انشغل باله بصديق له. أراد الاطمئنان عليه. راح يسأل عنه. سأله كيف الحال؟ رد عليه الصديق السؤال بسؤال قائلا: أسألك أنت كيف حالك، لأن صوتك لا يعجبنى؟
لم أنس ولن أنسى الأمير خالد الفيصل. المثقف والشاعر الكبير الذى صاغ القصة كلها فى بيت شعرى بديع. قال رأيت حزنك. كيف حزنك رآنى؟.
يالله هل هناك أجمل من ذلك؟ هل هناك أكثر إبداعا من أنك تجعل الحزن الذى يعرفه كل إنسان كائنا حيا يرى حال الأصدقاء وأحوالهم. منذ شاهدته فى برنامج تليفزيونى يروى القصة ويقدمها فى بيت شعرى بديع، حتى حفظته. وظللت أردده طربا وإعجابا به. وتأثرا بما يحمله من معانٍ.
لست شاعرا ولا ناقدا أدبيا. لكننى إنسان أتذوق الكلمات. أشعر بها. أتأثر بالكلام الجميل. أتوقف وأتامل الكلام الأنيق مثلما قاله خالد الفيصل. أشعر بالضيق من أى كلام قبيح أو صوت نشاز.
الأمير خالد الفيصل شاعر رفيع المستوى. أياديه على الثقافة العربية بيضاء. هو من أقام مؤسسة الفكر العربى. التى تحتوى الإبداع والثقافة العربية. وتدعم وتساهم فى مشاريع التنمية بامتداد الوطن العربى.
كل ما قرأته من شعر الأمير بسيط إلى حد العمق. عميق الى حد النشوة. والاستمتاع بالكلمات. التى ينحتها فى قصائده التى تعكس حسا مرهفا فى كل بيت وفى كل كلمة.
يجمع الرجل بين عصرين ومدرستين فى الشعر. مدرسة الحداثة ومدرسة التراث العربى بما تحويه من درر وأعمال كبيرة لشعراء كبار لو كان الفيصل بينهم لكان منافسا عنيدا، كما هو الآن مع شعراء الحداثة والمعاصرة.
خالد الفيصل هو من هو. هو ابن الملوك. لكن لا فضل له فى ذلك. بل فضله الأكبر فى أعماله وإبداعه الشعرى ومساهماته الجليلة فى مجالات الإبداع والثقافة العربية.