تقليد جديد يقدمه «المصري اليوم الرياضي»، في صورة تحليل إستباقي للمباريات الهامة والمصيرية يضع إثنين من كتاب الموقع في مكان مدربي الفريقين، هذه المرة يحلل إسلام مجدي من مقعد رافا بينيتيز لريـال مدريد، ولؤي فوزي من مقعد لويس إنريكي لبرشلونة.
يمكنك متابعة تحليل ريـال مدريد على هذا الرابط
1-أسئلة للوتشو
المباراة تبدأ وسط الكثير من الضباب، شكوك حول مشاركة ميسي، ماسكيرانو وراكيتيتش من جهة، وأخرى حول مشاركة جيمس رودريجيز، كارباخال وبنزيما من جهة أخرى، فبالإضافة إلى كون الثلاثي المشكوك في مشاركته من كل جانب هو من الأساسيين، يظل التنبؤ بطريقة لعب بينيتيز هو الأصعب، كون المدرب الأسباني لم يحظى بصفوف مكتملة منذ بداية الموسم.
متوسط إحصائيات الفريقين للمباراة في الموسم الحالي
2-البولجا
«سنفوز في البيرنابيو بميسي أو بدونه!»
على العكس من تصريحات بارتوميو رئيس النادي الكتالوني، لا تبدو حظوظ برشلونة بهذا الثقل في الكلاسيكو، ففي الوقت الذي يدخل فيه البلاوجرانا المباراة بأفضلية نفسية سببها إعتلاؤهم لصدارة الليجا، إلا أن أغلب أساسيي الكتلان قطعوا مسافات طويلة للمشاركة مع منتخباتهم في مباريات ودية ورسمية، عكس لاعبي الملكي الذين حظي أغلبهم براحة كافية قبل الكلاسيكو.
لذا قد يبدو الوضع متكافئًا لحد كبير حتى اللحظة، أفضلية نفسية تقابلها أفضلية بدنية، خاصة مع ميل بينيتيز للإنكماش والإعتماد على المرتدات في المباريات الكبيرة، بينما سيتطلب ضغط البرسا العالي من الأمام مجهودًا مضاعفًا من تشكيلة مرهقة بالفعل.
الغيابات قد تحسم حيرة لوتشو وتقوده للسعي نحو الفوز على الميرينجي على أرضه، خاصة أن إحصائيات الغائب الأبرز عن تشكيلته الأساسية تضعه في أفضلية واضحة مع أبرز الغائبين عن خط هجوم الريـال، البرغوث يسجل هدفًا أو يصنع آخر أمام ريـال مدريد كل 30 دقيقة تقريبًا، ولو تمكن من تقديم نصف هذا المعدل في مباراة السبت، سيقطع البلاوجرانا خطوة كبيرة نحو الفوز بكلاسيكو الأرض.
مشاركة ميسي سلاح ذو حدين، البولجا قد يزيد من متاعب الميرينجي وصعوبة المباراة على لاعبيه إذا كان في حالته المعتادة، وقد يقضي على فرص فريقه في المباراة إن كان العكس صحيحًا، فالمشكلة الأكبر لن تكون عجزه عن قيادة هجوم البلاوجراناوحسب، بل إن إرتكاز أغلب محاولات البرسا الهجومية على البرغوث قد يمنع نيمار من تعويضه أثناء المباراة كذلك.
إحصائيات ميسي – رونالدو – بنزيما في كلاسيكو البرنابيو
3-ألفيش أم روبرتو؟
لعل السؤال يبدو مستهجنًا لكثير من مشجعي البلاوجرانا، ألفيش طبعًا بلا تردد، لكن الأكيد أن البرازيلي لم يستطع إستكمال إنتفاضته التي بدأها في نهايات الموسم الماضي، وإنخفض مستواه دفاعيًا وهجوميًا.
قد يكون الأفضل إشراك ألفيش خاصة في ظل الشكوك حول بدء قرينه الملكي مارسيلو في مواجهته على نفس الجبهة، لكن الإحصائيات تظهر تفوقًا دفاعيًا لروبرتو، الأمر محير بالفعل، ألفيش لاعب إسثنائي لكنه لم يعد بنفس القدرة البدنية على مجاراة سرعة رونالدو أو بيل في المساحات، روبرتو يمنح إنريكي خيارًا أصلب في الدفاع وأداءًا أكثر إتزانًا بشكل عام ولكنه أقل قدرة على صناعة الخطورة في المقدمة، إلا إذا بدأ بينيتيز بإيسكو في تلك الجبهة فسيكون ألفيش الخيار الأوقع بلا شك.
فرص وتسديدات برشلونة بمشاركة ألفيش أو روبرتو في الظهير الأيمن
عدد هجمات برشلونة من الجهة اليمنى يتساوى تقريبًا بمشاركة أي من ألفيش أو روبرتو
روبرتو يمنح برشلونة عددًا مكافئًا من الفرص بمحاولات أقل = فاعلية أعلى
قرارات ألفيش الدفاعية الصحيحة إجمالاً تتفوق على عددها لروبرتو
ألفيش وروبرتو يتساويان تقريبًا في مواجهات 1 على 1 الدفاعية
أخطاء روبرتو الدفاعية أقل كثيرًا من نظيرتها لألفيش
أخطاء روبرتو أقل كذلك في مواجهات 1 على 1
المصدر – www.sports-matrix.com
4-لقاء نقيضين
يبدو أن العداوة التاريخية بين الناديين ليست على المستوى السياسي والكروي وحسب، العداوة تمتد للفنيات كذلك قبل الكلاسيكو المرتقب، فبينما ظهر دفاع الملكي صلبًا بتلقيه 7 أهداف فقط لا غير منذ بداية الموسم، كان دفاع البلاوجرانا – عند مرحلة معينة – هو الأكثر تلقيًا للأهداف بين العشرة الأوائل في ترتيب الليجا.
«أنا متأكد أن رونالدو سيؤدي بشكل رائع أمام برشلونة..فهو أفضل لاعب في العالم»- كازيميرو
العكس صحيح عند الطرف الآخر من الملعب، فبرغم تسجيل الريـال لأكبر حصيلة تهديفية إلا أن حالة الميرينجي الهجومية لا تختلف كثيرًا عن نجمه الأبرز كريستيانو رونالدو، البرتغالي سجل ثمانية أهداف كانت خمسة منها في مباراة واحدة وفشل في التسجيل في 7 من أصل 11 مباراة، كذلك فإن أبرز مباريات الملكي التهديفية كانت أمام بيتيس الصاعد حديثًا وإسبانيول الذي يمتلك أسوأ السجلات ضد الريـال بالفعل، هاتين المباراتين يسجلان 40% من حصيلة الريـال التهديفية في 11 مباراة بالليجا.
قابل ذلك توهج في هجوم البلاوجرانا رغم غياب ميسي، فيمكننا القول بأريحية تامة أن نيمار وسواريز قد قضيا على أسطورة «فريق اللاعب الواحد» التي طالما طاردت الكتلان.
كيف يسجل برشلونة أهدافه هذا الموسم؟
كيف يمرر برشلونة؟
5-إستثمار نيمار
لاعب سجل 10 أهداف و6 تمريرات حاسمة في ثمان مباريات لن يحتاج لتقييم أدائه، ولكن السؤال الأبرز حول نيمار هو كيفية إستثماره في خطة لعب برشلونة أمام الريـال.
أداء نيمار منذ إصابة ميسي هو الأفضل على الإطلاق في مسيرته الكروية طبقًا لـWhoscored.com
من المؤكد أن بينيتيز لن يمنح نيمار نفس المساحات التي وجدها أمام فياريـال أو رايو فاييكانو، وسيقابل رقابة ثنائية من كارباخال/دانيللو بالإضافة لمودريتش الذي سيبدأ في نفس الجهة.
كل مشكلة هي فرصة جديدة للإبتكار، لذا على إنريكي ونيمار نفسه أن يتعاملا مع ضيق المساحات والرقابة الصارمة من وجهة نظر أخرى تستغلها الإستغلال الأفضل، فأهمية الجناح البرازيلي ستجبر الملكي على إمالة الملعب جهته بأكبر عدد من اللاعبين لخنق مصدر الخطورة الأبرز للبلاوجرانا مؤخرًا، ما يجب أن يراه نيمار فرصة ذهبية للتمرير وصناعة الفرص في العمق للقادمين من الخلف بلا رقابة كافية كإنييستا وراكيتيتش، ما يُعد دورًا مختلفًا عن ذلك الذي إعتاده نيمار مؤخرًا بتصدر شباك النجومية في البرسا من خلال التسجيل والصناعة المباشرة بقربه من المرمى.
أين يلمس لاعبو البرسا الكرة؟
من أين تأتي تسديدات البرسا؟
6-التشكيل
مشاركة ميسي تكاد تكون مؤكدة والسؤال سيكون عن قرار الأرجنتيني، فإن عزم البرغوث على التواجد من البداية فلن يستطيع الجهاز الفني منعه، أما إذا قرر الإنصياع للخيار الأفضل وهو الإحتفاظ به على دكة البدلاء حتى الدقيقة 60 فسيتحول السؤال عن ماهية البديل والتغيير الخططي المصاحب.
الواقع يقول أن التغيير التكتيكي في غياب ميسي مستبعد، وأن إنريكي سيفضل البدء ببديل متواضع كمنير أو ساندرو على الجهة اليمنى، بدلاً من أي تعديل خططي مقترح يمنح فرصة لبديل متميز كروبيرتو للدخول في التشكيل الأساسي، وليست لقطة الدفع بلويس سواريز بعد الإيقاف في كلاسيكو العام الماضي ببعيدة.
لذا سيبدأ إنريكي بـ4-3-3 المعتادة لمواجهة مثيلتها من بينيتيز، في حراسة المرمى لا بديل عن كلاوديو برافو، بينما يبدو الرباعي الأفضل للدفاع هو ماسكيرانو، بيكيه في القلب، ألفيش يمينًا وألبا يسارًا، يتقدمهم بوسكيتس في موقعه المعتاد كمحور إرتكاز ويتخذ راكيتيتش يمينه وإنييستا يساره، خلف خط الهجوم الثلاثي من نيمار، سواريز، ومنير/ميسي.
بالطبع سيتخذ تير شتيجن، ماتيو، فيرمايلين، جومباو، روبرتو، ساندرو ومنير/ميسي مقاعدهم على دكة بدلاء البرسا.
7-البرسا سيستم وخطة إنريكي
الضغط العالي المتقدم، تنويع الهجمات، التمريرات القصيرة، مصيدة التسلل، كلها أعمدة أساسية في طراز الكرة الذي أسسه كرويف عرّاب البلاوجرانا منذ السبعينيات من القرن الماضي، وكالعادة تظل نقط ضعف الكتلان كما هي في ظل عجزهم عن مواكبة المباريات البدنية والتعامل مع المرتدات خاصة إذا ما قادتها سرعات كالتي يمتلكها بيل ورونالدو.
الكليشيه المعتاد يقتضي أن نُقرّ أن تلك النوعية من المباريات يحسمها الفريق الأكثر تركيزًا والأكثر فاعلية، لكن ظروف المباراة تحتم الإشارة إلى عدة نقاط ينبغي على إنريكي أن يبني خطته عليها إذا ما أراد الفوز وتوسيع الفارق مع الريـال لست نقاط، وهو مكسب كبير بالفعل بالنظر لجدول المباريات الذي سيتخطى برشلونة أصعب أجزاءه بإنقضاء الدور الأول الذي يخرج فيه لملاقاة الفرق الصعبة على ملاعبها، في الوقت الذي يبدو فيه الدور الثاني أقل صعوبة، كون الكتلان سيستضيفون أقوى خصومهم على عشب الكامب نو.
*الذهب السائل
ينساب بين الفراغات في وسط ملعب الريـال ليملأها دفاعًا وهجومًا، على نيمار أن يوفر الإلهاء اللازم لمودريتش في حالة الهجوم بإجباره على الميل للأطراف لمساندة كارباخال، ثم يعود لمشاركة إنييستا الضغط على الكرواتي عند فقد الكرة لمنعه من إطلاق لجام بيل ورونالدو في المرتدات بتمريراته الذكية، لوكا هو الترس الرئيسي في ماكينة الريـال وتعطيله يعزل هجوم الميرينجي عن خط وسطه.
*التي جي في
العدّاء الويلزي لا يحتاج سوى دفع الكرة والإنطلاق بسرعته، التضحية بمساندة ألبا الهجومية ستكون ضرورية ولا مناص من تكليفه برقابة بيل الفردية، ليس هذا أسلوب البرسا المعتاد في الدفاع حيث اللامركزية هي إسم اللعبة، واللاعب الأقرب هو المنوط بتفعيل الضغط، ولكن من قال أن بيل لاعب معتاد؟
ضع أفضل عداءيك مع بيل وإن نجح في إبطال 70% من إنطلاقاته فستفوز بالمباراة على الأغلب.
*شبح لشبح
ربما لم يتخيل أحد أن تكون تلك العبارة واقعية يومًا ما، ولكن رونالدو في أسوأ حالاته، كذلك هو بيكيه، ورغم أن هذه الثنائية تحديدًا تسببت في العديد من اللقطات المحرجة للأخير، إلا أن الدون لم يعد نفس اللاعب، وعلى الأرجح لن يعاني شبح بيكيه كثيرًا أمام شبح رونالدو إذا إلتزم برقابته داخل منطقة العمليات، كل ما يتعين عليه فعله هو فرض الرقابة اللصيقة في العرضيات وإستباق محاولات تمويل هداف الريـال الأبرز هذا الموسم، لا ركض، لا مخاطرات من أي نوع، فقط التركيز والمزيد منه.
رونالدو تحول لمهاجم صندوق وعلى بيكيه أن يتحول لمدافع صندوق لإيقافه، إنطلاقات الأسباني الدولي الساذجة خارج المنطقة ستمنح الدون تفوقًا مضمونًا على ماسكيرانو في الكرات الهوائية.
*من الدون اليوم؟
إن كُتبت له المشاركة، فلا شك أن مارسيلو سيكون أكثر خطورة من رونالدو على أرض الملعب، وربما يتفق الكثيرون من مشجعي الملكي مع هذا الرأي.
على راكيتيتش أن يستعيد ذاكرة الثلاثية بعد أداء متوسط منذ بداية الموسم، ففي البرنابيو ستكون ثنائية راكيتيتش – ألفيش الدفاعية أهم كثيرًا من مثلث راكيتيتش – ألفيش – ميسي الهجومي، فحتى وإن منحت الثانية التقدم للبلاوجرانا فقد يهدد إهمال الأولى حظوظهم في المباراة بأكملها.
الباقي يشرح نفسه بالبديهة، كروس، إيسكو أو جيمس – في حالة مشاركة أي ثنائي منهم – لا يمثلون تحديًا بدنيًا كبيرًا لكل من بوسكيتس وإنييستا، الثلاثي قادر على مواكبة إيقاع مثيله، التفوق الوحيد لخط وسط الميرينجي سيكون في قدرتهم على الإستمرار بنفس المعدل البدني حتى نهاية المباراة، نظرًا لتلقيهم راحة كافية كما أسلفنا، العكس عند ثلاثي وسط البرسا وقد يضطر إنريكي عند لحظة ما للدفع بسيرجي روبرتو بدلاً من إنييستا نحو النهاية.
الفرق بين الجرأة والحماقة شعرة، على إنريكي ولاعبيه ألا يقطعوها في لقاء السبت، المخاطرة مطلوبة ولكنها ليست ضرورية.