x

شيخ الأزهر: اجتماع الصحابة بالسقيفة كان تجسيدًا لديمقراطية لم يعرفها الناس

الجمعة 04-12-2015 21:11 | كتب: أحمد البحيري |
صورة أرشيفية صورة أرشيفية تصوير : آخرون

قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن «الإمامة عمليا غير موجودة من 1200 سنة، وعليه فلا يقال إن النبي- صلى الله عليه وسلم- لا يصح أن يترك المسلمين هكذا، ولابد أن يعين إمامًا، فالنبي لو كان فعل هذا، لكنا أمامَ سنة هجرها التاريخ وسيكون الجميع في حرج».

وأوضح «الطيب»، في لقائه الأسبوعي بالتليفزيون المصري، الجمعة: «إذن ما فعله النبي إنما كان ليفسح مكانًا للرأي العام في سياسة الناس، وما حدث في اجتماع الصحابة في السقيفة كان تجسيدًا لديمقراطية لم يعرفها الناس إلَّا بعد قرون عِدة، وليس أدل على ذلك من خطاب أبي بكر الذي أعلي من سلطة الأمة (إن أحسنتم فأعينوني وإن أسأت فقوموني)، أي أنه لابد وأن يكون للإمام إطار إن خرج عليه تحاسبه الأمة».

وأضاف: «ما قيل عن عدم مبايعة على بن أبي طالب لأبي بكر الصديق- رضي الله عنهما- كلام غير صحيح، فهناك إجماع بين أهل السنة على أن سيدنا عليّا بايع أبا بكر، لكن الخلاف في وقت بيعته، ففي روايات قليلة جدا تقول: إنه بايعه في اليوم الأول، ولكن هذه الرواية لا تمثل الأكثرين الذين يقولون: إنه بايعه بعد ذلك بيومين أو ثلاثة، وبعضهم يقول بعد 6 أشهر بعد أن توفيت السيدة فاطمة لحزنها الشديد على أبيها- وحُقَّ لها ذلك- فانشغل بها، ثم خرج بعد وفاتها وبايع أبا بكر بعد ستة أشهر».

وتابع: «هذا هو الثابت عندنا، بدليل أن سيدنا أبا بكر عين سيدنا عليا على الجيش الذي كان يحمي المدينة من المرتدين الذين بدأوا يهاجمون المدينة فكان سيدنا عليٌّ على ركن من أركان المدينة يحمي المدينة، وهو إقرار منه بخلافة سيدنا أبي بكر الصديق، ثم إن امرأة أبي بكر كانت صديقة للسيدة فاطمة وأوصت بأن تغسلها مع على، فلا يعقل بعد ذلك أن يقال: إن سيدنا عليا لم يبايع أبا بكر الصديق- رضي الله عنهما».

وأشار شيخ الأزهر، إلى أننا «نلاحظ أن كتب الشيعة تكاد تتفق على الخطوط العامة العريضة في اجتماع السقيفة مع كتب أهل السُّنَّة من حيث إن الأنصار بقيادة سعد بن عبادة سارعوا إلى الاجتماع، وخطبة سعد التي كان يبلغها عنه- لمرضه- ابنته، ثم مجيء أبي بكر وعمر وعبيدة بن الجرَّاح، والحوار والخلاف الذي انتهى بمبايعة أبي بكر، وتأخر مبايعة عليّ، كما نلاحظ أن كتب الشيعة لم تذكر أي رواية تفيد أن الإمام عليّا بعث أحد رجاله إلى اجتماع السقيفة ليذكر بوصية رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بتنصيبه إمامًا، أو يذكر بغدير خم كحجة على هذا التنصيب، رغم أن حادثة غدير خم كانت قريبة العهد بأسماع الصحابة من الأنصار والمهاجرين على السواء».

وأردف: «لو أن المسلمين في غدير خم فهموا أو جال بأذهانهم أن قول النبي- صلى الله عليه وسلم: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» أنَّه تنصيص وتنصيب لإمامة عليَّ من بعدها، هل كانوا سيسارعون إلى اجتماع السقيفة؟ ولماذا لم نسمع – حتى من كتب الشيعة- أن صحابيًا واحدًا قال لهم: توقفوا! فإن النبي- صلى الله عليه وسلم- نصَّ على إمامة عليِّ، ألا يبرهن ذلك على أن الجميع كان يتعامل مع قضية الخلافة أو الإمامة على أنها أمر متروك لاختيار المسلمين؟».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية