x

عبد الناصر سلامة مهزلة جديدة! عبد الناصر سلامة السبت 05-12-2015 21:30


لو صحت التسريبات التى تضمنت عدداً من الأسماء رشحتها نقابة الصحفيين لعضوية البرلمان بالتعيين، فنحن أمام مأساة بكل المقاييس، ولا يجوز أبداً إطلاق أى لفظ أو مصطلح آخر عليها بخلاف ذلك، الشيوعيون لم يكفهم السيطرة على المجلس الأعلى للصحافة، ولا نقابة الصحفيين، ولا المؤسسات الصحفية القومية، راحوا أيضاً يعبثون بالترشيح المجانى للبرلمان، فى ظل ظروف مهترئة على جميع الأصعدة، وإلا لما وصل الحال إلى ما وصل إليه.

المجلس الأعلى للصحافة انتهت مدته قانوناً، ومع ذلك هو مستمر حتى الآن، قيادات المؤسسات الصحفية تنتهى مدتهم آخر هذا الشهر، ولا يوجد فى الأفق ما يشير إلى تغيير، فى ظل التدليس الحاصل حول إقرار القانون المنظم لهذه العملية، نقابة الصحفيين كان يجب أن تخرج من هذه العباءة، فى ظل وجود نقيب محترم هذه الدورة، إلا أنه بدا واضحا أنها مازالت خاضعة بقوة للأيديولوجيا الفاشلة.

وبالنظر إلى الأسماء المتداولة سوف نجد تمثيلاً واضحاً للزهايمر، والنفاق، والعبط، والهبل، وكل الموائد، ناهيك عن الاستهتار بإرادة الصحفيين التى لا يمكن أن تقبل بمثل هذا الهراء، وهو ما يتطلب التوقف أمام هذا الترشيح على كل المستويات العليا، لوأد هذه المهزلة قبل أن تتحول إلى حقيقة، فليس معنى أن هناك مجلسا للنقابة أن ذلك يُعد صكاً فى حد ذاته للتصرف كما يشاء، بدليل أن البرلمان نفسه تحكمه ضوابط يتصرف من خلالها، وليس مطلق السراح إلى ما لا نهاية.

وإذا صحت هذه التسريبات، فإن معنى ذلك أن التسريبات الصادرة من النقابات الأخرى فى حاجة إلى إعادة نظر أيضاً، لأن الفوضى فى هذه الحالة سوف تكون شاملة، وإلا لكانت هناك شفافية، وإخضاع الاختيارات لقواعد واضحة، بمنأى عن الأيديولوجيات التى باتت تهيمن وتسيطر على مقدرات حياتنا فى غياب الدولة الرسمية، التى لا ندرى أين هى من مثل هذه الأوضاع، التى تفاقمت معها حالة القرف العام، ليس فى النقابات ولا فى المؤسسات الصحفية فقط.

سوف نقر ونعترف بأن تركيبة البرلمان بشكلها الحالى تتناسب تماماً مع الترشيحات المسربة، حتى تكتمل منظومة الخلل العام، إلا أننا كان يراودنا الأمل طوال الوقت أن يكون الهدف من التعيينات هو ضبط الإيقاع بعض الشىء لصالح العقل والمنطق، ومصالح البلاد والعباد بصفة عامة، أما إذا كان الهدف هو استكمال المنظومة الموغلة فى التردى والانحطاط فيا مرحباً ويا أهلاً بكل ما هو مُسرّب ومتسرب.

فقد كانت الجموع الغفيرة، من كل المستويات الصحفية، وغير الصحفية، تعيش على أمل الإصلاح وتدارك أمور كثيرة فى ظل وجود برلمان يمكن أن يساهم أو يساعد فى إنقاذ ما يمكن إنقاذه، أما وقد كان البرلمان نفسه فى حاجة إلى إنقاذ فعلى الدنيا السلام، أصبحنا كمن يحرث فى الماء، لا أمل ولا شفاء، مجموعات من المتسلقين سرقت كل شىء، فى غفلة من الزمن، وها هى تسطو على البقية الباقية بفعل ودعم الدولة الرسمية جهاراً نهاراً.

الأمر جد خطير، وما عملية التعيينات البرلمانية هذه إلا نموذج من اختبارات جادة، يجب أن تخرج منها القيادة السياسية بتقدير يصل إلى درجة الامتياز، وإلا فى أى اختبار آخر يمكن أن تنجح إذن؟ وربما لا يدرك البعض أن عمليات الابتزاز التى تعودت عليها مثل هذه المجموعات لا تتوقف، ولا نهاية لها، كما أن الخضوع لها كان أسوأ ما شهدته المرحلة الراهنة، وها هى النتيجة، فشل تلو الآخر، دون أى محاولات لتدارك الموقف.

أوقفوا هذه المهزلة أيها السادة، وكفاكم انتهازية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية