قالت السعودية، الخميس، انها تبارك اقتراحا قد يشغل بموجبه صديق للرئيس السوري بشار الأسد مقعد الرئاسة في لبنان في اتفاق لتقاسم السلطة وعبرت عن أملها في ملء هذا المقعد الشاغر منذ 18 شهرا قبل أو مع حلول عيد الميلاد.
ويتضمن الاقتراح -الذي ناقشه ساسة لبنان على نطاق واسع لكن لم يتم الإعلان عنه رسميا بعد- أن يتولى السياسي المسيحي الماروني سليمان فرنجية الرئاسة على أن يصبح سعد الحريري المدعوم من المملكة رئيسا للوزراء.
ومن شأن خطوة كهذه ملء الفراغ الرئاسي وإحياء المؤسسات الحكومية التي أصيبت بالشلل نتيجة للخلافات السياسية التي تفاقمت بسبب الحرب في سوريا.
وقال السفير السعودي في لبنان على عواض عسيري «إن شاء الله نرى هذا العيد أو قبل العيد هذا الفراغ يملأ بفضل جهود الخيرين في لبنان وأن نرى لبنان ينهض من الوضع الذي هو فيه وأن نرى السياح يقدمون إلى لبنان».
وأضاف «نحن نبارك هذه المبادرة وحريصون على ملء هذا الفراغ الرئاسي لأن البلد والمؤسسات في البلد والوضع الاقتصادي في البلد يحتاج ذلك».
وكان عيسري يتحدث في مؤتمر صحفي نقله التليفزيون بعد اجتماع مع رئيس حزب الكتائب المسيحي في لبنان سامي الجميل.
كانت إيران قد شجعت هذه الخطوة. وقال على أكبر ولايتي أحد كبار مستشاري المرشد الأعلى في إيران أثناء زيارة إلى بيروت هذا الأسبوع إنه يأمل انتخاب رئيس في لبنان «في المستقبل القريب».
وتقف ايران والمملكة العربية السعودية على طرفي نقيض من الصراعات في المنطقة بما في ذلك في سوريا واليمن. والمملكة العربية السعودية هي الداعم الرئيسي للمسلحين الذين يقاتلون للاطاحة بالاسد. لكن طهران والرياض اظهرتا تعاوننا نادرا في لبنان حيث لديهما تأثير كبير هناك.
ويتزعم الحريري (45 عاما) تحالف 14 آذار الذي يضم مجموعة من الأحزاب اللبنانية وتشكل قبل عشر سنوات لمعارضة النفوذ السوري في لبنان وتدعمه المملكة العربية السعودية. وتدعم ايران قوى الثامن من اذار بزعامة حزب الله. لكن الصفقة ما زالت قيد البحث والتداول بين المسؤولين اللبنانيين.
وتتمثل العقبة الرئيسية التي تواجه التوصل لاتفاق في الحصول على موافقة زعماء موارنة آخرين يسعون لشغل منصب الرئاسة خاصة ميشال عون وهو حليف لحزب الله وسمير جعجع الذي لا يزال رسميا مرشح تحالف 14 آذار لمنصب الرئيس.
وقال الحريري الذي كان يتحدث في فرنسا بعد اجتماع مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند ان «هناك أمل كبير اليوم في لبنان بإنجاز هذا الموضوع» مشيرا إلى الفراغ الرئاسي الذي نتج عن اخفاق الخصوم السياسيين في الاتفاق على من يشغل المنصب.
وردا على سؤال عما إذا كان اقتراح تعيين فرنجية ما زال قائما قال الحريري إن «هناك حوارا جاريا بين كافة الفرقاء اللبنانيين وهناك أمل كبير اليوم في لبنان بإنجاز هذا الموضوع وبإذن الله ستكون الأمور بخير قريبا».
ولم يعلن الحريري علنا مبادرته لكن تمت منافشتها على نطاق واسع من قبل السياسيين في لبنان.
وتعود علاقات فرنجية بأسرة الأسد إلى طفولته عندما كان جده الرئيس الراحل سليمان فرنجية يصطحبه في رحلات إلى دمشق لزيارة صديقه الرئيس الراحل حافظ الأسد. واعتاد فرنجية على القيام برحلات الصيد مع باسل الأسد الشقيق الأكبر لبشار والذي توفي في حادث سيارة في 1994.
وفي 1978 هاجمت ميليشيا مسيحية منزل عائلة فرنجية في شمال لبنان فقتلت أباه وأمه وأخته. واتهم جعجع بالمسؤولية عن الهجوم الذي وقع إبان الحرب الأهلية لكنه نفى المشاركة فيه.
وقال فرنجية في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء إن ترشحه ليس رسميا حتى الآن لكنه ما زال ينتظر أن يؤيده الحريري رسميا.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية عنه قوله «نحن أمام فرصة تاريخية ومن لديه فرصة أخرى للبنان ليقدمها ويبادر ولكن اليوم إذا ضاعت هذه الفرصة أخشى (أن) نذهب إلى مرحلة أسوأ بكثير مما نحن عليه».
وغادر الحريري وهو أكثر الساسة السنة نفوذا في لبنان البلاد في 2011 بعد أن أطاحت قوى الثامن من آذار بحكومة الوحدة الوطنية التي كان يرأسها في ذلك الوقت. ولم يعد إلى لبنان منذ ذلك الحين إلا في زيارتين سريعتين.
ويتمثل كل من الطرفين المتنافسين في لبنان في حكومة المصالحة الوطنية بقيادة رئيس الوزراء تمام سلام، لكن هذه الحكومة لا تستطيع أخذ قرارات حاسمة في حال اجتماعها أصلا.
وينتخب البرلمان اللبناني الرئيس. ومن المتوقع أن يشمل أي تفاهم لشغل المنصب اتفاقا على قانون لإجراء انتخابات برلمانية جديدة.