في مقعد المدرب.. كيف سيفكر بينيتز في الكلاسيكو؟
تقليد جديد يقدمه «المصري اليوم الرياضي»، في صورة تحليل إستباقي للمباريات الهامة والمصيرية يضع إثنين من كتاب الموقع في مكان مدربي الفريقين، هذه المرة يحلل إسلام مجدي من مقعد رافا بينيتيز لريـال مدريد، ولؤي فوزي من مقعد لويس إنريكي لبرشلونة.
يمكنك متابعة تحليل برشلونة على هذا الرابط
أولا.. رحلة في عقل بينيتز
هل عقل رافا بينيتيز خاوي حقا؟ هل هو الشخص الخطأ في المكان الخطأ؟ كل تلك الأسئلة إجاباتها ستكون مع نهاية الموسم وليس الآن الإختبارات الحقيقية لم تبدأ بعد، أهمها تعامل المدرب مع نقاط الضعف.
في بداية الموسم ومع التعادل المخيب للغاية تعالت الأصوات كونه الشخص غير المناسب وو.. ثم رأينا أفضل مباراة قدمها ريـال مدريد منذ بداية الموسم ضد ريـال بيتيس، حتى مع الهفوات الدفاعية وركلة الجزاء ظهر الفريق قويا واقتنص الفوز.
رافا يعرف جيدا أن رونالدو لم يعد كما كان في الماضي، والأهم أنه يمتلك عناصر قادرة تماما على صنع الفارق بطريقة ممتازة، وطور خطة لا بأس بها، لكن حسابات الكلاسيكو دوما مختلفة.. فما العمل؟
إن كانت هناك فرصة لرافا لمشاهدة مباراة لريـال مدريد فهي مباراة إشبيلية التي أخفق فيها الفريق كليا وأخفق رونالدو تماما على الصعيد الفردي، ثم مشاهدة مباراة لبرشلونة؟ عليه بمشاهدة مباراة إشبيلية نفسها، سوء الحظ وسوء تعامل انريكي مع التبديلات وعدم توافر بدائل مناسبة من الأساس لدى البلوجرانا.
مشاهدة كلاسيكو؟ عليه بمشاهدة مباراة الكلاسيكو في الموسم الماضي 2013-2014 وبالتحديد في ال14 من مارس والتى انتهت بنتيجة 4-3 لصالح برشلونة في مباراة مارثونية ممتازة حالة طرد وفروق فردية مبارزة 4-3-3 ضد 4-3-3.
في ماذا يفكر رافا؟ بالتأكيد لا يفكر بالطعام بل يفكر في قهر برشلونة واثبات ذاته وطرح ثنائية بيل-جيمس مجددا مع تبادل دور الثنائي هو سيضع في حسبانه تحجيم ثنائية سواريز ونيمار وقد يزداد الأمر سوء إن شارك ميسي.
ثانيا.. مشاكل الفريق قبل الكلاسيكو
لا يمكنك أن تتحدث عن ريـال مدريد وتغفل المشاكل التي تعصف بهم، أولا مشكلة بنزيما وتهديد بيريز له بأنه إن اعترف بجريمته فسوف يرحل فورا، ثم مشكلة رونالدو وما يمر به من حالة ابتعاد ذهني تام عن الملعب حتى انه يفكر بالرحيل إلى باريس في وقت حيوي من الموسم وقبل مباراة هامة هذا أمر غير احترافي بالمرة وربما يساهم بقوة في حالة من الهبوط الحاد في المستوى إن استمر في الإبتعاد بعقله عن المباريات.
ثالثا.. التشكيل المتوقع
رافا بينيتز شخص غير متوقع بالمرة، حتى الآن وخلال 11 مباراة بالليغا لعب في 5 مباريات بطريقة 4-2-3-1 وفي 6 مباريات بطريقة 4-3-3، أشارت بعض التقارير أن تشكيل 4-3-3 جاء بعد ضغوط من الإدارة برغبتهم في لعب كرة هجومية بحتة لكن ذلك يأت بمصائب على الفريق ورأينا ذلك في مباراة إشبيلية وقبلها مباراة باريس التي كان الحظ وقتها حليفا للنادي الملكي.
في حالة عودة الغيابات وخاصة مارسيلو فالأقرب ستكون طريقة 4-3-3 خاصة وانه يطوع الفريق للعب بها ضد باريس وإشبيلية لا تهمه الخسائر بقدر إرضاء الإدارة ربما، وسيكون التشكيل كالتالي: نافاس، بيبي راموس، مارسيلو، دانيلو هذا في حالة عدم توافر كارفاخال، بالإضافة إلى كاسميرو كمحور ارتكاز صريح وكروس كصانع ألعاب متأخر جهة اليسار ومودريتش كصانع ألعاب متأخر جهة اليمين، رونالدو سيكون على اليسار وبيل في العمق وجيمس على اليمين.
هو نفذ ثنائية بيل وجيمس لكن بطريقة 4-2-3-1، حينما كان جيمس يتمركز كجناح أيسر وبيل بدور أعمق كصانع ألعاب متقدم، لكن ضد برشلونة سيؤمن خط الوسط والعمق أكثر ويصنع ازدحاما ويقلل من المساحات، بيل سيكون في العمق، رونالدو على اليسار وجيمس على اليمين، دكة البدلاء بها خيسي وايسكو وكلاهما قادر على احداث الفارق، قد يكون الإتجاه السائد بعقل المدرب والإدارة بعدم مشاركة بنزيما نظرا للمشاكل التي يعيشها لكن ماذا لو شارك بنزيما؟
الأمر سهل للغاية سنرى طريقة 4-2-3-1، الرباعي الخلفي مارسيلو، راموس وفاران وليس بيبي، ثم دانيلو، محوري الإرتكاز هما كروس ومودريتش، الأول سيكون كمحور ارتكاز صريح والثاني كصانع ألعاب متأخر، ثم الثلاثي، بيل وجيمس ورونالدو، رونالدو كجناح أيسر وجيمس كجناح أيمن وبيل في دور اللاعب رقم 10، ثم بنزيما كرأس حربة وسيهتم بالضغط وفتح المساحات ويعمل كمحطة هجومية والاختراقات ستكون من نصيب الثنائي بيل وجيمس.
رابعا.. أسلوب اللعب
يمتلك نادي ريـال مدريد عدة عناصر قادرة على التسديد من بعيد وتلك نقطة قوة رائعة للغاية ضد برشلونة خاصة وان فكر الفريق في التباطؤ أو ترك مساحة للتسديد وعدم الضغط على حامل الكرة، كما يفضل النادي الملكي التمريرات القصيرة، بالإضافة إلى ضرب الخصم من العمق أكثر من الأطراف لا سيما بعد تبادل المراكز بين بيل وجيمس، لكن إن اهتم ريـال مدريد بالإستحواذ فتلك ستكون مشكلة للغاية خاصة وان خط وسط برشلونة أقدر على خطف الكرة مع امتلاك لاعب بحجم بوسكيتش حتى وان كان مستواه هذا الموسم ليس بأفضل حال لكن في الكلاسيكو لا توجد حسابات أو معطيات.
خامسا.. نقاط القوة والضعف
يجب أن نقسم الأمر إلى نقطتين الأولى لو لعب بطريقة 4-3-3، حينها ستكون الأمور ضبابية كمباراة 4-3 تلك كانت مبارازة فردية، نعم بيل وجيمس يمكنهما أن يصنعا الفارق لكن خط هجوم برشلونة أقوى في الإبتكار انه خط هجوم ابتكاري من الدرجة الأولى خاصة إن تواجد ميسي، ريـال مدريد يفضل التسديد وهو يمتلك أسلوب قوي للغاية في الهجمات المرتدة، لكن عليهم أن يستغلوا الأخطاء الفردية للخط الخلفي لبرشلونة والمرتدات هي نقطة ضعف كبيرة للبلوغرانا هذا الموسم.
إن لعب بطريقة 4-2-3-1 فالإستحواذ لن يكون مشكلة بل ترابط الفريق، مشكلة ريـال مدريد الكبرى تكمن في أن محور الإرتكاز ليس بالقوة الكافية لتدمير مخططات المنافس، خط الوسط يشاهد الخصم يصنع ويمرر ويصنع ويفتح مساحات من دون ان يعترضه لنجد الدفاع يظهر بطيئا عاريا تماما.
خط هجوم ريـال مدريد يعاني من مصيدة التسلل الأمرين، الفريق يسهل اصطياده بخطوة وحيدة، مع البطء الشديد في التراجع من الأمام للخلف حينما يفقدون الكرة، تلك ستكون مشكلة كبيرة إن لعب الفريق الكتالوني بسرعة.
في النهاية، بينيتز بحاجة لإثبات ذاته والإندفاع ضد برشلونة سيكلفه الكثير خاصة مع ضعف الإرتداد الدفاعي وبطء الخط الخلفي في إسترداد الكرة، برشلونة ليسوا بالخصم المنيع ان اشغلت وسطهم بسد العجز الدفاعي ولعب كرات سريعة وتسديدات متقنة سيكون الفوز سهلا لكن إن صعبت الأمور على نفسك فلن يقع اللوم إلا عليك وحدك يا رافا.