x

سميحة أيوب: الثقافة أصبحت آخر شىء فى حياتنا (حوار)

الثلاثاء 24-11-2015 10:21 | كتب: علوي أبو العلا |
سميحة أيوب سميحة أيوب تصوير : اخبار

أكدت الفنانة الكبيرة سميحة أيوب أنها عادت إلى السينما بعدما عثرت على تجربة مختلفة بعيدا عن التجارب النمطية التى امتلأت بها الشاشة الكبيرة فى السنوات الأخيرة، وقالت فى حديثها لـ«المصرى اليوم» إن مشاركة فيلمها الليلة الكبيرة واختياره للعرض فى مهرجان القاهرة السينمائى هو جائزة فى حد ذاتها لأن إدارة المهرجان ارتأت أن مستوى العمل يؤهله للتنافس على الجوائز، موضحة أنها قررت إيقاف نشاط مجلس أمناء المسرح القومى الذى تترأسه بسبب عدم استجابة المسؤولين بوزارة الثقافة والبيت الفنى للمسرح لتوصيات المجلس، مشددة على أن اهتمام الدولة بالحركة الثقافية والفنية هو الذى يسهم فى إيجاد نهضة فنية شاملة، وهو ما شهدته مصر خلال فترة الستينيات.. وإلى نص الحوار:

■ لماذا كانت عودتك للسينما من خلال فيلم «الليلة الكبيرة»؟

- فيلم الليلة الكبيرة أحداثه كلها تدور فى ليلة واحدة، ويضم شخصيات كثيرة وكل شخصية لها حكاية وأسلوبها، فكل فنان فى المعتاد يجسد شخصية فى عمل تستغرق منه أحداثا وتفاصيل عديدة، بينما فى فيلم الليلة الكبيرة كل الشخصيات تجتمع فى ليلة واحدة، وهذا الأسلوب الجديد الذى حمسنى لتقديم دورى فى الفيلم وجعلنى أوافق عليه وأيضًا وجود المخرج سامح عبدالعزيز.

■ وهل وجود سامح فقط وراء العودة إلى السينما؟

- الذى جعلنى أوافق على العمل ككل من إنتاج ومخرجين وممثلين وكاتب ونجوم وكل من عمل خلف الكاميرا بالإضافة إلى ثقتى فى المخرج سامح عبدالعزيز.

■ وما تقييمك للعمل بعد عرضه فى مهرجان القاهرة السينمائى مؤخرا؟

- المسألة ليست مسألة تقييم هى مشاركة بعد مدة انقطاع، فأنا انقطعت مدة طويلة جداً وكنت أرفض العمل فى السينما لأن الأفكار كانت عبارة عن قوالب واحدة لكن حاليا هناك شباب دخل بفكر جديد وأفكار مختلفة وتغيير واضح ودماء جديدة، والأجيال تتغير فقلت لابد أن أتغير معهم لأننى رفضت كثيرا، وكنت أرى الأفكار فى السينما عبارة عن شخص شرير وواحدة شريرة وشخص طيب وواحدة طيبة، وبعد دخول الشباب دخلت ثقافات جديدة فلماذا لا أتغير وأعود لأقدم معهم تجارب مختلفة.

■ وما رأيك فى خروج الفيلم من المهرجان دون جوائز؟

- أعرف أنه لو فيلم شارك فى مهرجان وتم اختياره بالتأكيد فهو فيلم رائع وجيد وإلا ما تم اختياره من الأساس.

■ وما تقييمك للمهرجان هذا العام؟

- أرى أن المهرجان بالنسبة لمصر شىء جميل جدا، والمهرجان أخذ سمعة طيبة ووضعا ومكانة قوية وأصبح شيئا محترما لمصر ومن خلاله نجد تنافسا فى الإبداعات وهو شىء بناء وعظيم وﻻزم كل دولة يكون عندها مهرجاناتها بناسها ومثقفيها، وأن تدعمه وتؤيده.

■ «الليلة الكبيرة» هو التعاون الثانى مع سامح عبدالعزيز بعد فيلم «تيتة رهيبة»؟

- فعلا هو التعاون الثانى مع مخرج مبدع جدا وهو سامح عبدالعزيز فهو السهل الممتنع «يعنى راجل بيوصلك المعلومة بمنتهى الذكاء وببساطة وبتبقى المعلومة عميقة».

■ وكيف كان تعاملك مع المنتج أحمد السبكى؟

- تعامل معى بكامل الاحترام فهو إنسان محترم وكان فى منتهى الأدب والشياكة، وأنا تعاملت معه وليس لى علاقة بما يقال أنا علاقتى مع الأشخاص أبنيها باﻻحتكاك الشخصى وليس بما يشاع عنهم.

■ وما رأيك فى الهجوم الذى يتعرض له؟

- السبكى بيقدم الأفلام الكويسة، والأفلام التى تهدف إلى تسلية الناس، وفى نفس الوقت هناك حالة ركود فنى، والرجل يقوم بعملية تنشيط للناس والجماهير، وربنا جعله سببا لفتح بيوت كثيرة من خلال أعماله، لكننا دائما نغالى فى الأشياء الوحشة ولا نتحدث عن الأشياء الحلوة نهائيًا، ونتكلم عن الحاجات البايخة ونكبرها ونضخمها ونصدرها كمشكلة.

■ ما دورك فى فيلم «الليلة الكبيرة»؟

- أقدم دور خادمة مقام الشيخ عرش الدين، والذى يقام له مولد سنويا، وفى المولد معظم شغلى مع محمود الجندى، وبعد ذلك هناك شخصيات من أبطال الفيلم يدخلون المقام.

