x

«زي النهارده».. وفاة القارئ الشيخ محمود خليل الحصري 24 نوفمبر 1980

د.أحمد نعينع: كان كريما وصريحا وأعجبته تلاوتي
الثلاثاء 24-11-2015 04:18 | كتب: ماهر حسن |
صورة أرشيفية صورة أرشيفية تصوير : آخرون

يظل القارئ الشيخ محمود خليل الحصري واحدا من أشهر قُرّاء القرآن الكريم في العالم الإسلامي، كما كان مدرسة فريدة في التلاوة، وهو أول من سجل المصحف المرتل للإذاعة ونجد على الموقع المخصص له.

ولد «الحصري» في قرية شبرا النملة مركز طنطا محافظة الغربية عام ١٩١٧، وألحقه أبوه بكَّتاب شبراالنملة وأتم حفظ القرآن في الثامنة من عمره.

ويقول موقع الحصري إن المعاهد الدينية لم تكن تسمح بقبول الطلاب قبل أن يتموا الثانية عشرة من عمرهم فظل الطفل محمود مع شيخه ومحفظه بالكتاب وكان يذهب إلى مسجد القرية في صلاة العصر ليقرأ القرآن فنال استحسان مستمعيه وبدأ الناس يدعونه لإحياء حفلاتهم الدينية وذاع صيته في القرية.

فلما بلغ الثانية عشرة التحق بالمعهد الدينى بطنطا حتى الثانوية العامة ثم انقطع عن الدراسة وتعلم القراءات العشر وفي عام ١٩٤٤م تقدم للإذاعة واجتاز الاختبار، وتم التعاقد معه وكانت أول قراءة له على الهواء مباشرة يوم ١٦ نوفمبر عام ١٩٤٤م عين كشيخ لمقرأة سيدى عبدالمتعال بمدينة طنطا.

وفي عام ١٩٤٨م صدر قرار بتعيينه مؤذنًا بمسجد سيدى حمزة إلا أنه طلب أن يكون قارئًا للسورة يوم الجمعة فصدر قرار بنقله إلى وظيفة قارئ سورة بنفس المسجد ثم صدر قرار وزارى بقيامه بمهمة الإشراف الفنى على مقارئ محافظة الغربية وفي ١٧أبريل١٩٤٩ م انتدب للقراءة بمسجد سيدي أحمد البدوي بطنطا وظل فيه حتى عام ١٩٥٥م حيث توفي الشيخ الصيفي الذي كان قارئًا بمسجد الحسين فجاء خلفا له في الحسين،

وانتقل للقاهرة وقد تقلد الحصري مناصب عديدة منها شيخ بعموم المقارئ المصرية عام ١٩٦٠م ثم مستشار فنى لشؤون القرآن بوزارة الأوقاف في عام ١٩٦٣م فرئيسًا للجنة تصحيح المصاحف ومراجعتها بالأزهر عام ١٩٦٣م فخبيرًا فنيًا لعلوم القرآن والسنة عام ١٩٦٧م بمجمع البحوث الإسلامية.

أيضا كان الشيخ الحصرى أول من سجل المصحف مرتلًا للإذاعة عام ١٩٦٠م وبذلك أصبح الشيخ الحصرى أول صوت يجمع القرآن الكريم مرتلًا بالروايات المختلفة ومنحه الرئيس عبدالناصر وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام ١٩٦٧م.

كما نال تقدير الملوك والرؤساء في العالم العربى والإسلامي. وفي عام ١٩٨٠م بدأت رحلة المرض مع الحصرى حيث كان مريضا بالقلب ونقله الأطباء إلى معهد القلب فلما تحسنت صحته عاد إلى البيت صعدت روحه إلى بارئها «زي النهاردة» في ٢٤ نوفمبر ١٩٨٠. بعد أن أدى صلاة العشاء مباشرة.

ويذكر أن الشيخ الحصري كان يقوم بنفسه بمتابعة إتمام بناء المعهد الدينى ببلدته ومسقط رأسه شبرا النملة قبل وفاته بعام واحد وكان يحاول الانتهاء من بناء مسجد آخر وكان آخر المناصب التي تقلدها الشيخ الحصرى هو رئيس اتحاد قراء العالم الإسلامي.

ويقول القارئ الدكتورأحمد نعينع لقد كان الشيخ الحصري كريما وصريحا ومدافعا عن الحق وقد جمعني معه موقف لا أنساه وكان في بدايات العام الذي توفي فيه حين كنت أحضر من الإسكندرية لتلاوة القرآن على الهواء من الحسين فجرا وكان هذا يحدث كل أسبوعين.

وكنت أنتهز الفرصة وأسجل للإذاعة وكانت هناك سهرة دينية في الحسين في غرة أحد الشهور الهجرية بعد العشاء وحين صعدت إلى «المصطبة» التي يجلس فيه المنشدون والمقرئون وجدته هو والشيخ طوبار وظنني أحد العاملين بالمسجد وكنت أرتدي البدلة، وكنت قبل ذلك قد قرأت القرآن في حضوره حين كنت ذاهبا للعزاء في دسوق بعزاء أحد أقرابائنا وأعجب بتلاوتي آنذاك ولكنني حين رأيته في الحسين لم يتذكرني ولم أقل له أنني سأقرأ في تلك الليلة في الحسين فلما سمع المذيع يعلن عن أنني سأقوم بالتلاوة إذا به يقول «أنا ها قعد لما أسمع القارئ دا»، فلما انتهيت قال لي :«ماشاء الله أنت متقن» ثم سألني :«إنت معاك عربية؟ فقلت لا» فألح على لكي يوصلني للفندق الذي كنت أقيم فيه بالتوفيقية فاصطحبني وإذا به في الفندق يطلب حقيبتي ويصر على أن أصطحبه لبيته وفي بيته ترك لي سريره حتي الفجر حيث ذهبت بصحبة ولده لمسجد الحسين.

لقد كان الحصري قارئ السورة في الحسين حتي 1980 ومن بعده الشيخ البنا من 1980 حتي 1985 ومن بعده الشيخ عبدالباسط من 1985 حتي 1988 ثم جئت أنا من 1988 حتي الآن رحم الله الشيخ الجليل الحصري وشرف لي أن أجلس مجلسه في الحسين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية