شهدت الساحة الدولية الأسبوع الماضي، تبادل للردود والتصريحات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعدما أسقط سلاح الجو التركي طائرة حربية روسية في سوريا، قُتل قائدها فيما عاد الأخر لموسكو، بعد تحريره.
«المصري اليوم» تنشر تصريحات بوتين وأردوغان فيما يمكن وصفها بـ«حرب كلامية» من خلال ردودهما المتبادلة في المؤتمرات الصحفية، أو اللقاءات العامة ونشرتها وكالات الأنباء الرسمية أو الصحف العالمية، وذلك دون أي مقابلة جرت بينهما جراء تلك الأزمة الأخيرة.
البداية.. أعلن سلاح الجو التركي، إسقاط طائرة حربية روسية من طراز «سو-24» تابعة لمجموعة المقاتلات الروسية في سوريا تحطمت الثلاثاء 24 نوفمبر الثاني.
وإلى نص الحوار.
بوتين: إسقاط الطائرة الحربية ضربة في الظهر وجهها أعوان الإرهابيين، والمقاتلة سقطت في أراضي سوريا على بعد 4 كلم من حدود دولتكم، ولم تكن تمثل تهديدًا تركيا في أي حال من الأحوال، لأنها كانت تؤدي مهمة قتالية ضد داعش في شمال محافظة اللاذقية حيث يتمركز مسلحون معظمهم وصلوا من روسيا.
أردوغان: وجهنا 10 إنذارات للطائرة لدخولها المجال الجوي التركي، وتحطمت داخل سوريا لكن بعض أجزائها سقطت في تركيا وأصابت تركيين.
بوتين: إسقاط الطائرة عواقبه وخيمة، على العلاقات بيننا، كنا نتعامل معكم كجيراننا، بل أصدقائنا، ولست أدري من الذي سيستفيد مما حدث اليوم، ونحن كنا نضرب داعش شمال اللاذقية.
أردوغان: لا تواجد لتنظيم داعش في منطقة باير بوجاق التركمانية، واستهدافكم للمنطقة ضمن مخطط لنظام الأسد لإخلائها من سكانها لأجل النظام.
بوتين: «أنتم تحصلون على النفط من داعش وتمنحونهم مليارات الدولارات، وسجلنا منذ وقت طويل وصول كميات كبيرة من النفط ومنتجاته إليكم من الأراضي المسيطر عليها من قبل داعش، أنتم تغذون العصابات الإرهابية بالأموال.
أردوغان: «لسنا عديمي الكرامة لنشتري النفط من منظمة إرهابية، ومن يقول عننا ذلك مُفترون، وأنت ترتكب خطأ كبيرًا.
بوتين: كان يجب عليكم الحديث إلينا بعد إسقاط الطائرة، لا أن تتجه لحلف الناتو لإبلاغه بما حدث.
أردوغان: «طلبت الاتصال الهاتفي بك يوم إسقاط الطائرة، لكنك لم ترد على اتصالاتي».
بوتين: تُريدون أن تجعلوا حلف الناتو خادما لداعش.
أردوغان: أنصحكم ألا تلعبوا بالنار، لسنا داعمين للإرهاب، ونسعى للقضاء عليه، دون المساس بأهلنا في التركمان، أو مساعدة نظام بشار الأسد القاتل.
بوتين: «ننتظر اعتذارا عن إسقاط الطائرة، أو تعويضات عن الحادث.
أردوغان: «لن نعتذر، والطائرة الروسية»انتهكت«مجالنا الجوي، وإذا كان على أحد أن يعتذر فليس نحن.
بوتين: سأنشر منظومة «إس-400» في قاعدة «حميميم» لرد أي عدوان أخر على مجموعة طائراتنا في سوريا.
أردوغان: عليكم أن تعلموا أننا على دراية بمكركم الكامن وراء تعزيز وجودكم العسكري في سوريا بذريعة إسقاط الطائرة، وتصريحاتكم غير مقبولة فنحن لم نتعمد إسقاط المقاتلة.
أردوغان يواصل حديثه: لم نكن نعلم أن المقاتلة روسية إلا بعد إعلانكم أنها تابعة لكم، ونحن لا نُريد تصعيد الأمور، أو الحديث عن مستقبل العلاقات بين البلدين لأنها أكبر من ذلك.
بوتين: تنتهجون طوال سنين سياسة داخلية لأسلمة بلادها ودعم التيار المتطرف، وتحاولون تعزيز التيار الإسلامي المتطرف في بلادها.
أردوغان: وافقت على نشر 20 دبابة إضافية على الحدود مع سوريا، لفرض حظر الطيران بشكل أكبر بين مدينتي جرابلس بريف حلب وسواحل البحر المتوسط.
بوتين: «لن نتوانى عن الرد على أي خطر يمثل تهديدا على طائراتنا، ومواطنونا المتواجدون في تركيا قد يتعرضون لخطر كبير، ووزارة خارجيتنا ملزمة بالتنبيه إلى ذلك.
أردوغان: الدّولتان تربطهما علاقات استراتيجية، وأنّ هذا الأمر يتطلب التضامن فيما بينهما وليس تهديد بعضهما البعض.
ولفت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أنه قد يلتقي نظيره الروسي خلال قمة المناخ الدولية، التي تبدأ أعمالها في العاصمة الفرنسية باريس، في وقت لاحق من هذا الأسبوع، قائلاً إنها «فرصة سانحة للقاء الرئيس بوتين، بما يخدم ترميم العلاقات مع روسيا»، بحسب ما نقلت وكالة الأناضول للأنباء التركية.