x

كوريا الشمالية تسعى لـ«تأميم» شركات ساويرس وتمنعها من تحويل الأرباح (تقرير)

السبت 21-11-2015 13:15 | كتب: محمود الواقع |
صورة أرشيفية صورة أرشيفية تصوير : أ.ف.ب

تواجه استثمارات رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، أحد أبرز المستثمرين في كوريا الشمالية، صعوبات في التعامل مع حكومة الدولة الأكثر انغلاقًا في العالم.

وتتنوع استثمارات ساويرس بين شركة كوريو لينك للاتصالات الذي يملك فيها 75%، وشراكة في مصنع سانج وون للأسمنت بقيمة 115 مليون دولار، إضافة إلى المساهمة في بناء فندق ريو كيونج، الذي قيل وفقًا لوسائل الإعلام الكورية الشمالية، إنه تم استكمال بنائه خارجيا في يوليو 2011.

وبلغت تكلفة إنشاء كوريو لينك المشتركة بين أوراسكوم وحكومة كوريا الشمالية 400 مليون دولار، بحسب موقع الهيئة العامة للاستعلامات.

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن شركة «Koryolink»، التابعة لأوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا القابضة، تواجه مشاكل في تحويل الأرباح من كوريا الشمالية.

وقالت الصحيفة، إن كوريا الشمالية واحدة ممن أصعب الدول على المستثمرين الأجانب في جني الأرباح منها، لكن شركة «أوراسكوم للاتصالات»، كانت تأمل أن يكون لها موطئ قدم في دولة بها نحو 26 مليون مستهلك محتمل.

وأشار الصحيفة إلى أن شركة أوراسكوم، التي تعتبر أكبر مستثمر أجنبي في كوريا الشمالية، كانت وراء الانفجار المذهل في عالم استخدام الهواتف المحمولة، بعد حصولها على حصة 75٪ في مشروع مشترك في عام 2008، ووصول عدد مشتركيها لـ 3 ملايين.

وبحسب الصحيفة، رفضت كوريا الشمالية قيام الشركة بتحويل مكاسبها عن طريق سعر الصرف الرسمي للدولار، وأصرت أن يكون ذلك بأسعار السوق السوداء، لتتقلص مكاسب الشركة من حوالي 450 مليون دولار إلى 8 ملايين فقط، وذلك في ظل مفاوضات تجريها السلطات مع مقدمي تقنية منافسة تسمى «Byol Koryolink»، وذلك لدمجها مع «كوريولينك»، مما يؤثر على حصة الشركة المصرية في كوريا الشمالية.

وقالت «الواشنطن بوست»، عرضت «أوراسكوم» إصلاح فندق «ريجونج» المعروف بمصاعده المهترئة ولكنها لم تتلق سوى القليل من الشكر أو المال عما تبذله من جهود.

ووفرت شركة «كوريولينك»، في الدولة الأكثر انغلاقًا في العالم، نسخة صينية معادة التصنيع للهواتف الذكية، وقدمت الشركة، وفقًا لما قالته صحيفة «واشنطن بوست»، خدمة الجيل الثالث من الهواتف الذكية رغم عدم وجود شبكة إنترنت عامة في كوريا الشمالية، ومع ذلك، تمكنت الشركة من منح الكوريين الشماليين فرصة للاتصال ببعضهم البعض وبعث الرسائل النصية والمصورة واستخدام تقنية «البلوتوث» لتبادل الملفات.

ساويرس: فحورون جدًّا بنجاح «كوريولينك»

بدوره، علق نجيب ساويرس، رئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا، في بيان له منذ أيام: «نحن فخورون جداً بنجاح (كوريولينك)، فاليوم هناك حوالي 3 ملايين شخص يحملون هواتفنا في كوريا الشمالية».

وأضاف ساويرس: «نحن لا نزال نأمل في حل جميع المواضيع العالقة لمواصلة هذه المسيرة الناجحة، ومع ذلك فقد اضطررنا للأسباب المحاسبية المذكورة إلى فصل هذا النشاط من القوائم المالية المجمعة للشركة».

مشاكل محاسبية لـ«أوراسكوم»

وتسبب عدم قدرة الشركة على تحويل أرباحها من كوريا الشمالية، إلى حدوث مشاكل في المعايير المحاسبية التي تشترطها البورصة المصرية للشركات المسجلة بها.

وكانت أوراسكوم أرسلت في يونيو الماضي، بيانًا للبورصة، قالت فيه إنها تتفاوض مع الجانب الكوري بخصوص شركتها التابعة شيو تكنولوجي جوينت فينتشر «كوريولينك»، للتوصل لحلول فيما يخص تحويل الأرباح المحققة، وتحديد سعر الصرف في ظل القيود المفروضة حالياً.

وقالت أوراسكوم للاتصالات، في بيانها للبورصة، إن ذلك يأتي وراء عدم إرسال القوائم المالية للفترة المنتهية في 31 مارس الماضي، يرجع إلى إجراء مفاوضات.

وأضافت أنه نظراً للأهمية النسبية الخاصة بشركة كورويولينك بالنسبة لميزانية الشركة المجمعة، فإن الإدارة في انتظار الرد من الجانب الكوري حتى يتسنى لها تحديد المعالجة المحاسبية لتجميع شركة كوريولينك ضمن الميزانية المجمعة في ظل عدم وجود موقف واضح حول تحويل العملة المحلية إلى عملة صعبة، نظراً للقيود الدولية المفروضة من المجتمع الدولي.

وأوضحت أنها ستقوم بإرسال القوائم المالية الربع سنوية فور التوصل إلى نتيجة نهائية لموقف الجانب الكوري، في خلال عشرة أيام.

وأعلنت شركة أوراسكوم أنها طبقت معالجة محاسبية معدلة لشركتها التابعة المملوكة بنسبة 75%، «شيو تكنولوجيي جوينت فنتشر- كوريولينك»، وذلك في القوائم المالية المجمعة والمستقلة للشركة عن التسعة أشهر المنتهية في 30 سبتمبر 2015.

وأضافت، في بيان، أن المعالجة المحاسبية المطبقة تستلزم استبعاد كوريولينك من القوائم المالية المجمعة وبناءً عليه أصبح الاستثمار في كوريلينك شركة شقيقة بدلاً من شركة تابعة، وذلك وفقاً لمعايير المحاسبة المصرية والمعايير الدولية للتقارير المالية.

وأشارت «أوراسكوم» إلى أنه تم الإفصاح عن القوائم المالية بالستة أشهر المنتهية في 30 يونيو 2015، فقد كانت شركة أوراسكوم للاتصالات وهيئة البريد والاتصالات المملوكة لحكومة كوريا الشمالية في مفاوضات بشأن اندماج شركة كوريولينك وشركة الاتصالات المملوكة للدولة.

وأوضحت أن المفاوضات لم تنتهِ بعد، ومن الواضح للشركة من المناقشات الحالية أن من الصعب تجميع أصول الشركة، وفقاً لمعايير المحاسبة المصرية ومعايير المحاسبة الدولية.

وأشارت الشركة إلى أن في ضوء العقوبات المفروضة حالياً على كوريا الشمالية والتي تؤثر على قدرة أوراسكوم للاتصالات في فرض السيطرة على كوريولينك أخذاً في الاعتبار القدرة على تحويل العملة وتوزيعات الأرباح، بالإضافة إلى نتائج المفاوضات، فقد قامت باستبعاد القوائم المالية لشركة كوريولينك من القوائم المالية المجمعة لشركة أوراسكوم للاتصالات، وإبلاغ هيئة البريد والاتصالات بهذا الموقف.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية