دورى وأترك لهيئة المكتب حرية اختيار الأمين العام المناسب مع أداء المجلس.
■ هل اكتشف المستشار العجاتى فجأة قبل انعقاد البرلمان أنك لا تملك مؤهلاً قانونياً؟
- لا أريد الإطالة فى هذه النقطة، يجب على الجميع تحديد أولوياتنا ومشاكلنا الأهم، والأولوية الآن التى يجب أن يهتم بها الجميع هى انعقاد البرلمان فى موعده.
■ كيف رأيت المذكرة التى تقدم بها عدد من النواب للرئيس عبدالفتاح السيسى بسبب استقالتك؟
- كل التقدير والاحترام لرئيس الجمهورية، وأنا لا أريد أن أكون طرفاً فى أزمة أطرافها النواب ووزارة الشؤون القانونية والإعلام، وأقول للجميع إن مصر تمر بمرحلة صعبة جداً، ومن المفترض أن نعمل على احتواء أى أمر قد يكون سببا فى مشكلة أو أزمة، وحتى لو حدث ذلك لا أحب أن أكون أنا السبب.
■ لماذا لم توضح وجهة نظرك فى الإعلام خلال الأيام الماضية؟
- أتحدث الآن حتى لا يظن أحد أننى أحاول الاحتماء بالنواب، وأحيانا التصريحات والمداخلات التليفزيونية تكون سبباً فى فتن، فانتظرت حتى يهدأ الأمر، خوفاً من تحريف كلمة أو اقتطاع حديث لى من سياقه بشكل يفجر أزمة أو يزيدها اشتعالاً.
■ هل تعرضت لضغوط من أجل تقديم استقالتك؟
- لم تكن هناك ضغوط، وأنا لا أقبل ضغوطا، وهدفى الوحيد فى حياتى هو المصلحة الوطنية، وحتى لو قام البعض بتسمية ما جرى أنه ضغوط أو تفاهمات، فأنا موافق طالما السلطة المختصة ترى فى استقالتى مصلحة الوطن يبقى «نقطة ومن أول السطر».
■ بعض النواب أرجعوا السبب فى استقالتك إلى خلاف بينك وبين المستشار العجاتى على مواعيد استقبال أعضاء المجلس؟
- الحديث عن تقديم مواعيد أو تأخيرها «كلام صغير، والله هذا ليس أصل الموضوع، ومايصحش إننا نعمل من ده موضوع»، ولو تحدثنا عن هذا فنحن نتسبب فى إضاعة وقت القارئ لأنه لن يقرأ أمراً مفيداً، يعنى إيه قصة تعديل مواعيد تزعل وزير من أمين عام بدرجة وزير برده، هذه ليست القصة.
■ إذن ما القصة التى تستدعى تقديمك الاستقالة قبل انعقاد المجلس بأيام؟
- كما ذكرت لك، المستشار العجاتى يرى أن أمين عام مجلس النواب يجب أن يكون حاصلاً على مؤهل قانونى بسبب الأجندة التشريعية المطلوبة، هذه وجهة نظره، رغم أن هناك فريقا آخر يرى أن الأمين العام يقوم بعمل سياسى إدارى لا يستلزم هذا المؤهل، وهناك نواب كثيرون بالمجلس ليس لديهم مؤهل قانونى.
■ وهل ترى أن المؤهل القانونى أحد متطلبات المنصب؟
- لو قيل لى: «إنت ما تنفعش فوالله أنا اتعودت أعظم وأقول حاضر يا أفندم»، أنا لا أتفق ولا أختلف طالما أن الدولة ترى فى ذلك الصالح الوطنى.
■ ومن الذى يحدد فى هذه الحالة الصالح الوطنى؟
- الكبير بتاعنا اللى هو الدولة.
■ وهل الدولة الآن فى هذه الأزمة يمثلها المستشار العجاتى؟
- المستشار مجدى العجاتى أو السيد رئيس مجلس الوزراء، أياً كان، أهم شىء الدولة ومصلحتها.
■ لو تحدثت مع أحد النواب أو أحد المسؤولين هل ستقول نفس ما ذكرته فى الحوار، أم أن هناك ما لا تريد ذكره فى الإعلام؟
- ما أقوله لك الآن أقوله لغيرك، فأنا لا توجد لى مصلحة ولن تكون لى مصلحة، و«أنا مش فارق معايا غير إنى لما أتحط فى مسؤولية أو مكان معين أؤدى دورى بما يرضى ضميرى وربى».
■ هل توجد أى نية لعدولك عن الاستقالة استجابة لمطالب النواب؟
- يا أفندم لن أكون سببا فى مشكلة بين النواب وبين السلطة التنفيذية، إحنا فى مرحلة دقيقة جداً- ده الوطن- والبعض لا يقدر ما يحدث حولنا، هذا ليس وقت افتعال مشاكل، وأنا مش عايز أزعل النواب منى ولا عايز أزعل الحكومة، ما يشغلنى هو المصلحة الوطنية فقط.