x

«ماريونيت» عبدالنعيم.. حكايات بنى آدمين من خشب وخيط (فيديو)

الخميس 19-11-2015 11:17 | كتب: محمد هشام |
عبدالنعيم وسط عرائس الماريونيت.. وداخل ورشته عبدالنعيم وسط عرائس الماريونيت.. وداخل ورشته تصوير : محمد هشام

خلف ستائر قصيرة لا يظهر منها سوى مجموعة من العرائس تحركها أنامل بارعة، وبين الخيوط التى تظهر من أعلى تلك الستائر، اختار أحمد عبدالنعيم ٣٧ عاماً منزله وتحديداً غرفته مكانا لورشته الصغيرة، فالأفكار لا تنتظر حتى الصباح لتنفيذها وعملة ليس إلزاماً لكنه عشقه وموهبته منذ سنوات طويلة.

أحمد عبدالنعيم، صانع عرائس الماريونيت، الذى حول منزله إلى مسرح صغير يعرض عليه جميع أعماله، فبمجرد دخول غرفته الصغيرة تجد فى كل زاوية عروسة أو فكرة لعروسة جديدة وصورا له تجمعه بأصدقائه ومع العرائس.عشق عبدالنعيم للعرائس بدأ منذ سنوات طويلة حتى أصبح بارعاً فى تحريك العرائس وتصنيعها أيضاً. ويقول نعيم: «مسرح العرائس لا يختلف كثيرا عن المسارح المفتوحة للفنانين، فهو مسرح متكامل له ديكور وملابس وإضاءة وموسيقى تصويرية، ولكل منهما سحره الخاص، ولكن عرائس الماريونيت تعطى الفنان مساحة أكبر فى حرية اختيار شكل العروسة غير المألوف فى كثير من الأوقات وهو ما يشبه عمل المكياج فى المسرح للشخصيات».

الخامات التى يستخدمها «عبدالنعيم» فى تصنيع العرائس أهمها الخشب: «اختيار الخشب ليس أمراً سهلاً فهناك أنواع قاسية وأنواع سهلة التعامل، غير أن المتوفر داخل مصر للأسف هو الأنواع الصعبة فى التقطيع والتشكيل، مما يصعب عملية اختيار الأدوات والمعدات، فتجهيز الورشة يحتاج إلى أدوات قوية وحادة لتتعامل مع أنواع الخشب بدقة، ومنها ما اشتريه من الخارج بمبالغ كبيرة وبعضها أقوم بتصنيعه».

مرحلة توصيل الخيوط بالعروسة هى المرحلة الأهم والأدق كما يرى «نعيم»، فالميزان وهو القطعة الخشبية التى يمسكها فى يده تخرج منه خيوط كثيرة ولكل خيط وظيفة فى التحريك وفى وزن العروسة لو لم يتم ضبط أطوال الخيوط وأماكنها فى العروسة فيمكن أن يفقد السيطرة على العروسة وعلى أدائها المطلوب، ويفضل نعيم الخيوط التى تستعمل فى تصنيع الأحذية لكونها من أقواها، غير أن البعض يختار خيوط السنارة ولكنه يجد أنها تسبب بعض المشاكل أثناء العمل بها.

اختيار الملابس والإكسسوارات للعرائس هى المرحلة التى تحدد الملامح الأخيرة للشخصية، وهو ما يتحدث عنه «عبدالنعيم»: «للأسف لا يوجد فى مصر الكثير ممن يهتم بفن تصنيع وتطريز الملابس لعرائس الماريونيت والذى يتطلب فنا ودقة لصغر حجم العروسة، ونوع القماش وتركيبه».

لا يكتفى نعيم بتصنيع العرائس وتحريكها بل يهتم أيضاً بتصنيع المسرح، فعروضه تتطلب مسرحا خاصا، لذلك أنشأ مسرحه الخاص، الذى يمكن فكه وتركيبه فى فترة قصيرة كما يمكن نقله على سيارة نقل.

«فلان» و«زيزى» و«صفيحة»، هى الشخصيات المفضلة لنعيم التى يحركها خلال العروض الفردية، حيث يفضل تقديم عروض متنوعة منها الجماعية لا يظهر فيها سوى العرائس، وعروض فردية ويظهر «نعيم» منفرداً مع إحدى عرائسه.

ويتابع «نعيم»: «أتمنى أن يعرف الناس أن لمسرح العرائس قيمة كالمسرح العادى، فهو يحرك المشاعر ويضحك الكبير والصغير واستعمل على مر العصور لإيصال الرسائل السياسية والإنسانية فى كثير من بلدان العالم، فهو ليس للكوميديا فقط، كما أرحب بتعليم وتدريب محبى العرائس أسرار المهنة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية