اتخذت الأضلاع الفاعلة في العملية الانتخابية بمحافظة شمال سيناء، «الناخبون، ورجال الأمن والجيش، والقضاة»، استعدادها ليومي الانتخابات النيابية في مرحلتها الثانية التي بدأت الأحد، وهي الاستعدادات المشوبة بخوف وتحفز وترقب من طرف آخر هو المسلحين الإرهابيين.
وتخوف معظم الناخبون من النزول إلى الشارع أو التوجه إلى اللجان الانتخابية للإدلاء بأصواتهم، بسبب العمليات الإرهابية وأحيانًا بسبب التفتيش الأمني والاستنفار الملاحظ في الشوارع، فيما أبعد بعضهم أحداث الاشتباكات عن مقر لجنته، وآخرون يمتنعون عن النزول لأسباب منها عدم معرفتهم للمرشحين.
واحتشد القليل من ناخبي شمال سيناء أمام اللجان في الساعات الأولى، وهم أعضاء القبائل التي ينتمى إليها المرشح.
وقالت سيدة في العقد الرابع من عمرها، تسكن في الشيخ زويد، طلبت عدم ذكر اسمها، «لم أذهب للإدلاء بصوتي، لأني لا أعرف المرشحين، وكمان الطرق غير آمنة، وأنا خايفة لو نزلت يحصل اشتباكات واتصاب بطلقة أموت فيها».
وقال عيد سالم، الشاب الموجود في العريش، «أكيد المسلحين يراقبون اللجان، وأخشى أن أذهب إلى هناك يحدث تفجير أو اشتباكات لذا لم أذهب».
أما الأمن، فانتشر بصورة مكثّفة في الشوارع، لتطبيق إجراءات تفتيش صارمة، حيث يداهم القرى الخاوية بحثًا عن المسلحين، بمساعدة الطائرات الحربية، في وقت اختفى فيه المسلحون، ولم تشهد المحافظة أعمال إرهابية أو محاولات لإفشال الانتخابات حتى عصر الأحد.
وقالت المصادر الأمنية، إن المسلحين يدركون جيدًا أن المحافظة محتشدة بالأمن، ولن تفلح أي محاولة لهم، وذلك في الوقت الذي لم يتخوف فيه القضاة من تلك «الدوائر المشتعلة»، حيث توجهوا إلى مقار اللجان، ووفر لهم الأمن أماكن أمنه للمبيت بها بأحد المنتجعات السياحية، رفضوا الإفصاح عنها لأسباب أمنية.
وبدأت المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب في 13 محافظة، في 12496 لجنة فرعية وتستمر يومي الأحد والإثنين.
ويبلغ إجمالي عدد الناخبين في المرحلة الثانية 28 مليوناً و204 آلاف و225 ناخبًا، وعدد مرشحي الفردي في المرحلة الثانية 2877 مرشحًا، يخوضون الانتخابات في 102 دائرة لحصد 222 مقعدًا، وعدد المرشحين المستقلين بها بلغ 1959 مرشحًا، بينما بلغ عدد المرشحين المنتمين إلى أحزاب سياسية 918 مرشحًا.