أعلن وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري»، أمس الخميس، أن فصائل المعارضة السورية ستجتمع عن قريب لاختيار ممثليهم للتفاوض مع النظام السوري حول عملية تحول سياسي داخل البلاد، خلال مدة لا تزيد عن أسبوعين.
وقال «كيري» في مؤتمر صحفي عقده، أمس، عقب جلسة مغلقة له مع لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي «من المتوقع أن يكون هنالك مؤتمرا لجمعهم في الأيام القليلة القادمة، ربما خلال أسبوع إلى عشرة أيام أو اسبوعين».
وأكد أن الأمم المتحدة ستقوم «بجمع الأطراف (السورية) في جنيف للبدء بتنفيذ عملية انتقالية داخل سوريا».
وفي نهاية الشهر الماضي، عُقد في فيينا، اجتماع موسع حول الأزمة السورية، بمشاركة وزراء خارجية 17 دولة، بينها تركيا والسعودية، وإيران.
وكانت الأطراف المشاركة في اجتماع فيينا الأخير حول سوريا، الذي عقد السبت الماضي، اتفقت على إقامة إدارة موثوقة وشاملة، والبدء بمرحلة صياغة مسودة دستور جديد، وإجراء انتخابات حرة وعادلة خلال 18 شهراً، بحسب ما جاء في البيان المشترك للاجتماع.
وأشار البيان إلى ضرورة وقف إطلاق نار في سوريا، وعملية سياسية متوافقة مع بيان جنيف 2012 والبدء بمفاوضات رسمية بين ممثلين عن النظام السوري والمعارضة تحت مظلة الأمم المتحدة.
وفيما يتعلق بقرار مجلس النواب الأمريكي الخاص بوقف استقبال اللاجئين السوريين، الذي صدر أمس الخميس، قال الوزير «جميعنا قلقون على أمننا القومي، ولهذا فقد وضعنا منذ أمد طويل أقوى متطلبات للتدقيق (في خلفيات اللاجئين) في العالم أكثر من أي بلد آخر».
وتابع «لقد أدخلنا 785 ألف لاجئ ممن قدموا إلى هذه البلاد منذ عام 2009 حسبما أعتقد، وأعتقد أنه منذ ذلك الحين، كان هنالك 12 شخصاً فقط ممن إما أُلقي القبض عليهم أو تم ترحيلهم في وقت ما، لكن ولا واحد منهم قد هاجم أحداً في هذه البلاد».
واستنكر «كيري» خطاب الجمهوريين عن إمكانية تسلل إرهابيين ضمن اللاجئين الذين ستستقبلهم بلاده، معلقا على ذلك بقوله «لا أحد يستطيع أن يقول لي أنه سينظر إلى جدة غادرت بلاد تمزقها الحرب مع أحفادها الصغار ولايستطيع أن يعرف إذا ما كان أولئك الناس يشكلون خطراً أم لا».
واعتبر أنه من غير اللائق لبلاده «أن نرتعب وأن ندير ظهورنا لقيمنا العليا الأساسية».
وعلى صعيد متصل أعلنت المرشحة الديمقراطية المحتملة والأوفر حظاً «هيلاري كلينتون»، عن خطتها لمحاربة داعش فيما لو ربحت ترشيح حزبها والمعركة الانتخابية، مؤكدة أهمية تشكيل مناطق حظر للطيران داخل سوريا، مخالفة بذلك سياسة الرئيس «باراك أوباما» الرافض لتشكيل هذه المناطق، التي طالما اقترحت تركيا تأسيسها على سوريا المحاذية لها.
وقالت «كلينتون» في مجلس العلاقات الخارجية، أمس، «علينا العمل مع التحالف (الدولي لمحاربة داعش ودول) الجوار لفرض منطقة حظر طيران، تمنع (بشار) الأسد من ذبح المدنيين والمعارضة عن طريق الجو».
وشددت على أن «قوات المعارضة على الأرض وبدعم عسكري من قوات التحالف تستطيع تشكيل مناطق آمنة حيث يستطيع السوريون أن يبقوا داخل البلاد بدلاً من الفرار باتجاه أوروبا».
وأكدت في الوقت نفسه أن حظر الطيران والمناطق الآمنة سوف «يمكنان المعارضة من استعادة المناطق المتبقية من الحدود مع تركيا من داعش، وكذلك ستمنحنا تعزيزاً في المفاوضات الدبلوماسية التي يعمل عليها الوزير كيري- في إشارة إلى مباحثات فيينا».