x

«التغيرات المناخية» تتفوَّق على الصراعات المسلحة

الأحد 29-11-2015 08:49 | كتب: محمد منصور |
انتشار المجاعات فى العالم نتيجة التغيرات المناخية انتشار المجاعات فى العالم نتيجة التغيرات المناخية تصوير : اخبار

قبل نحو 800 عام، دفعت التغيرات المناخية الطبيعية الجيش المغولى للخروج من أواسط آسيا القاحلة إلى الغرب المفعم بالمناخ الجيد، فالجفاف الذى عصف بالأراضى الآسيوية فى ذلك الحين وضع تحديًا للبقاء فى ذلك المكان. الآن، وبعد مرور عدة قرون على الغزو المغولى للعالم، ينزح مئات الآلاف من البشر سنويًا من أماكن معيشتهم للوصول إلى أراض يسهل العيش فيها؛ بعيدًا عن الفيضانات أو الجفاف أو حتى موجات الحر القاتلة.

وقالت المجلة العلمية الأمريكية «ساينتفك أمريكان»، ذائعة الصيت، إن الهجرات الجماعية فى العصر الجديد ستتواصل بوتيرة أكبر من السنوات القليلة الماضية، وستصل، طبقًا للتقديرات العلمية، إلى 150 مليون حالة بحلول عام 2050.

وأضافت أن النكبات المناخية أجبرت نحو 20 مليون شخص فى 2008 على ترك منازلهم، مقابل 5 ملايين نزحوا بسبب الصراعات المسلحة، مشيرة إلى أن العالم على وشك فقد نحو 38 دولة مؤلفة من جزر صغيرة مع نهاية القرن الحالى إذا لم تتوصل الدولة الكبرى لوسيلة توقف الاحترار العالمى.

وتابعت: «أفريقيا ليست بمنأى عن التغيرات المناخية، على الرغم من كونها الأقل انبعاثًا للغازات المسببة للاحتباس الحرارى، فعلى سبيل المثال، تسببت الاجتياحات الكارثية للفيضانات فى موزمبيق فى نزوح مئات الآلاف من البشر لمراكز إيواء مؤقتة، ففى عام 2007، فقد نحو 100 ألف شخص يعيشون فى تلك الدولة التى تقع على امتداد الساحل الشرقى للقارة منازلهم نتيجة إعصار (فافيو)، كما فقدوا إمكانية الوصول إلى المراكز الطبية، وتدهورت خدمات الصرف الصحى فى أماكن معيشتهم، علاوة على الندرة فى كميات مياه الشرب». وأشارت المجلة الشهيرة إلى أن المفارقة المحزنة فى موزمبيق أنها تتعرض لموجات من الفيضان والجفاف فى نفس الوقت، وأنه فى عام 2007، وبينما تُعانى المناطق الجنوبية من الجفاف، كان نهر «زامبيزى» فى الشمال يفيض ويغرق الأراضى الواقعة على جانبيه، ويستنتج الباحثون من تلك المفارقة وجود اختلاف بفترات هطول الأمطار مع تباينات شدتها، وهو ما أدى لجعل المناخ يتأرجح بين نقيضين الجفاف والفيضان.

ويعيش فى آسيا، حسب «ساينتفك أمريكان»، نحو 18 مليون فيتنامى على ضفاف نهر «الميكونك»، إلا أنهم مُهددون بالضياع، فحسب الخرائط المُعدة من قبل جامعة «كولومبيا» الأمريكية، سيؤدى الارتفاع المُطرد فى درجات الحرارة إلى غلق دلتا النهر، وهو ما يهدد نحو 7 ملايين من سكان ذلك الحوض، الذين يعتمدون على الزراعة فى المقام الأول، وتبلغ نسبة إنتاجهم من الفاكهة نحو 80% من النسبة الكلية التى تنتجها الدولة الآسيوية، ما قد يُعيق جهود التنمية فى ذلك الإقليم.

وأوضحت المجلة أن المكسيك وأمريكا الوسطى تؤويان نحو 10 ملايين مزارع، معظمهم لا يكاد يقدر على تدبير الحد الأدنى من أقواتهم اليومية، فكما هو حال المزارعين فى كل مكان تعتمد زراعتهم على سقوط كميات معتدلة من الأمطار، فإذا ما نقصت الكمية، ذبلت المحاصيل وماتت، وهو الأمر الذى يحدث كل عام فى ذلك المكان، والسبب التغيرات المناخية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية