x

مي عزام أبو الفتوح ..أزمة ملهاش لازمة مي عزام السبت 21-11-2015 22:14



تفتكرى أبو الفتوح بيتكلم جد ؟ سألتنى صديقتى وهى تتعجب من المبادرة التى طرحها المرشح الرئاسى الأسبق عن إنتخابات رئاسية مبكرة عبر برنامج " بتوقيت القاهرة" الذى عرض مساء الخميس الماضى على شاشة البى بى سى العربية ، فأجبتها :الأمر أدى النتيجة المرادة ، الرجل يريد أن يفتح حديث مع الناس ويعود للحياة بعد ان طال غيابه وأصبح نسيا منسيا ،ولم يجد أفضل من تلك البطاقة المزيفة ليدخل بها قاعة الإعلام الذى انفض عنه اختيارا او تهميشا أوعزلا كما صرح، فى البداية اختار المنبر الذى سيغرد منه : البى بى سى ، قناة عالمية معروفة بالحياد والمهنية ، كما أنها براند عالمى ونحن نعيش عصر العلامات التجارية وأهميتها فى التسويق عند العامة والخاصة، حديثه جاء بعد الحوار مع المهندس صلاح دياب بمناسبة الإفراج عنه ، وكأنما اراد معد البرنامج ان يجمع الاثنين فى حلقة واحدة بأعتبار أن كلاهما من ضحايا نظام السيسى ومحاولات نظامه لتضيق مساحة التعبيرعن الرأى .
لكن الأمور لم تسير كما كان متوقع لها ، حوار صلاح دياب لم يكن به مايؤكد هذه الفكرة ،بل كان محاولة من رجل الأعمال لتوضيح حس نيته مع النظام القائم وان الاختلاف ليس فى الاهداف ولكن فى الوسائل ، كما تحدث عن موقف جريدة المصرى اليوم منذ بداية إصدارها ، الجريدة المستقلة اختارت ان تكون على مسافة من أى نظام حاكم ، كان ذلك فى زمن مبارك ثم المجلس العسكرى ومرسى ثم السيسى ومن سيأتى بعده هكذا أوضح مؤسسها، إذن الموقف ليس شخصى مع النظام الحالى ولكنها رؤية الصحيفة التى اختارت من البداية الإنحياز للشارع ، فالجريدة تنقد النظام ولكنها لاتسعى لنقضه وهدم مؤسسات الدولة .
حوار ابو الفتوح جاء مختلفا ، من اللحظة الأولى ،هاجم رئيس حزب"مصر القوية " نظام السيسى واتهمه بالفشل على جميع الاصعدة ، كما اتهمه أنه وراء غيابه عن الساحة الإعلامية فلا أحد يطلبه للحديث فى برنامج أوالتعليق على الأحداث فى صحيفة !!، هناك تجاهل لشخصه ، ولأخبار حزبه الذى لم نسمع شىء عن أنشطته وتأثيره فى الشارع وخاصة بين الشباب الذى تحدث عنهم ، المرشح الرئاسى الأسبق يعرف ان دقائق تواجده على شاشة البى بى سى محدودة ، وهى فرصة جاءت لتواكب الحدث الرئيسى وهو القبض على صلاح دياب وما أثير حوله من جدل وضجة ، ولقد اراد الرجل ان يستغل الوقت الاستغلال الأمثل ويحدث صدمة وضجيجا ليترك وراءه اثر. الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رجل اشتغل بالسياسة و له باع طويل فى الإنتخابات ويعرف جيدا ماهى التصريحات والشعارات التى تجذب الزبائن وتثير انتباه اتباع السلطة ، وحتى لايضيع ظهوره التليفزيونى هباء، وهى فرصة لاتتكرر كثيرا ، كان عليه ان يلقى بحجر كبير فى البركة السياسية الراكدة ، وبالفعل اثار حديثه ردود أفعال كثيرة ، وتلقفها الإعلام المشتاق لأى حدث او حديث خارج سياق التكرار، وسقط مصطفى بكرى النائب البرلمانى كعادته سريعا فى فخ المكارثية حين هاجم أبو الفتوح على الهواء فى برنامجه ، وتقدم ببلاغ للنائب العام على الهواء ايضا ضده بتهمه خيانة الدولة ورد علي تطاول أبو الفتوح ومطالبته بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بلهجته الزاعقة المعهودة :"قطع لسانك.. عليك أن تخرس.. أنت تنفذ أجندة أسيادك أنت إخواني صرف" ، ولم يكن الأول ولا الأخير ، فلقدانشغلت الصحف وبرامج التوك شو بأبو الفتوح ، الذى أصبح حديث الساعة .
وهل كان أبو الفتوح يطمح لأكثر من ذلك ؟؟!!...عودة إلى قلب الأحداث ...لعل وعسى بعد الكلام المعلن يكون هناك كلام غير معلن ويتم تسليك البلاعات التى اُغلقت مع النظام ....هات وخد وكلمة من هنا وكلمتين من هناك ....الساحة ممهدة لما هو أهم من الحديث عن إنتخابات مبكرة يدرك أبو الفتوح تماما أنها لن تحدث ،فمزاج الشارع المصرى بعيد تماما عن انتخابات رئاسية جديدة وكذلك الأوضاع الاقليمية غير مواتية،، فهو حديث غير مناسب فى وقت غير مناسب من شخص غير مناسب، فهل أبو الفتوح ساذج إلى هذا الحد ؟؟؟ لا أعتقد وكنت اتصور دور الإعلام تحليل حديثه وماذا يخفى وراءه ولم يعلنه؟،ولكننا كالعادة نتحدث عن الفقاعة ولانشاهد ماوراءها ...ماخفى كان أعظم ...وغدا لناظره قريب .
EKTEBLY @HOTMAIL.COM



قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية