طالعتنا العديد من الصحف قبل أيام من مباراة ريـال مدريد وبرشلونة، بأخبار وشائعات حول رحيل ميسي عن برشلونة ورونالدو عن ريـال مدريد، ثم سألت نفسي هل هذا ممكن وما الذي سيحدث إن انتهي عصر هذا الثنائي؟.
دائمًا وعلى مدار التاريخ التسويقي أي تنافس بين اثنين يتحول لمعركة ممتازة مبارزة ينتج عنها رابح وخاسر، لكن الرابح لا يربح سوى معركة، والخاسر لا يخسر كل شئ، هناك نظام الـ ios وأندرويد، هناك مانشستر يونايتد وليفربول ودائما هناك ريـال مدريد وبرشلونة.
ثم طالعتنا الصحف مجددًا بإمكانية انفصال كاتالونيا عن إسبانيا، ثم إشاعات عن مشاركة البلوجرانا في الدوري الفرنسي، مستشهدين بمشاركة موناكو كإمارة مستقلة في الدوري الفرنسي.
ومجددًا تبادر السؤال إلى ذهني كيف سيكون الكلاسيكو من دون ميسي ورونالدو؟
تجاريا تكون الإجابة صعبة للغاية، أن يكون لديك منتجان فقط أفضل من عدة منتجات التسويق لشخصين أفضل من التسويق لـ9 مثلا، وعاد بي عقلي إلى الماضي القريب على سبيل المثال لا الحصر موسم 2002-2003.
في ذلك الموسم التقى الفريقان في نوفمبر عام 2002 وبالتحديد يوم 23 وتعادلا بنتيجة 0-0، يومها كان بيريز هو رئيس النادي الملكي والمدرب هو فيسنتي ديل بوسكي، واحتوي المرينجي على فريق ممتاز تمثل في كلا من كاسياس، سلجادو، كارلوس، هييرو، زيدان، هيلجيرا، راؤول، ماكمانامان، مورينتس وفيجو ورونالدو وكامبياسو وماكاليلي وغيرهم.
في المقابل كان رئيس نادي برشلونة هو خوان جاسبارت والمدرب كان لويس فان جال، واحتوى البلوغرانا على كتيبة تمثلت في بونانو ودي بور وبويول وتشافي وسافيولا وكوكو وكلويفيرت وريكيلمي وأوفرمارس وموتا وفالديز وقتها كان هدف فان جال هو بناء فريق شاب وقوي لكنه لم يجني أية ثمار.
تلك المباراة التى احتوت على اسماء كبيرة انتهت بنتيجة 0-0، لم يكن هناك ميسي ورونالدو، عفوا كان هناك رونالدو لكن رونالدو البرازيلي الأصلي كما يطلق عليه البعض الظاهرة التى لم ولن تتكرر أبدا.
تسويقيًا كانت الأمور رائعة للغاية، إعلانات لا تٌنسى من شركات مجتهدة، وقتها كان الوحش التسويقي يبدأ في إعداد نفسه شيئا فشئ، بعد انتهاء تلك الفترة ظهر كلا من ميسي ورونالدو، الاعلام ربما سقط في فخ التسويق وأصبح أسيرا للثنائي.
لا شك أن كلاهما لديه موهبة، ميسي ممتاز ولا يوجد له مثيل ورونالدو كون ذاته وبنى موهبته، هما ظاهرتين خاصتين لكن فكرة أن العالم يدور حول الثنائي هي فكرة غريبة للغاية برشلونة لم ينتهي برحيل رونالدينيو أو ريفالدو أو كلويفرت، وكذا ريـال مدريد على مر التاريخ الناديين يبهران بأضوائهما النجوم من مختلف دول العالم.
لكن الشغل الشاغل حاليا وما يهدد القيم التسويقية هو رحيل الثنائي عن نادييهما، أن يكون الكلاسيكو عما قريب ليس به ميسي ورونالدو، وربما سنعود لعصر كرة القدم الجماعية، في ريـال مدريد الأمر صعب بعض الشئ وقد يغضب البعض لذلك أن الفريق يقع تحت ظل رونالدو، لكن برشلونة حينما وقعوا تحت ظل ميسي، وجدوا سريعا حل لذلك، عكس النادي الملكي الذي لم يجد ضالته بعد حتى هازارد يقلقهم ما يقدمه مؤخرا.
إذا أين نجد الإجابة؟
الإجابة صعبة للغاية تخيل أن يعيش العالم بلا سكر أو ملح أن تشرب كوب الشاي من دون قدر من السكر، أو أن تأكل الطعام بدون بعض التوابل والملح، نعم لكنك لن تموت مع الوقت ستعزف عن ذلك الطعام سيفقد أهميته ربما، سيبتعد الكلاسيكو عن الساحة الكثير من الوقت، لكن حينما يعتاد المتذوق ذلك الطعام سيعود ويصبح أسيرا له وربما يغيب الوحش التسويقي بعض الشئ، لكنه سيعود مع أول رونالدو جديد وميسي جديد سيظهران على الساحة وخلال الأعوام القادمة سنرى عناوين لا يوجد بها ميسي ورونالدو .. بل سنعود للعناوين الطبيعية ريـال مدريد ضد برشلونة.