انتهزت بلدية باريس الروح الوطنية التي ملأت قلوب الفرنسيين بعد تعرض العاصمة الفرنسية لاعتداءات إرهابية متزامنة وقامت بخطوات على أرض مدينة النور لتزويد شارع الشانزليزيه، الذي يعتبرأهم شوارع باريس، الذي يرتاده ملايين السائحين كل عام بالكهرباء النظيفة.
جاءت تلك الخطوة بمناسبة احتضان باريس لقمة المناخ، ففي منتصف شارع الشانزليزيه وفي الميدان الذي يطل على قصر الإليزيه وبرج إيفيل أقيمت طاحونة، وعجلات رياضية لتوليد الكهرباء من الطاقة النظيفة.
صممت الطاحونة بطريقة تسمح لها بالدوران بقوة الهواء الناجم عن حركة السيارات المارة في الشارع، ووفرت هذه الطاحونة ما يقرب من ٢٥٪ من الكهرباء اللازمة لإنارة شارع .
كما تم استغلال رصيف الشانزليزيه في إقامة عدة أماكن وضعت فيها دراجات هوائية من مختلف المقاسات للسماح لكل الأعمار بإدارة هذه الدراجات المثبتة على قواعد حديدية، وقد كتب بجانب هذه الدراجات عبارة «الإرهاب يقتل ونحن نعمر الأرض بالطاقة النظيفة»، ولاقت هذه الدراجات قبولا كبيرًا بعد أن زودت هذه الأماكن بلافتات طالبت المواطنين بإدارة عجل الدراجات لتتحول الطاقة البدنية إلى طاقة كهربائية نظيفة بعد توصيلها بمنظومة موحدة لتجميع الطاقة النظيفة في الشارع .
وكان للأطفال نصيب كبير في إدارة الدراجات، حيث تسابق الأطفال في توليد الطاقة النظيفة بتشجيع من آبائهم ومن منظمات الدفاع عن البيئة، كما شهد أيضا رصيف الشانزيليزيه تثبيت عدد من المراجيح، يتولد عن تحركها توليد طاقة تسهم أيضا في إنارة الشارع.
وعكس الإقبال الكبير على توليد الطاقة النظيفة مدى حرص الفرنسيين على الحفاظ على البيئة، خاصة بعد أن منعت حالة الطوارئ الفرنسيين من تنظيم مسيرة كبيرة للمطالبة بحماية البيئة كان من المفترض أن تحشد ما يقرب من 100 ألف شخص من جميع أنحاء أوروبا بمشاركة بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة.