x

«سلماوي»: المثقفون غير منعزلين عن المجتمع ولهم دور كبير خلال السنوات الماضية

الإثنين 30-11-2015 14:19 | كتب: محمد طه |
صورة أرشيفية صورة أرشيفية تصوير : حسام فضل

في مواجهة لأول مرة، بين الكاتب الكبير، الدكتور محمد سلماوي، رئيس إتحاد الكتاب الأسبق، وكل من راوية راشد، وفاطمة محمد على، ومروي مزيد، في برنامج «الستات مايعرفوش يكدبوا»، الذي تقدمه الإعلامية مفيدة شيحة، ومنى عبدالغني، على شاشة «سي بي سي»، قال سلماوي إن مصر في مرحلة بها كل شخص يلعب دور الآخر، موضحا أن الإعلاميين مثلا يلعبون دور الزعماء السياسيين، وأن هناك بعض المؤسسات لا تقوم بدورها، لذا يكون الآخر من يقوم بهذه الأدوار.

وأكد أن الإعلام هو من قام بعمل نوع من التعبئة السياسية فترة الثورة، وأن ثورة 25 يناير حدث لها انتكاسة، ليكون هناك ثورة 30 يونيو التي أزاحت الدخيل والمغتصب، مشيرا إلى أنه لا يوجد ما يسمى بالنخبة، بل أدوار لكل شخص.

وتابع سلماوي أن :«هناك مسميات خاطئة، ولكن هناك تخصصات، والمجتمع المتقدم يؤمن بالتخصص حتى في الطب، لذا لا يوجد نخبة عامة تخرج على الفضائيات وتقول رأيها في السياسة والفن والمجتمع، ولا يوجد مثقف يخرج ويقول إن حديثه فقط الصحيح، لأن المثقف بطبيعته يؤمن بالرأي والرأي الآخر، ويضع كل شيء محل بحث، بالإضافة لكونه شكاك».

واستطرد أن الكذبة لو كررت أكثر من مرة تصبح حقيقة ويرددها الناس كأنها حقيقة مسلم بها، ومن ضمن هذه الأكاذيب أن المثقفين منعزلين عن المجتمع، أو أنهم خانوا دورهم والمجتمع، مشددا على أن المثقف قاموا باكبر دور في السنوات الأخيرة، وأن دوره ليس النزول إلى الحي الشعبي، بل دوره أن يفكر ويطرح الحلول وأن يحلل الظواهر الموجودة بالمجتمع.

واستكمل الكاتب أن :«المثقفون قبل الثورة وقفوا وكان لهم رأي وتحفظات وانتقادات وبعضهم عوقب على هذا بشكل أو رأخر، سواء بالمنع من الكتابة، وبعض الكتابات تنبأت بالثورة، وأنا كتبت رواية تحدثت عن الثورة قبل حدوثها، وهي اجنجة الفراشة، وهناك كتابات آخرى ناقشت هذا، وعدد المثقفين المسجونين والمنفيين ومن أصابهم الجنون أكبر شهادة على أنهم لم ينعزلوا وكان لهم دور».

وألمح إلى أن :«وقت ثورة يناير نزل المثقفين في الشارع وميدان التحرير، وبعد أن جاء حكم الإخوان المسلمين، ومن انتخب حكم الإخوان هم الشعب المصري لأننا لم نكن نعلم حكم الإخوان وصورتهم بانهم كانوا متضطهدين لسنوات طويلة وبتوع ربنا، والمثقف نبه ووقف وبعضهم لم ينتخب، وأخرين قاطعوا، وإتحاد الكتاب عقد جمعية عمومية وسحب الثقة من رئيس الجمهورية محمد مرسي حين ذاك، وكانوا أول فئة قامت بتحرير البلد من الإخوان عن طريق احتلال وزارة الثقافة وقت حكم الإخوان».

وشدد سلماوي على أن :«دور المثقفين تاريخي، ويقال خطأ أن المثقف يجب أن يصل للرجل العادي، لأن العكس هو الصحيح، ومهمة العالم أن يصل المواطن إلى المثقف حتى يصبح مثله، وبالتالي في المجتمعات المتقدمة لا يوجد مثقفين، لأن المجتمع كله مثقف، وهذا يأتي من التعليم، والإعلام، والثقافة واتاحة الثقافة للمجتمع، وهذا البناء السفلي للمجتمع والثقافة، وهو ما يصل بالرجل العادي إلى المثقف، ولذا أصرينا في الدستور أن 10 % من المنتج الإجمالي للدولة يخصص للتعليم والصحة، وبدون هذا الحد الأدنى لن نرتقي بالثقافة، والبعض يعوض النقص بالقراءة، واليوم المكتبات أصبحت تجارة رابحة، والشباب يرتادوا هذه المكتبات».

وأشار إلى أن: «الملايين يذهبون إلى معرض الكتاب لأنهم يعلمون وجود تخفيضات على الكتب، وهذا الإقبال يدل على شغف المواطن بالقراءة والثقافة، ويجب النزول للمواطنين عن طريق المسرح ويجب أن نرتقي بالمواطن حتى يصل إلى مستوى المثقفين، وعصر الجريدة مضى، لأن الآن يوجد هاتف وتليفزيون لذا مهمة الصحافة تغيرت، لأنها تأتي بالتحليل الذهني الراقي، والصحافة لم تستطيع عمل هذا الآن، لذا القاريء لا يجد من يبحث عنه».

وأضاف سلماوي أن «يجب التعلم من مشكلاتنا، والإخوان تغلغلوا في المحليات لأنه لا يوجد مسجد وإلا قاموا بعمل مستوصف مجاني لاهل الحي به، وهذه مهمة الحكومة، وهذه تمثيلية ولكن أتت بتأثير لهم، كما قاموا بعمل كل شيء حتى دروس خصوصية للمواطنين، وكل ما قصرت فيه الدولة والمجتمع شاهدوا ثغراته وعملوا عليها لجذب المواطن لهم».

وحول اشادته بالمراة الإمراتية، أكد الكاتب أن :«أشدت بدور المرأة الإمراتية، لان نظام الحياة هناك موجه للدفع بالمرأة إلى الأمام، بينما النظام العام في مصر يفعل العكس، وحدث تقدم كبير في الخليج بوضع المرأة عدا السعودية، والمرأة في مصر حصلت على حقوقها السياسية قبل بعض الدول الأوربية، وكان هناك نظام سياسي وقتها يدفع بالمرأة، واليوم أتخذ قرار بأن هناك قسم خاص بالمحاكم مخصص للنظر في قضايا العنف ضد المرأة، ولكن ما بين 1952 وحتى ثورة يناير تراجع دور المرأة، ولكنه بدأ يعود الآن، لاننا سمعنا نظام مجتمعي ضد عودة المرأة ودورها».

واستكمل سلماوي أن :«المرأة هي من تنمي الطموح بالنسبة لابنها أو زوجها، حتى يكون على مستوى الأسرة التي تريدها، وهي دائما مصدر الأمل في المستقبل، وهذا كان موجود في روايتي الخرز الملون، وإلى جوار كل عظيم امرأة، وزوجتي أول شخص يقرأ أعمالي، وأنا أول ناقد لأعمالها في الفن التشكيلي، وأنا كنت معيد في الجامعة ولم تكن هي تخرجت بعد، وعرفنا بعض، وقررنا الزواج، بعد أن التقى الأهل وانسجموا سويا، واكتشفوا أننا صغار السن، ليقرروا تأجيل الزواج حتى تنتهي من الجامعة، فرفضنا وقررنا الزواج، وذهبنا للزواج، وعدنا إلى الأهل وقلنا لهم أننا تزوجنا، والإنسان يحب الإنسان كإنسان، ولأن الأمر كله كيمياء ومشاعر وليس شكل أو مظهر».

واستطرد :«ابني طلبت مني السفر لباريس لأخذ كورس فن، وقلت لها إنتي لديك 28 سنة، ودرستي وحصلتي على ماجيستير من أمريكا، فأجابت (معقول إنت تفكر كده.. أنا عايزة أدرس)، ووالدتها ضغطت على، فوافقت على سفرها، وبعد 6 أشهر قالت إنها قابلت مصري يدرس هناك وأهله يريدون المجيء للتعرف علينا، وأنا لو أختار زوج مثالي لابنتي لن أجد أفضل من الذي اختارته».

وصرح بأن :«سقف الحريات بالنسبة لأبنتي كان أكبر من ابني، لأن كل منهم لديه متطلبات مختلفة، ومطالب ابني كانت قليلة بعض الشيء ومتاحة بالفعل، ولكن ابنتي كانت تشكل قلق بالنسبة لي، والاثنين متزوجين ولديهم أولاد، وانا وابني أصدقاء ونخرج سويا، وأرى أن جيله مختلف، وأصبحت فكرة الموت لديهم وكأنها غياب، على عكس الموت في زمننا الذي كان يجعل الشخص خائفا، وهذا نتيجة الأحداث الحالية وظروف الارهاب».

وردا على سؤال وجه له «هل تسمع أغاني مهرجانات»، أجاب :«مادمت لم أسمع عن لفظ المهرجانات هذا من قبل فهذا ليس غناء، ولكني أطرب بأم كلثوم، وأسمهان، وأمال ماهر، وعمرو دياب».

وشدد على ان صلاحيات رئيس الجمهورية كبيرة في الدستور ولكنها لا تعطي له كل السلطات كما كان يحدث سابقا، وأن من يطالب بتعديل الدستور ومواده لم يدرسوا الدستور جيدا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية