ملحمة تاريخية وبطولة كبيرة شهدتها قرية الشوبك قبل 90 عاما، لم يبق منها سوى شريطى سكة حديد وعربات خشبية لقطار بدائى ومنزل ريفى من الطوب اللبن، ويوم 31 مارس الذى تصارعت عليه محافظتا الجيزة و6 أكتوبر ليصبح عيدًا قوميًا لأى منهما.. فازت به 6 أكتوبر وأصبح عيدها القومى بعد أن كان عيدا للجيزة طوال 90 عاما مضت.
الصراع الذى دار بين المحافظتين على هذه القرية والملحمة التاريخية التى شهدتها يعطى انطباعًا غير حقيقى عن القرية، التى لم تشهد تغييرا كبيرًا منذ 31 مارس 1919 سوى تمثال «أبوطرية» الذى أهداه محافظ الجيزة للقرية فى خمسينيات القرن الماضى..
التمثال لفلاح يرتدى عباءة قصيرة ويمسك فى يده فأسا فى إشارة إلى بطولة الفلاحين الذين حاولوا قهر الإنجليز وتفكيك القضبان الحديدية للقطار الذى استقلته قوات الاحتلال، مما أدى إلى وقوع اشتباكات بينهم وبين الإنجليز راح ضحيتها 26 شهيدًا مصريًا بينهم سيدتان.
المستشار خالد عبدالمنصف طلبة، من أكبر العائلات التى فقدت ذويها فى هذه الملحة يؤكد أن الأهالى استدرجوا الإنجليز إلى داخل القرية واستعانوا بأدوات منازلهم البسيطة وفتحوا المناحل وأطلقوا أسراب النحل على جنود الاحتلال الذين قهروا أهالى القرية بإحراق النار فى محصول الذرة الذى يخزنه الأهالى فوق أسطح منازلهم ومحاولتهم الاعتداء على نساء القرية.
ويقول خالد: أحداث الشوبك أكثر دموية مما حدث فى دنشواى لذا أفرد لها المؤرخون مساحات كبيرة فى كتبهم، مثل عبدالرحمن الرافعى فى كتابه عن ثورة يوليو.