قبل أن ننطلق فى الكلام النووى أود أن أرد على كثيرين ممن يستفسرون عن سبل التواصل مع مؤسسة المبادرة التى أعلنت عنها مؤخرا «المبادرة الوطنية لحماية المبلغين عن الفساد»، حيث يمكنكم إرسال ما لديكم من مستندات خاصة بكشف واقعة فساد على الإيميل الخاص بالمكتب الإعلامى للرئاسة وهو [email protected]. على أن تتضمن تلك المستندات ما يثبت تعرضكم للفصل أو الاضطهاد فى مقار عملكم نتيجة لكشفكم هذا الفساد أو لتضامنكم مع من قام بكشف الفساد.. فور تسليم المستندات يقوم المكتب الإعلامى بإحالة الشكوى للأجهزة المعنية بالتحقيق فى الواقعة ككل، كما أنه يحيل لنا ما يخص المبلغ من التعرض للاضطهاد الوظيفى. الرئاسة لا تسعى فقط لكشف الفساد أو لتشجيع الناس على الإبلاغ عن الفساد، بل إنها بقدر اهتمامها بتكوين قاعدة بيانات عن الكفاءات التى تصلح للترقى فى المناصب الإدارية، فهى أيضا معنية بذات القدر بتكوين قاعدة بيانات عن الإداريين الذين لا يصلحون للترقى، ويقع بالقطع فى تلك الشريحة كل مدير أو مسؤول قام باضطهاد موظفين لإبلاغهم عن الفساد أو لتضامنهم مع من أبلغ عن الفساد.
ندخل بقى على المشروع النووى.. لا أذكر أننى رأيت هطلا خاما بتاع بلده قدر ما رأيت من ردود أفعال بعض النخب والمثقفين حول توقيع اتفاقية مشروع الضبعة النووى مع روسيا.. كأنهم يكرهون إن البلية تلعب!.. صحيح، النخب حظوظ!.. عندما سألت أبى وهو مرجعى الدائم فى كل الأمور السياسية عن سبب سعادته بهذا المشروع أجابنى: «ده احنا متأخرين 30 سنة.. المشروع ده كان لازم يكون من أول المشاريع اللى يعملها مبارك لكنه خاف بعد حادثة تشيرنوبل».. ثم بدأ يحدثنى عن أهمية امتلاك المعرفة ومدى التخلف التكنولوجى الذى سرنا فيه مقارنة بدول نامية أخرى فاقتنا.. لذلك تعجبت جدا من هؤلاء النوويين الذين انبروا يهاجمون المشروع متذرعين بمنطق «إحنا فى إيه وللا فى إيه»، وكيف نتجه لمشروع نووى بينما مازالت الأغلبية الساحقة تعانى من المشاكل اليومية من أكل وشرب ومسكن.. وهنا يجدر بى أن أفاجئك يا حمادة وأشكر على سبيل التغيير وزير التموين خالد حنفى على توفير الوجبات فى المجمعات الاستهلاكية، ليس لتوفيرها فقط لكن لتوقيت طرحها بالتزامن مع توقيع مشروع الضبعة.. لعل هؤلاء النوويين يسكتوا شوية.. لكن فكرك هيسكتوا يا حمادة؟.. طبعا لأ، حيث أن كل واحد منهم مسحوب من نوويته ويهاجم فقط لإشاعة التشكيك، وهنا يحضرنى سؤال: هل المفروض أن نغرق فى المشاكل اليومية حتى نغطس فيها فلا نعرف كيف نئب مرة أخرى؟.. المفروض أن رئيس أى دولة يضع الإستراتيجيات لجميع المحاور بالتوازى مع بعضها البعض، وهو ما يفعله الرئيس السيسى جيدا.. بالتالى فلا معنى لأن نعطل مشروع ضخم مثل مشروع الضبعة حتى ننتهى من مشاكل الزيت واللحمة والسكر.. المفروض أن كل وزارة معنية بحل مشاكلها، فهل مشروع الضبعة من اختصاص وزارة التموين؟.. أتعجب أيضا من هؤلاء النوويين الذين يتغافلون ما سيحققه مشروع الضبعة من إنجازات للتنمية.. لكن هناك نوويين أخرين قاعدين على جنب كده يتفزلكوا ويقولولك وليه المشروع يتعمل على الساحل لماذا لا يدخل فى الصحراء؟.. قصدهم يا حمادة بعد الرست هاوس بشوية!.. ساعتها لابد أن تتأكد يا حمادة أن العلم «نورون»، فهؤلاء يجهلون ضرورة أن تقام تلك المشاريع بجوار مجرى مائى للتبريد مثلما يجهلون أن فى فرنسا وحدها هناك 6 محطات نووية على بحر المانش.. روح كده إسأل هؤلاء النوويين المعترضين يا حمادة أين يحبون أن نقيم لهم المشروع لو الضبعة لا تعجبهم؟.. هل مثلا يفضلون إقامته فى سيتى ستارز؟.. لو كانوا يريدون المصلحة لطالبوا بمشروع مماثل فى سيناء والصعيد!.. أما هذا النووى الذى يتفزلك ويتساءل «افرض حصل زلزال» كأنه لا يتواجد فى بلاد بها زلالزل بالفعل!.. عموما لو وقع زلزال يا سيدى إبقى تف فى عبك 3 مرات!.. الواقع يقول يا حمادة إن مصر بختها سيئ فى نخبتها، فالهند رغم أنها بدأت مشروعها النووى فى الخمسينيات وكانت حينئذ غارقة فى الفقر، إلا أن أحد من نخبتها أو مثقفيها لم يحاول أن ينتقد سلبا هذا المشروع تحججا بالوضع الاقتصادى مثلما يفعل البعض عندنا الآن.. لذلك وأمام كل هذه هذه النفوس المريضة لا نملك إلا أن ندعى ربنا إن كل من يحاول أن يتفزلك ويحبطنا إن ربنا يشكشكه فى نووِيته وعافيته!