فى الطريق المؤدى إلى شارع المنحل فى منطقة الهرم، ربما تجذبك لافتة كبيرة على أحد العقارات، تعلن: «العلاج بلدغ النحل مجاناً»، وفى أسفل هذا العقار، تجد مكانا مخصصا للرجال فقط، وبمجرد صعودك السلم ودخولك منزل «الحاج سيد السايح»، تجد مجموعة كبيرة من النساء من جميع الأعمار والطبقات الاجتماعية ينتظرن دورهن فى أخذ العلاج.
وسط تلك النساء، تجلس الدكتورة هبة السايح، باحثة فى مركز البحوث الزراعية، حاصلة على درجة الماجستير فى الاستخدامات الطبية للعلاج بسم النحل، وتحكى «هبة» قصة هذا المنزل المخصص للعلاج، قائلة: «هذا المنزل هو ملك والدى- الله يرحمه- الذى أوصانى قبل وفاته بتخصيصه فى علاج المرضى بلدغات النحل، وبالفعل بقالى فى المهنة دى 10 سنوات».وأجرت الدكتورة هبة، بعد دراستها ومعرفتها بفوائد لدغ النحل، تجارب أولية على أسرتها وجيرانها، وأثبت النحل فاعليته فى علاج الكثير من الأمراض، فتقول «هبة»: «الناس بقت تقول لبعضها لحد ما انتشر، وناس كتير بتيجى لتلقى العلاج».
يتوافد المرضى على منزل الحاج سيد السايح، يومياً، ويبدأ كل مريض فى عرض شكواه، ثم تحدد الدكتورة هبة عدد اللدغات اللازمة لها، ومدة العلاج، فضلاً عن المواضع التى يمكن اللدغ فيها طبقا لمواضع سريان الطاقة فى الجسم، حسب بروتوكولات عالمية فى هذا الشأن.
وبين الحين والآخر، تصعد «هبة» إلى الطابق العلوى فى المنحل الصغير، لتجمع منه بعض النحل فى أكياس، ثم تستعد لبدء عملها، وتقول: «هذا المنحل الصغير أستخدمه فى العلاج اليومى للمرضى، لكن المنحل الكبير فى الفيوم مهم، لأن النحل يحتاج أرضا زراعية».
وعن فوائد العلاج بلدغ النحل تقول «هبة»: «بالإضافة إلى علاجه أمراض العظام كالروماتيزم والخشونة، فالتجارب الألمانية والصينية والكندية أثبتت فاعليته فى علاج الالتهابات كالتهاب الكبد الوبائى والحمى الروماتيزمية وغيرهما من الأمراض».
وتستخدم الدكتورة هبة آلة تشبه الملقاط، لالتقاط النحل من الكيس، تمسكها بطريقة معينة، ثم تضعها على المكان المحدد فى جسم المريض، وتفرز النحلة مادتها السامة لتموت فى الحال، وتقول: «اللى بيقوم بعملية اللسع فى النحلة هو زلة اللسع المرتبطة بجسم النحلة، والتى تفرز غددا حامضية، وتقوم بإنتاج السم اللى بيخرج من بطن النحلة، وبتستخدمه النحلة فى عملية الدفاع عن نفسها».
أماكن العلاج بالنحل هى أماكن غير مرخصة من الدولة، مثل أماكن العلاج بالأعشاب الطبيعية والطب البديل، لكن استخدام النحل يكون فى نطاق بحثى كمبنى المصل واللقاح وكالأبحاث التى تُقام فى الجامعات.وتحكى «هبة» عن أعراض ما بعد العلاج بالنحل، فتقول: «بعد لدغة النحلة للشخص، يشعر الشخص بألم يشبّهه البعض منهم بالصعقة الكهربية، تأخذ من دقيقة إلى اثنتين إلى أن يزول هذا الألم، وبسؤال بعض المرضى عن مدى التحسن، أجمعوا على فاعليته».