x

هشام أكرم «حفيد الشاذلى» والمرشح المستقل بـ«الحى الهادئ»: سأعيد «مصر الجديدة» إلى عصرها الذهبى بـ «دولة القانون»

الخميس 19-11-2015 22:32 | كتب: شريف عارف |
هشام أكرم هشام أكرم تصوير : اخبار

رغم هدوئها وطرازها المعمارى الفريد، إلا أنها واحدة من ضمن «الدوائر الساخنة» فى محافظة القاهرة! دائرة «مصر الجديدة»، تنتظر نائبيها القادمين، لشغل مقعدين، من أصعب المقاعد لسبب واحد ومباشر، هو حجم «الوعى» الذى يتمتع به أهالى الدائرة. قبل قرن وعشرة أعوام أسس المهندس البلجيكى البارون إمبان قصره الشهير، ليكون نواة لـ«الحى الهادئ» بضاحية مصر الجديدة. ومنذ ذلك التوقيت وهذا الحى يحتفظ بخصوصية عن بقية الأحياء من حيث الطراز المعمارى، وسكانه ما بين النخب والطبقة المتوسطة. هشام أكرم رجل الأعمال «حفيد» الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، والمرشح الفردى الأبرز فى دائرة مصر الجديدة يتحدث لـ«المصرى اليوم» - قبل ساعات من بدء الصمت الانتخابى - عن رؤيته لتطوير المنظومة المجتمعية فى الدائرة، مؤكداً أنه سيعيد «مصر الجديدة» إلى عصرها الذهبى، من حيث الرؤية والتنظيم والنسق الحضارى.

■ فى البداية.. سألته: لماذا تسعى لأن تكون نائباً عن مصر الجديدة؟

- مصر الجديدة جزء منى، وهذا ليس شعاراً بقدر ما هو واقع، فعلى مدى ثلاثة أجيال، نشأنا فيها، وارتبطنا بأهلها، الجد ثم الوالد والوالدة.. وأنا.. تفتحت عيناى عليها، ونشأت فيها.. وأدرك تماماً أوجاعها وطموحاتها، وهذا هو السبب الأول. أما السبب الثانى فأنا أقدم خبراتى واستعدادى للتضحية فى مقابل تطوير منظومة «مصر الجديدة» بالكامل، بمعاونة المجتمع المدنى. فمصر الجديدة هى واجهة العاصمة، وهى تستحق أن يكون لها وضع خاص، باعتبارها صاحبة موقع فريد تم تخطيطه بأسلوب سبق عصره من حيث الطراز المعمارى الفريد.

■ فى اعتقادك ما السبب وراء تدهور حال مصر الجديدة بهذا الشكل، رغم أنها سكن النخبة، وبها عدد من المواقع الرسمية الهامة وفى مقدمتها «قصر الاتحادية».. ما سر التدهور؟

- أرى أن المحليات كانت - ولاتزال - سبباً رئيسياً وراء ذلك. فغالباً ما كانت تتم اختيارات قيادات المحليات فى هذا الحى، دون إدراك لأبعاد المكان وتأثيره الحضارى، إضافة إلى أنه فى عصر سابق كان هدف المسؤول هو «التخديم» على مرشح الحزب الوطنى، أياً كان يكون هذا المرشح، وتسخير كل إمكانات الحى له وهو ما فتح باب الفساد. هذا الأسلوب انتهى، ولكننا فى ذات الوقت بقينا دون مجالس محلية، بمعنى أننا نفتقر إلى الرقابة الشعبية على المسؤول وقرارته.

■ وكيف ستقاوم ذلك إذا أصبحت نائباً؟

- بطريقتين أولاهما التشريع.. وهو السعى لقانون جديد للمحليات، يتسم بالعصرية والقدرة على استيعاب مشكلات المحليات الحقيقية، بحيث يسمح بسلطات أكبر للرقابة المجتمعية، وقد يتطور إلى «انتخاب» الشخصيات القائمة على رأس المسؤولية فى هذه الأماكن. فنحن على مدى السنوات الخمس الماضية بدون مجالس، وثانياً لابد أن نعمل فى الفترة المقبلة على ضرورة أن تكون هناك «قائمة محليات»..

■ بمعنى؟

- إذا حصلت على ثقة أبناء مصر الجديدة، سأنزل لهم شارحاً فكرة أن تكون هناك قائمة للمحليات تمثل كافة أرجاء مصر الجديدة، بحيث تتسم بالتمثيل الكامل لكل مكان، وهو ما سيساعد على أن تكون كل منطقة لها من يمثلها من حيث الشرائح العمرية، مع وجوب تمثيل المرأة بشكل يليق بوجودها وتفاعلها المجتمعى..

■ وما رأيك فى نموذج «نائب الخدمات»؟

- هو نموذج موجود، ولكن ما الذى يدفعنا نحو اختياره؟ الإجابة ببساطة، أننا لو لدينا مجالس محلية محترمة بالفعل لما وصلنا إلى هذا الحد.. فالنائب مهمته الأساسية هى التشريع، الذى يتناسب مع عصرية وتطور الدولة.. وهنا التكامل بين الاثنين معاً.. بمعنى وجود مجلس محلى قوى يلبى طموحات الدائرة، ونائب يقدم التشريع المناسب..

■ «مصر الجديدة» تتميز بطراز معمارى عالمى.. أنت كنائب محتمل لهذه الدائرة.. ماهى طموحاتك نحو المحافظة على النسق المعمارى والحضارى لها؟

- المحافظة على هذا التراث الفريد تتم أولاً بتطبيق القانون. وهذا يعنى تفعيل المادة «50» من الدستور، والخاصة بالتراث المعمارى الحضارى، والمحافظة عليه..

■ ولكن للأسف كل هذا التراث «يدهس» تحت «بلدوزرات» الجهل.. كيف ترى هذا المشهد؟

- هذه حقيقة.. للأسف هذا حدث فى عدد كبير من الفيلات.. وهو ناتج عما تحدثنا عنه فى «فساد المحليات» أما العمارات فمعظم قاطنيها من الطبقة المتوسطة، وبالتالى إخلاؤها صعب.. وهنا سأتحرك ليس على توثيق التراث والحفاظ عليه للعودة بـ «مصر الجديدة» إلى عصرها الذهبى بـ «دولة القانون».

■ كسياسى.. ومؤسس لحزب العدل، وشغلت منصب نائب الرئيس به.. كيف ترى مستقبل الحياة السياسية والحزبية؟

- فى وجهة نظرى أن أهم ما يجب أن نسعى إليه الآن هو «ترتيب الدولة المصرية» على المستويين التنفيذى والتشريعى، فلدىّ أمل كبير أن يتضمن البرلمان شخصيات متميزة لا تقل عن 50 فرداً، تستطيع أن تشكل مجموعة متناغمة. أما عن مستقبل الحياة الحزبية، فأرى أن الدولة لابد أن تفكر بشكل هادئ فى دعم الحياة الحزبية..

■ بمعنى؟

- الدعم شىء ليس جديداً، هناك دول تدعم أحزابها، لكى تبقى قوية وتستطيع القيام بدورها الحقيقى..

■ هل ترى أن الدولة الآن تستطيع أن تدعم أكثر من مائة حزب.. الناس لا تعرف أسماء سوى خمسة أحزاب منها؟!

- لا أقصد الدعم المطلق ولكن المشروط. والمقصود أن تدعم الدولة الأحزاب ذات الجدوى شعبياً. أى الأحزاب التى تحصل على تمثيل شعبى، فلا يعقل أن ندعم حزباً لا يتواصل مع الجماهير، ولكننا مطالبون بدعم من يملك هذا التواصل.

■ المشاركة فى المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية لم تتعد نسبة 26%.. ماذا تتوقع لحجم المشاركة فى المرحلة الثانية بمصر الجديدة؟

- الوضع يختلف..لأننا أمام دائرة تتمتع بجزء كبير من الوعى والنظر للمستقبل.. ولذلك أتوقع أن تتجاوز نسبة الـ50%.

■ ما هى أولوياتك التى ستضعها على جدول أعمالك كنائب؟

- قضية التعليم.. فأنا من أشد المؤمنين بأنه لا بديل للنهوض بمصر إلا من خلال إعطاء التعليم الأولوية الأولى، فالتعليم اليوم أهم من الأكل والشرب والمواصلات، ومصر الآن حبيسة دائرة مفرغة يسودها الجهل والتخلف والمرض والجوع، لا سبيل لمصر على المديين القصير والمتوسط إلا بإعطاء التعليم الأولوية، إن إعداد المواطن المصرى ليكون قيمة مضافة يتطلب إعادة تأهيله تربويا وتعليمياً. فالدستور نص فى الماده ١٩ ثم فى المادة ٢٣٨ على تخصيص ما لا يقل عن ٤٪ من الناتج القومى على التعليم ما قبل الجامعى، كذلك نصت المادة ٢١ على تخصيص ٢٪ من الناتج القومى للتعليم الجامعى، وذلك بدأ من ميزانية ٢٠١٦. أما البند الثانى فى جدول الأعمال، فيتعلق بالعمل مع المجتمع الأهلى داخل الدائرة، فالكثير من المشاكل يمكن حلها دون مساعدة مباشرة من الدولة، وسوف يكون ذلك ممكنا بعد انتخاب مجلس محلى قوى كما أشرنا سابقا، وهنا فإن أفضل رقابة هى رقابة متلقى الخدمة نفسها.

■ الكل يعلم - تقريباً - أنك حفيد الفريق سعد الدين الشاذلى.. ما أهم السمات الشخصية، التى اكتسبتها من «المارشال الذهبى»؟

- أشياء كثيرة لا يمكن حصرها، منها التضحية دون انتظار المقابل، وحب مصر الإيجابى ليس بالشعارات. تعلمت منه أيضاً الانضباط والالتزام والقدرة على التخطيط، ومواجهة المشكلات بحلول عملية.. والوقوف مع الحق وألا تخشى فى ذلك لومة لائم.. وكل ذلك انعكس على شخصيتى.

■ وكيف ترى نفسك بين المرشحين المنافسين لك؟

- أعتقد أننى نجحت- بفضل الله- فى التواصل مع الناس من مختلف الشرائح العمرية، وفقاً لرؤية مدروسة لمشكلات الدائرة والبحث عن حلول واقعية لها، ولهذا رشحت نفسى مستقلاً، لكى أبتعد عن المعادلة السياسية، وأكون ممثلاً حقيقياً للناس.. وفى النهاية التوفيق من عند الله..

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية