x

الجامعة العربية: مواجهة الإرهاب تقتضي مقاربة شاملة وحل عادل للقضية الفلسطينية

الأربعاء 25-11-2015 14:06 | كتب: أ.ش.أ |
صورة أرشيفية صورة أرشيفية تصوير : حسام فضل

طالب الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بضرورة تضافر كافة الجهود العربية والدولية والأممية لدحر الإرهاب، وإنهاء الصراعات في ظل ما يشهده العالم العربي من تطورات وتحديات غير مسبوقة.

وأكد «العربي»، في كلمته أمام الاجتماع الحادي والعشرين لآلية الأمم المتحدة للتنسيق الإقليمي، الذي بدأ أعماله الأربعاء بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أن ازدياد ظاهرة الاٍرهاب يشكل خطورة ليس فقط على الأمن والسلم العربي، بل على المستوى الدولي، فضلا عن التأثير السلبي لتلك التطورات على المكتسبات التنموية، ووقوف ذلك كعقبة لاستكمال مسيرة التنمية في الدول العربية.

وقال العربي، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الأمين العام المساعد للشؤون السياسية بالجامعة العربية السفير فاضل جواد، إن الأمر يستلزم مواجهة شاملة للموجة الإرهابية الكبيرة، التي لا يجب أن تقتصر فقط على المقاربة الأمنية والعسكرية، بل تمتد لتشمل النواحي الاجتماعية والثقافية والفكرية والإعلامية.

وأضاف العربي، أن تحقيق المقاربات لن تأتي إلا بتضافر الجهود ومواجهة التحديات، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي نواصل سعينا بالتنسيق مع كافة الأطراف والشركاء لتحقيق حل شامل ودائم وعادل لها، مستندا على القرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وشدد العربي، على أن الاجتماع يكتسب أهمية كبيرة لدعم مسيرة التنمية العربية، خاصة بعد أن أطلقت الأمم المتحدة سبتمبر الماضي «أجندة التنمية المستدامة 2030»، مشيرا إلى أن تلك الأجندة الطموحة تتمحور حول القضاء على الفقر والجوع وتحقيق العيش بكرامة، منوها، في الإطار ذاته، إلى أن الجامعة العربية ومجالسها الوزارية كان لها من خلال التنسيق مع وكالات الأمم المتحدة جهود هامة لإعداد الموقف العربي من تلك الأجندة، وتحديد أولويات المنطقة ضمن السبعة عشر هدفا التي أقرتهم الامم المتحدة.

وأشار، إلى أن القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ رحبت في قرار لها بتلك الجهود، ووجهت بمواصلة التنسيق والتعاون مع وكالات الأمم المتحدة، لوضع خطة عمل لتنفيذ هذه الأجندة، لافتا إلى أن الجامعة العربية ستنظم من خلال قطاعيها الاقتصادي والاجتماعي، بالتعاون مع برنامج الانمائي للأمم المتحدة بوصفه رئيس مجموعة الأمم المتحدة للتنمية في الدول العربية أول مؤتمر إقليمي وزاري حول تنفيذ أجندة التنمية المستدامة 2030 في الدول العربية، من أجل وضع خطة التحرك العربي المطلوبة لتنفيذ تلك الأجندة.

وشدد العربي، على أنه لا تزال النزاعات المسلحة التي تشهدها بعض دول المنطقة تلقي بظلالها السلبية على الأوضاع الاجتماعية والتنموية في المنطقة، مشيرا إلى أن تفاقم الوضع الإنساني واستمرار نزيف الدم يشكل أحد التحديات الرئيسية في المنطقة، ولهذا فكانت ولا تزال هذه الأزمات مركز اهتمام الجامعة العربية منذ اندلاعها، وتقوم بجهود كثيرة على مختلف الأصعدة السياسية والإنسانية والاجتماعية لحلها.

وقال العربي، إنه في ظل الحديث عن تنفيذ الالتزام الدولي الخاص بأجندة التنمية المستدامة 2030، لابد أن يأخذ العالم في الاعتبار التداعيات الانسانية الكبرى للنزاعات المسلحة، داعيا إلى ضرورة تكثيف الجهود لحلها خاصة الوضع الإنساني المتفاقم وموجة النزوح واللجوء، ليس فقط في دول الجوار بل إلى دول العالم.

من جانبه، أكد نائب الأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا «الإسكوا»، عَبَد الله الدردري، أهمية الاجتماع لتعزيز أواصر التعاون والعلاقات الوطيدة والعريقة بين الأمم المتحدة والجامعة العربية، لدعم المنطقة وشعوبها فيما تواجهه من تحديات كثيرة وما لديها من فرص متاحة لحلها.

وقال الدردري، في كلمته التي ألقاها نيابة عن الدكتورة ريما خلف، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي للاسكوا، «نحن نركز في مناقشتنا على خطة إنمائية جديدة تغرق بلدان عديدة في حالات نزاع منها سوريا وليبيا واليمن والعراق»، موضحا أن هذا يمثل التحدي وهو كيفية تحقيق التنمية في قلب النزاعات التي تسلب المنطقة ما حققته من مكاسب إنمائية.

وأكد، أنه في ظل ما تشهده المنطقة من نزاعات واضطرابات تنتقل من بقعة لأخرى بسرعة البرق، تبقى حالة فلسطين ماثلة منذ أعوام طويلة باحتلال ينتهك القانون الدولي، وقمع لشعب بأكمله دون رادع وممارسة همجية تأتي كل يوم بشاهد جديد على هذا الواقع الأليم.

وقال الدردري، إنه اذا توقفنا عند فصول هذه المأساة سوف نعترف بالإخفاق في وضع حد لهذا الظلم، وإعطاء هذه القضية السياسية والإنسانية حقها.

وأضاف الدردري، أنه إلى جانب النزاعات التي تشهدها المنطقة، فهي تواجه تحديات خطيرة أيضا أمنها الغذائي والمائي، فضلا عن التدهور في الأراضي وتغير المناخ وعدم تكافؤ الفرص وارتفاع معدلات البطالة خاصة بين صفوف الشباب، مشددا على أنه لايمكن التصدي لهذه التحديات في كل قطاع على حدة، بل يجب معالجتها بنهج متكامل تشارك فيه الدول والامم المتحدة وجامعة الدول العربية.

ويشارك في الاجتماع، الذي يعقد على مدى يومين، وكالات الأمم المتحدة المتخصصة أعضاء آلية التنسيق الإقليمي، والمنظمات العربية المتخصصة، والإدارات المعنية في الأمانة العامة للجامعة العربية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية