اختتم الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، زيارته للعاصمة الفرنسية باريس، والتى استغرقت 3 أيام، للمشاركة فى فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ، فى محاولة لإنقاذ الأرض، والحد من ارتفاع درجات حرارة الكوكب، وتقليل الكوارث الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة.
وعقد السيسى، فى ختام زيارته، لقاء مع وزير الداخلية الفرنسى، برنارد كازنوف، بمقر إقامته فى باريس، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، والتعاون فى المجال الأمنى، ومكافحة الإرهاب، والتصدى لظاهرة المقاتلين الأجانب المنضمين للتنظيمات الإرهابية.
وأطلع وزير الداخلية الفرنسى الرئيس على الإجراءات، التى اتخذتها السلطات الفرنسية للتعامل مع حادث الاعتداء، الذى تعرض له عدد من الإعلاميين المصريين، مساء أمس الأول، فى باريس، حيث تم إلقاء القبض على المتهمين، وجار التحقيق معهم، مشددا على حرص الدولة الفرنسية على تطبيق القانون.
وأعرب السيسى وكازنوف عن قلقهما من تنامى ظاهرة المقاتلين الأجانب، الذين انضموا للتنظيمات الإرهابية، التى تنشط فى بعض دول منطقة الشرق الأوسط، وضرورة التصدى بحزم لهذه الظاهرة، مع التحرك الفاعل، لوقف إمداد التنظيمات الإرهابية بالسلاح، وتجفيف منابع تمويلها، والحيلولة دون استغلالها وسائل التواصل الحديثة، ومن بينها المواقع الإلكترونية، فى استقطاب عناصر جديدة.
وقدم الرئيس خلال اللقاء خالص تعازيه فى ضحايا الهجمات الإرهابية الأخيرة التى تعرضت لها فرنسا، مشيداً بما أظهرته أجهزة الأمن الفرنسية من مهنية وسرعة فى التعامل مع الأحداث الإرهابية، مؤكداً تضامن مصر مع فرنسا شعباً وحكومة فى مواجهة هذا التهديد المشترك.
وأشاد بالدور الذى يقوم به الأزهر فى مكافحة الإرهاب والفكر والمتطرف، باعتباره منارة للإسلام الوسطى المعتدل، معرباً عن استعداد مصر للتعاون مع فرنسا من خلال الأزهر الشريف لمقاومة الأفكار المتطرفة، وهو ما رحب به وزير الداخلية الفرنسى.
من جهته، أشاد وزير الداخلية الفرنسى بالدور المصرى فى مكافحة الإرهاب، والجهود التى تبذلها مصر من أجل مكافحته ودحره سواء على الصعيد الداخلى أو على الساحتين الإقليمية والدولية.
وقالت مصادر مطلعة إن المباحثات الثنائية التى أجراها الرئيس السيسى مع المسؤولين الفرنسيين خلال الزيارة ركزت على التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب، مشيرة إلى أن أهم نتائج الزيارة هو التنسيق بين الجانبين فى مجال مكافحة الإرهاب عبر تعاون أمنى واستخباراتى وثيق لمواجهة الإرهاب، خاصة فى أعقاب الهجمات الإرهابية التى تعرضت لها باريس مؤخراً، إضافة الى التنسيق مع الأزهر، لمواجهة الفكر المتطرف ووقف انتشاره واستقطابه للشباب.
كما تناولت الزيارة التعاون العسكرى بين البلدين، من خلال لقاء الرئيس مع رؤساء شركتى داسو و«دى. أس. أن. أس» المصنعتين لطائرات الرافال العسكرية وحاملة الطائرات ميسترال، حيث تم بحث مواعيد تسليم باقى صفقة الرافال، وتفكيك المعدات الحربية من حاملتى الطائرات، تمهيدا لتسليمهما إلى مصر.
وزار الرئيس السيسى، مساء أمس الأول، مقر مجلس الشيوخ الفرنسى، حيث أُقيمت مراسم الاستقبال الرسمى، وتم استعراض حرس الشرف. وعقد الرئيس اجتماعاً مع رئيس مجلس الشيوخ جيرارد لارشيه، فى حضور عدد من أبرز أعضاء المجلس، ومن بينهم رئيس مجلس الوزراء السابق جان بيير رافاران، وعمدة مارسيليا جان كلود جودان.
وتوافقت رؤى الجانبين حول أهمية تبنى مقاربة شاملة، للقضاء على التنظيمات الإرهابية وتفنيد أيديولوجيتها، وهو الأمر الذى يستدعى توظيف جميع وسائل الاتصال والتقنية الحديثة، لمواجهة فكر تلك التنظيمات الهادف إلى تجنيد المقاتلين الأجانب والترويج لأفكارهم المتطرفة.
كما تناول اللقاء آخر المستجدات على الساحة الإقليمية، سواء فى منطقة الشرق الأوسط أو على الصعيد الأفريقى، حيث توافقت رؤى الجانبين حول أهمية مكافحة الإرهاب فى كل من سوريا وليبيا، وكذا فى منطقة الساحل الأفريقى، مشيرين إلى أهمية الحفاظ على كيانات الدول التى تعانى من ويلات الإرهاب فى هاتين المنطقتين، ودعم مؤسساتها وصون مقدرات شعوبها، التى تتطلع إلى إرساء الأمن والاستقرار، من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ووجه الرئيس الدعوة إلى رئيس مجلس الشيوخ الفرنسى، لزيارة مصر على رأس وفد من المجلس، للتعرف عن قرب على التطورات المهمة التى شهدتها مصر على الصعيدين السياسى والاقتصادى، وكذا لبحث سُبل تطوير العلاقات المصرية- الفرنسية وآفاق تفعيلها، فضلاً عن الاستماع إلى رؤية مصر إزاء الملفات الإقليمية والجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.