«ميكانو» هو أول عمل للمخرج محمود كامل الذى يستعد لتصوير تجربته السينمائية الثالثة خلال أيام.
محمود سافر إلى إيطاليا عن طريق منحه من وزارة الثقافة عقب تخرجه فى معهد السينما، وعاش هناك 3 سنوات عمل خلالها مخرجاً فى التليفزيون الإيطالى، ومساعد مخرج فى عدد من المسلسلات، وقد عاد من إيطاليا لتنفيذ «ميكانو».
■ كيف وافقت الشركة المنتجة على فيلم لمخرج جديد؟
- فعلاً الأمر كان مخاطرة خاصة أن الشركة لها تجارب غير موفقة مع مخرجين جدد، وفوجئت بحماس إسعاد يونس للفيلم وكانت حريصة على أن يكون لدى وعى إنتاجى فقط حتى لا أهدر أموالاً كثيرة فى الفيلم، وقد خطت مع السيناريست وائل حمدى لتقديم فيلم محترم وتجارى وغير مكلف وذى مستوى فنى عال، وكانت هذه المعادلة صعبة جداً، ونجحت فى تصوير الفيلم فى 6 أسابيع فقط.
■ اختيارك لسيناريوهات «ميكانو» ثم «ادرينالين» وأخيراً «عزبة آدم» تؤكد أنك تفضل تقديم نوع معين من الدراما.. هل هذا صحيح؟
- بعد أكثر من عمل، اكتشفت أننى مهتم بفكرة الزمن والمشاعر والذكريات، و«ميكانو» و«ادرينالين» يعتمدان على الزمن بشكل أساسى، ولا أنكر أننى أسعى لفتح «سكة» مختلفة لى بدلاً من تقديم أفكار مكررة، وقبل «ميكانو» عرض على 5 سيناريوهات لكننى رفضتها جميعاً.
■ هل أثر تعطل تنفيذ الفيلم لأكثر من عامين على رؤيتك الفنية؟
- لا، لكننى أصبت بالإحباط نتيجة التعطيلات الكثيرة، وقد كنت اتفقت على إخراج فيلم «ادرينالين» وأجريت المعاينات واخترت الممثلين، ثم انتهت أزمة «ميكانو» ووافق تيم حسن، على تجسيد الدور بعد أن ظل السيناريو معه 5 أشهر، فبدأت التصوير.
■ ولماذا اخترت تيم حسن؟
- فى البداية لم أكن أعرفه، لكن والدتى أعجبت به جداً فى مسلسلى «ملوك الطوائف» و«نزار قبانى»، وتابعته أنا فى «الملك فاروق»، وانبهرت بأدائه، ورشحته للبطولة.
■ هل استشرت أطباء متخصصين قبل تصوير الفيلم؟
- السيناريست أجرى بحثاً عن المرض أثناء الكتابة الأولى، وأنا ذهبت إلي جامعة الزقازيق وقابلت أطباء أجروا دراسات على المخ، كما زار تيم حسن مستشفيات وأطباء فى سوريا، ونجح فى إضافة تفصيلات خاصة بالشخصية ومنها شكل «القوقعة» الذى جسده فى شقة «أميرة»، عندما فقد الذاكرة وعاد عمره إلى 16 عاماً فقط.
■ ولماذا أحطت شخصية شقيقه «وليد» بالغموض والشك؟
- حتى أخلق حالة من التشويق، وجعلت معاملته لـ«خالد» غامضة طوال الوقت، وحتى تصرفاته وخروجه ليلاً، وأعتقد أن هذا الأسلوب فى السرد تجارى فقد كشفت حقيقة مرض «خالد» وشخصية «وليد» تتضحان بعد فترة.
■ ولماذا كان يفضل «وليد» السير فى أماكن واسعة بدراجته النارية؟
- لأنه كان يحلم بأن يكون طياراً، وعندما اضطر إلى دخول كلية الهندسة، كان يحقق حلمه من خلال الدراجة النارية التى تشعره بأنه يطير.
■ لماذا غيرت ألوان المشاهد بعد ظهور «أميرة»؟
- المشاهد الأولى فى شقة «خالد» كانت قاتمة تعبيراً عن الحالة المرضية له، وبعد أن دخلت «أميرة» حياته وأخرجته إلى عالم أوسع استخدمت الألوان الساخنة والفاتحة.
■ لماذا كان مشهد الانفصال بينهما غير واقعى؟
- قصدت ذلك لأن «أميرة» كانت تنتظر منه فى هذا المشهد أن يصرح لها بحبه، لكنه طلب منها الانفصال، وهذه النقلة فى الأحداث غير طبيعية، وقد أغلقت الكاميرا عليهما، واستخدمت إضاءة ساخنة وصوتاً قابضاً مثل صوت الغراب حتى أعبر عن حالة الانفصال.
■ ولماذا اعتمدت على الحركة التقليدية للكاميرا طوال الفيلم؟
- لأننى أحاول تسخير الكاميرا، لخدمة الدراما وليس العكس، وحاولت عرض الأحداث بشكل بسيط وسهل دون «فزلكة» أو «فرد عضلات»، وأنا سعيد لأننى لم تصبنى مراهقة التجربة الأولى.
■ ولماذا ركزت على شخصيات «خالد» و«وليد» و«أميرة» فقط طوال الأحداث؟
- لأن باقى الشخصيات فرعية، وحاولت تركيز المشاهد على الموضوع الذى أطرحه، وكان ذلك صعباً لأن الحفاظ على سرعة الإيقاع مع التركيز على 3 شخصيات فقط مغامرة، وكنت أعتمد على اللقطة الطويلة فى تنفيذ المشاهد.