■ ما رأيك فيما تقدمه السينما مؤخرا من أفلام؟

- السينما خلال العامين الماضيين أخذت منحنى فيه عنف كبير، ويجب علينا إننا نسيبنا من العنف فى أفلامنا وكفاية العنف اللى فى العالم كله، وعلينا أن نغير من أنفسنا ومن المجتمع وأن نبحث عن الأصالة، وأن نبحث فى أفلامنا عن الأسرة والعائلة والتعليم والطب يعنى نناقش أشياء أخرى غير السكاكين والمسدسات.

■ لك تجربة فى الإنتاج للسينما لماذا لم تكرريها؟

- أنها ليست شغلتى وأنا شغلتى أمثل ولما حبيت أعمل إنتاج وجدت إنه لم يكن ضمن مجالاتى أو اختصاصى فتركته وابتعدت عنه فورا.

■ وهل الخسارة المادية وراء توقفك؟

- بالفعل تعرضت لخسائر كثيرة وكان حظى سيئا، والفيلم الذى أنتجته كان أيام الثورة والفيلم نزل وفشل.

■ لماذا توقف نشاط مجلس أمناء المسرح القومى؟

- أنا رئيسة هذا المجلس وعقدنا جلستين وكانت لنا توصيات وطلبات لم يتم تنفيذها ووضعوها فى الأدراج لذلك توقفت إلى أن يأتى أحد من المسؤولين ليناقشنى وحتى الآن لم يطلبنى أحد منهم ليسألنى عن توقف اجتماعات المجلس.

■ ومن المسؤول عن عدم تنفيذ هذه التوصيات؟

- المسؤول وزارة الثقافة لأن قرار تشكيل مجلس الأمناء صدر من وزير ثقافة سابق، وعندما رحل وجاء وزير آخر لم يناقشنا أو يعرف ماذا حدث «مشى وجه اللى بعده مشى والحال كما هو عليه».

■ وما دور البيت الفنى للمسرح؟

- البيت الفنى لا يتحدث ومتجاهل المسألة تماما ويظهر إنه غير معترف بالمجلس، فحتى إذا لم تسأل وزارة الثقافة عنا كان لزاما على البيت الفنى للمسرح أن يسأل ويعرف أين وصلت حكاية مجلس الأمناء، وأتساءل: «إيه لزمتنا كمجلس لا تُنفذ توصياته خيال مآتة يعنى».

■ وما الدور المنوط به مجلس الأمناء؟

- منوط بكل شىء يدور فى المسرح القومى بالميزانية، يجب أن تعرض عليه وباختيار شخصيات مع المخرج ومناقشة المخرج ومواسم العرض وما يجب أن يعرض على خشبة المسرح واستمراره من عدمه.

■ وكيف ترين عودة أضواء المسرح القومى؟

- أرى أشياء جميلة جدا وهذا ما يجب أن تكون عليه المسارح القومية أن تقدم أعمالا غنائية وكلاسيكيات وأعمال ثقافية عالية، فهذا هو دور المسرح القومى والأشياء العظيمة التى قدمت من قبل عليه أن تظهر مرة أخرى ولكن بفكر جديد وبرؤية مخرج جديد وممثلين جدد.

■ وهل نعانى أزمة مسرحية؟

- ﻻ مفيش أزمة وﻻ حاجة، فى شباب نفسه يشتغل بس إحنا عندنا عقدة النجم، يعنى لا نعطى فرصة لشباب يلمع ويكونوا نجوما فى المستقبل لكننا نستعين بنجم جاهز لنستريح.

■ المسرح القومى أفرز نجوما كثيرة فى شتى المجالات المسرحية لماذا توقف هذا الدور حاليا؟

- هذا هو المناخ العام فى الستينيات حيث كان النظام وقتها مهتما بالثقافة، ومصر بعد ذلك لم يهتم به أحد ثقافيًا فأصبحت الثقافة آخر شىء فى حياتنا.

■ هل تقصدين أن آخر رئيس اهتم بالثقافة هو جمال عبدالناصر؟

- جمال عبدالناصر كان مهتما بالثقافة جدا، ومهتما بثقافة الشعوب، وكان يؤمن بأن الشعب لو كان مثقفا يبقى إنت عندك شعب عظيم فاهم وعارف اللى ليه واللى عليه.

■ ومتى تعودين إلى خشبة المسرح؟

- بالطبع سأعود للمسرح فى أى توقيت، لكن ما يهمنى هو النص الجيد الذى أعود به.

■ وما رأيك فى تجارب مثل «مسرح مصر»؟

- تجربة الفنان أشرف عبدالباقى تجربة تُحترم، يعنى الراجل فى وسط الهم والبلبلة اللى البلد فيها عمل المسرح ونوره مرة أخرى وبقوة فهو يُحترم فعلا.

■ والشباب الذين يشاركونه التجربة؟

- حلوين جدا والتليفزيون إيه غير إنه تمثيل، والمسرح تمثيل، فأنت تصقل مواهب صف أول وتانى وتالت، المهم إنك تقدر تطلع ناس يقدروا يوصلوا الكلمة والبسمة للجماهير.

■ وما جديدك خلال الفترة المقبلة؟

- أحضر لمسلسل بعنوان «وحيدة» أقرأه حاليا، وهو من إخراج أحمد النحاس، وجارٍ التحضير لتصويره لرمضان 2016.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية