قال السفير عزت سعد، سفير مصر الأسبق في روسيا، إنه لا علاقة بين تداعيات حادث سقوط الطائرة الروسية وتوقيع الاتفاق النووى مع مصر، وأضاف في حواره لـ«المصرى اليوم» أن روسيا تعلم تماماً أن مصر شريك استراتيجى لمكافحة الإرهاب والتطرف الدينى، لافتاً إلى أن الجهود لابد أن تقع على الجانب الروسى في المقام الأول لإعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعى.. وإلى نص الحوار:
■ هل هناك علاقة بين حادث سقوط الطائرة وقيام مصر بتوقيع عقد الاتفاق النووى؟
- أعتقد أن موضوع سقوط الطائرة الروسية في 31 أكتوبر الماضى لا علاقة له بتوقيع عقد محطة الطاقة النووية، في ظل أن مصر كانت قد بدأت مفاوضاتها حول موضوع المحطة منذ أكثر من عام وتلقت عروضاً كثيرة من شركات ودول، وكان العرض الروسى هو الأفضل من جميع النواحى الفنية والمالية، ومع ذلك قد يبدو للبعض أن قيام مصر بتوقيع العقد نوع من التعويض أو الترضية للجانب الروسى بسبب حادث الطائرة وما خلفه من تداعيات مؤسفة، غير أن الواقع في هذا الشأن مغاير تماماً لهذا الانطباع، فضلاً عن أن هناك تعقيدات إدارية فُرضت على مصر تتمثل في القرض الحكومى الروسى المقدم لتمويل إنشاء المحطة، حيث تبدأ السنة المالية في روسيا من أول يناير وتنتهى بنهاية ديسمبر.
■ وما تأثير هذا الاتفاق على العلاقات المصرية الروسية؟
- مما لا شك فيه أن توقيع عقد إنشاء محطة للطاقة النووية في مصر بتكنولوجيا روسية يعد بكل المقاييس نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين، ويحقق مصالح ومزايا مؤكدة لكل جانب، سواء بالنسبة لمصر التي ستدخل عصر الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، أو بالنسبة لروسيا التي ستحقق بدورها مكاسب جيواستراتيجية واقتصادية كبيرة في المنطقة، حيث سيفتح هذا العقد الباب لتوقيع المزيد من العقود مع دول كثيرة في الإقليم.
■ على من تقع الجهود لإعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعى؟
- تقع هذه الجهود في المقام الأول على عاتق الجانب الروسى، فبالنسبة للجانب المصرى فهو يتفهم تماماً حقيقة أن الأمر يتعلق بواجب الدولة الروسية بحماية حياة وأمن رعاياها بما تراه من تدابير وإجراءات، ومع ذلك لا نستطيع أن نتفهم قرار الجانب الروسى بوقف رحلات شركة مصر الوطنية إلى موسكو، ولا أظن أن معايير الأمن أقل من نظيراتها في روسيا سواء في المنطقة أو غيرها من وإلى مطارات روسيا، والجانب الروسى يعلم تماماً أن مصر شريك استراتيجى لمكافحة الإرهاب والتطرف الدينى، لذا يجب على القيادة الروسية إعادة النظر في قرارات الحظر.
■ ماذا عن سقوط الطائرة الروسية الحربية على الحدود التركية؟
- كما هو معلوم تعد تركيا مع بعض دول المنطقة من الدول التي تتخذ موقفاً مخالفاً للموقف الروسى، كذلك من المعروف أن روسيا تتخذ موقفا مخالفا للموقف التركى من ثورات الربيع العربى، ومع ذلك ينجح البلدان في إيجاد صيغة للتعاون المشترك في بعض القضايا التي تهم كليهما، ومنها ملف الطاقة والملف السورى، ولعل نقطة الخلاف الجوهرية بين الروس والأتراك هي مصير بشار الأسد، الذي تعتبره تركيا جزءاً من المشكلة، ونظراً للمصالح الضخمة بين البلدين أتوقع أن يسعى كل منهما إلى احتواء آثار هذا الحادث.