في أقل من أسبوع، وقعت 4 تجاوزات من الشرطة ضد مواطنين في محافظات الأقصر، والقليوبية، والإسماعيلية، وأكتوبر، تمثلت في تعذيبهم وإهانتهم، ونتج عنها وفاة 3 أشخاص، ترصدهم «المصري اليوم» في التقرير التالي.
وفاة مواطن في مركز شبين القناطر
في محافظة القليوبية، اتهمت أسرة مواطن يُدعى عمرو أبوشنب، ضباط مركز شبين القناطر، بالتسبب في وفاة نجلها، إثر التعدي عليه وضربه.
واستجابت نيابة شبين القناطر لأسرة المجنى عليه، وفتحت تحقيقًا في الواقعة، واستمعت لأقوال معاون مباحث المركز معتز الشوربجي، الذي نفى كافة الاتهامات، مشيرًا إلى أن المتهم تم ضبطه في واقعة سرقة، وتبين أنه هارب من تنفيذ حكم قضائي، وأنه يعاني من مرض الكبد، وأصيب بحالة إعياء خلال عرضه على نيابة مركز شبين القناطر، وتعرض لغيبوبة كبدية، وتوفي خلال إسعافه.
فيما اتهم محامي المجني عليه الضابط بأنه «ضرب موكله بالخراطيم ودبشك البندقية أثناء البحث عن معلومات لقضية السرقة، وبعدها بيوم تم تلفيق قضية مخدرات له، وانهال الضابط عليه ضربًا مبرحًا، ما نتج عنه نزف المجنى عليه في الحجز أكثر من مرة، وطلب النجدة، إلا أن أحدًا لم يعره اهتمامًا، وبعدها تم عرضه على النيابة، ولفظ أنفاسه داخل الحجز، بعد وصلة التعذيب».
من ناحية أخرى، قال شقيق المتوفى: «والدتي فوجئت بقوة من رجال الشرطة تقتحم المنزل الكائن بطحانوب، ودخلوا البيت وفتشوه ولم يجدوا شيئًا، وقال الضابط لأمي ابنك فين وإلا هنخدك إنتي وزوجة أخيه، فقلت لهم ابني مستأجر شقة في بلدة قريبة اسمها الكوم الأحمر، وقاموا باقتياد أمي معهم إلى المكان، وكان شقيقي نائمًا، وفتح لهم البيت، وبعد تفتيشه لم يجدوا شيئًا، وتم القبض عليه، وبعد عدة ساعات علمنا بقتله داخل السجن».
وقف ضابط عن العمل في الإسماعيلية
وفي الإسماعيلية، اقتحم ضابط بقسم شرطة أول الإسماعيلية، يُدعى محمد إبراهيم، صيدلية، واعتدى على عفيفي حسني، طبيب بيطري، واصطحبه إلى ديوان القسم، واعتدى عليه مجددًا، ما أدى إلى وفاته، ما دفع اللواء مجدي عبدالغفار، وزير الداخلية، إلى وقفه عن العمل لحين انتهاء تحقيقات الوزارة معه.
وأصدر النائب العام، قرارًا بانتداب الطبيب الشرعى لتشريح جثة الطبيب البيطرى، لبيان سبب الوفاة، وعقد اتحاد المهن الطبية بالإسماعيلية اجتماعًا طارئًا الجمعة، بمقر الاتحاد بالإسماعيلية، شارك فيه نقيب الأطباء والأطباء البيطريون والصيادلة والأسنان، بحضور نقيب الأطباء البيطريين في مصر ونقيب الصيادلة العام.
وأصدر الاتحاد بيانًا، حمّل الضابط مسؤولية قتل الطبيب، وطالب الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالتدخل لإنقاذ البلاد من تجاوزات الشرطة، مؤكدا أن الطبيب عفيفى حسنى كان يمارس عمله الرسمى كمساعد صيدلى مؤمن عليه دخل صيدلية زوجته ريم أحمد، وقت حضور الضابط محمد إبراهيم من مباحث قسم أول الإسماعيلية، ولم يكن الضابط خارج الصيدلية كما ادعى في تحقيقات النيابة.
ونشرت نقابة الصيادلة على صفحتها بموقع «فيس بوك»، مقطع فيديو أظهر الضابط يقتحم الصيدلية دون إذن نيابة أو تفتيش صيدلى، وفق القانون، واعتدى بالضرب على الطبيب الذي لفظ أنفاسه بديوان القسم بعد اصطحابة بالقوة وفق التقرير الطبى الصادر من الإسعاف.
وفي قسم شرطة الأقصر، توفى مواطن قالت أسرته إنه تعرض للتعذيب على أيدي ضباط الشرطة.
وكانت قوة من قسم شرطة الأقصر ألقت القبض على المدعو «ط. ع»، (47 عامًا)، أثناء تواجده في مقهي بمنطقة العوامية، واقتياده إلى قسم الشرطة، حتي فوجئت عائلته بتلقيها نبأ نقله إلى مستشفي الأقصر الدولي جثة هامدة، وفق تقرير صادر من المستشفى.
وقال المستشار أحمد عبدالرحمن، المحامي العام لنيابات الأقصر، إن النيابة العامة لن تنحاز لأي طرف أيًا ما كان في قضية «وفاة مواطن» داخل قسم شرطة الأقصر، مشيرًا إلى أن تقرير الطبيب الشرعي هو الذي سيثبت ما إذا كان المواطن توفي داخل قسم الشرطة بسبب تعذيب من عدمه، وأنه ستتم محاسبة المتسببين في ذلك حال ثبوت تورطهم في تعذيب المواطن.
وأوضح المستشار أحمد عبدالرحمن أن فريق النيابة العامة بدأ تحقيقات موسعة في القضية، وصرح بدفن جثة المتوفي بعد انتهاء الطبيب الشرعي من مناظرة الجثة، لإعداد تقرير بأسباب الوفاة.
كما قررت نيابة أول أكتوبر، حبس ضابط شرطة بهيئة الطرق والمنافذ بالجيزة، 4 أيام على ذمة التحقيق، بتهمة الاعتداء بالضرب المبرح على سائق «ميكروباص»، وتهديده بتلفيق قضية إحراز تذكرة «هيروين»، بمدينة دريم السكنية.
وأفادت تحقيقات النيابة، برئاسة المستشار أحمد حامد، وتحت إشراف المستشار ياسر فاروق التلاوي، المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، بأن حسن جمعة، المجنى عليه، كان يسير بسيارته «الميكروباص» إلى مدخل مدينة دريم، فقطع الطريق لسبب لا دخل له فيه، أمام سيارة ملاكي دون لوحات معدنية، تبينّ أن قائدها المتهم «محمود.ا»، الذي بادر بسبّ المجني عليه بألفاظ نابية، ثم هبط من السيارة، وأحكم قبضة يده بعنق السائق، وسدّد له اللكمات في الوجه، مع وصلات تهديده بسلطات وظيفته، فما كان من الأهالي، الذين تعاقدوا مع «حسن» لتوصيل أولادهم إلى المدارس مقابل أجر شهري، إلا أن قاموا بتوثيق الواقعة «صوت وصورة» بالفيديوهات، بعدما فشلت محاولاتهم لإثناء الضابط عن سلوكه.
وذكرت التحقيقات أن المتهم أيضًا كان في طريقه لتوصيل ابنه إلى إحدى المدارس الخاصة، ولدى عودته شاهد سائق «الميكروباص»، فهبط من السيارة من جديد، وعاد إلى الاعتداء عليه بالضرب، وطالبه بالاعتذار عن قطع الطريق عليه، ملوحًا بإمكانية دس تذكرة «هيروين» للمجني عليه، وتوجه إلى ديوان عام قسم شرطة أكتوبر أول لتحرير محضر.
وبحسب التحقيقات فإن الأهالى توجهوا إلى ديوان القسم أيضًا، متقدمين بمقاطع الفيديوهات، التي توثّق أقوالهم باعتداء الضابط على السائق، وبتفتيش قوة من القسم للضابط المتهم عُثر على تذكرة الهيروين.
وأشار الأهالي في التحقيقات إلى أن المتهم استغل نفوذه، وأرهبهم بقوله: «اركبوا أعلى ما في خيلكم.. أنا ضابط شرطة»، فأسندت النيابة للمتهم ارتكاب جرائم: «حيازة هيروين، واستغلال نفوذ، والتزوير في محضر رسمي واستعماله»، فيما أنكر الضابط جميع الاتهامات.
وطلبت النيابة من إدارة توثيق المعلومات بوزارة الداخلية تفريغ بيانات «فلاشة ميموري»، تقدم بها شهود الواقعة، تحوي تفاصيلها، لتكون دليل إدانة ضد المتهم، يمكن الاستفادة منها خلال سير التحقيقات.
وقال مصدر قضائي، لـ«المصري اليوم»، إن وزارة الداخلية أوقفت الضابط عن العمل، وأحالته إلى التحقيقات الإدارية، إلى حين انتهاء تحقيق النيابة.