قال الدكتور عماد جاد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، عضو مجلس النواب المنتخب، إن زيارة البابا تواضروس للقدس مهمة لمد الجسور لدولة عربية تعانى من الاحتلال، مشيرا إلى أن البابا يذهب لأداء طقس دينى وليس لزيارة القدس.
وأضاف، في حوار لـ«المصرى اليوم»، أنه يتوقع هجوما من الإسلاميين على الزيارة، مؤكدا أن الزيارة لن تؤثر على وضع الأقباط في الانتخابات البرلمانية في الجولة الثانية، خاصة أن وضعهم الآن هو الأفضل منذ عام 1952. وإلى نص الحوار:
■ كيف ترى ذهاب البابا تواضروس إلى القدس في ظل منع الكنيسة للزيارة؟
- من وجهة نظرى الزيارة مهمة للغاية، والتعامل معها يجب أن يتم بعيدا عن الأصوات العالية التي تسببت في ضياع القضية الفلسطينية، فالبابا ذاهب لأداء مراسم دينية تتعلق بالصلاة على جثمان الأنبا إبرام، مطران القدس، وهو مواطن مصرى، كما أنه مطران، أي يأتى في الترتيب بعد البابا تواضروس الثانى، والكنيسة القبطية لها ممتلكات في القدس وستساهم في رفع الروح المعنوية لمسلمى ومسيحيى المدينة بزيارة أكبر قيادة دينية في الشرق الأوسط.
■ ولكن هناك هجوما وانتقادا للزيارة؟
- مصالح الشعوب لا تُدار بالأصوات العالية، وانا أرحب بالزيارة، وأرى أنها جاءت في توقيت مهم وتساعد القضية الفلسطينية، والرئيس الفلسطينى نفسه طالب البابا بزيارة القدس، قائلا له إن «زيارة السجين لا تعنى التطبيع مع السجان»، وسبق أن رحبت بزيارة المفتى السابق للقدس، فالرئيس السادات عندما استعاد الأراضى المصرية بزيارته للقدس تعرض لهجوم شديد، ولكنه في النهاية أعاد الأراضى المصرية، وأنا أرى أن زيارة البابا للقدس تمد الجسور، وترفع الروح المعنوية للفلسطينيين أنفسهم.
■ ألا ترى تناقضا في موقف الكنيسة من منع أتباعها من زيارة القدس وقيام رأس الكنيسة بالزيارة؟
- البابا لم يذهب لحضور مناسبة دينية أو احتفالية أو دعوة معينة، ولكنه سيترأس قداسا لمطران قبطى في مدينة عربية لدينا بها ممتلكات ممثلة في أديرة وكنائس، وزيارته بعيدة عن الكيان الصهيونى، ويجب النظر للزيارة من مفهومها الأوسع، وهو التأكيد على عروبة القدس.
■ لكن البعض يرى أن الزيارة ستفتح النيران على الأقباط من الإسلاميين وبعض المتطرفين؟
- الأقباط تعرضوا للهجوم من المتطرفين بمناسبة ودون مناسبة، ويجب اتخاذ خطوات تخدم الوطن بعيدا عن النظر لآراء بعض المتطرفين.
■ هل تعتقد أن هناك تنسيقا مسبقا بين البابا ومؤسسات الدولة قبل القيام بتلك الزيارة؟
- بالطبع لابد من وجود تنسيق مسبق.
■ هل من الممكن أن تؤثر زيارة البابا تواضروس سلبا على الأقباط المرشحين لمجلس النواب في جولة الإعادة؟
- لا أعتقد ذلك، لأن الزيارة لها ظروف مختلفة، والأقباط يعيشون أجواء من المواطنة لم تحدث منذ عام 1952.