x

سمير فريد أنا باريس وكل الإنسانية باريس سمير فريد السبت 21-11-2015 21:41


كنت خارج مصر عندما وقعت هجمات الإسلام السياسى الإرهابية فى قلب باريس، فأرسلت إلى صديقتى الفرنسية خبيرة صحافة السينما كرستين إيميه عبر الموبايل كلمات عنوان هذا المقال: «أنا باريس، وكل الإنسانية باريس».

من البدهى أن الإسلام وكل الأديان والمعتقدات ضد قتل الأبرياء لأى سبب، ولذلك فهذه الهجمات على من يتناولون الطعام والشراب فى المطاعم، ومن يستمعون إلى الموسيقى فى المسارح، هى أعمال إجرامية مثل أى أعمال تقوم بها عصابات من المجرمين. ولكن هذه العصابات لها هدف سياسى، ولهذا تسمى جرائمها «إرهابية».

والجدل حول تعريف «الإرهاب» نوع من الرفاهية الفكرية، فالتاريخ يعلمنا أن الإرهاب هو قتل الأبرياء سواء كانوا عسكريين أم مدنيين لتحقيق هدف سياسى بعيدا عن ميادين القتال. ورفض استخدام كلمة الإسلام لتبرئة الدين الإسلامى من هذه الجرائم الإرهابية نوع من الهروب من مواجهة الحقيقة، فالإسلام برىء منها، ولكن هذا لا ينفى أن هذه الجرائم ترتكب باسم الإسلام، وأن من يقوم بها مسلمون، وأنهم يمثّلون ما يعرف بالإسلام السياسى أو على الأقل تيار من تياراته، وأن هدفهم واضح ومعلن، وهو إقامة دولة دينية إسلامية فى كل الدول ذات الأغلبية من المسلمين وإعادة نظام الخلافة الذى استمر حتى سقوط الإمبراطورية العثمانية 1924.

ومنذ أن قتل مصرى مسلم ممرضة بريطانية كانت تقضى إجازتها فى الأقصر مطلع تسعينيات القرن الميلادى الماضى، واعتبر ذلك انتصارا للإسلام، ورأيى أن الإسلام السياسى العدو الرئيسى لمصر، واختلفت فى ذلك مع أصدقائى من القوميين العرب والاشتراكيين بل وبعض الليبراليين الذين أنتمى إليهم، وهم أقلية الأقلية. وكما حدث فى 11 سبتمبر عام 2001 فى نيويورك وواشنطن، وفى هجمات لندن ومدريد وغيرها من الهجمات الإرهابية، فُزعت ورُوعت من بعض التعليقات على هجمات باريس، وخاصة القول «حتى يعانى الفرنسيون مما نعانيه»، والقول «ها هو أمن فرنسا يخترق بدوره رغم إمكانياته الكبيرة». وهى تعليقات بذيئة وسطحية ولا تمثل أغلبية الشعب المصرى صانع الحضارة على مر العصور.

نعم، أنا باريس، فأنا مصرى، وفضل باريس على مصر الحديثة لا حدود له، ولا تكفى كل صفحات الجريدة لذكره وحصره، نعم، وكل الإنسانية باريس، فهى قلب فرنسا، وفرنسا قلب أوروبا، وأوروبا هى قلب الحضارة الإنسانية، ومن يضرب قلب باريس يضرب قلب كل إنسان متحضر.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية