أكد خبراء فى مجال السياحة تراجع الحجوزات المستقبلية على المقصد السياحى المحلى، كما بدأت تتسارع حركة الإلغاءات.
وقالت مصادر بالقطاع السياحى إن الفنادق الكبرى فى شرم الشيخ لا تتجاوز إشغالاتها 30%، ما أدى إلى تراجع أسعار البيع بنسبة تتراوح بين 35 و40% فى فئة الخمس نجوم، بينما المكون الحالى للإشغالات من السوق الأوكرانية وبعض المصريين، وساد الغموض موقف حجوزات أعياد الميلاد.
وأكد سامح سعد، الخبير السياحى، أن حركة الحجوزات المستقبلية على المقاصد المصرية من روسيا والأسواق الأوروبية تراجعت بشدة خلال الأيام القليلة الماضية، وهو أمر كان متوقعاً نتيجة تداعيات «أزمة الطائرة الروسية»، ما ألقى بظلال سلبية على نسب الإشغالات الفندقية.
وأضاف «سعد»، لـ«المصرى اليوم»، أن نسبة الحجوزات المستقبلية تراجعت 50% فى أقل التقديرات، ونحن فى حاجة ماسة إلى العمل سريعاً مع السوق العربية، للحاق بموسم إجازات العرب الشتوية، مشيراً إلى أن هناك تتابعاً لعطلات منتصف العام الدراسى بين السعودية والكويت والإمارات والبحرين، إذ أنه مع نهاية العطلة فى السعودية تبدأ العطلة فى الكويت، وبالتالى لدينا فرصة كبيرة لتشغيل الفنادق خلال تلك الفترة، وتجب مراعاة أن رغبات السوق العربية تغيرت كثيراً خلال العقد الماضى.
وتابع «سعد» أن السائح العربى كان يأتى إلى القاهرة لحضور مسرحيات الفنان عادل إمام والحفلات الفنية للمطربين، أما الآن فتُقام تلك الحفلات فى دبى، ما يستوجب تغيير خريطة المنتجات السياحية أمام هذا السائح، من حيث تقديم منتجات جديدة له، مثل السياحة الشاطئية فى شرم الشيخ والغردقة، مع مراعاة تنظيم حفلات فنية فى تلك المقاصد على مدار موسم العطلات، وعرض رحلات الأقصر وأسوان، إضافة إلى الرحلات النيلية، وخلق أجواء جاذبة للأسرة العربية والشباب.
وأوضح أن هناك اتجاهاً لتسيير قوافل عربية لذلك الغرض، وإقامة معرض للسياحة العربية فى السعودية، لشرح تلك المنتجات هناك، خاصة أن السوق العربية كبيرة، وحجم إنفاق سائحها مرتفع. ودعا مصطفى خليل، الخبير السياحى، عضو الجمعية العمومية لغرفة الشركات، إلى ضرورة إعادة ترتيب البيت السياحى من الداخل خلال الفترة الحالية، موضحاً أن العمل على خارطة الطريق الحالية لمساندة صناع السياحة أمر جيد، لكن علينا إعادة النظر فى الوضع الراهن ودراسة أسباب الموقف الحالى.
وأضاف، لـ« المصرى اليوم»، أن الأزمات التى تشهدها الساحتان الدولية والإقليمية تؤثر بشدة على حركة السياحة الوافدة إلى المقاصد المصرية، نظراً لأن طريقة الوصول إلى مصر تكون دائماً من خلال رحلات الشارتر بنسبة تصل إلى 99%، ويتحكم فى المقصد المصرى 20 من منظمى الرحلات الكبار. وقال: «نحتاج أولاً إلى تشكيل مجموعات من صناع القرار السياحى المصريين، لخلق رؤية لصناعة السياحة، تضع استراتيجية تضمن تكوين شركة للطيران تحوّل جانباً كبيراً من حركة الطيران العارض إلى طيران منتظم بين الأسواق السياحية المصدرة للحركة إلى المقاصد السياحية، مثل الغردقة وشرم الشيخ.