x

شرم الشيخ: السائحون غادروا المنتجع

تصوير : نمير جلال

تحولت مدينة شرم الشيخ إلى مدينة أشباح بعد مغادرة معظم السائحين، استجابة لقرارات بلادهم بالعودة، ومنهم السائحون البريطانيون والروس، وغادرت آخر طائرة بريطانية المدينة، الثلاثاء الماضى، وقررت بعض الفنادق وقف نشاطها تجنباً لمزيد من الخسائر، وتراجعت نسبة الإشغال إلى 1%، وقررت بعض الشركات والفنادق تقليص عدد العاملين بها، فيما قررت الحكومة الاستعانة ببرنامج ترويجى لجذب السياحة الخارجية، وأعلنت عن إبرام بروتوكول تعاون بين وزارتى السياحة والشباب والرياضة، يستهدف سفر 40 ألف شاب إلى شرم، فيما اتجهت الشركات السياحية إلى جذب مواطنى الخليج والرحلات الداخلية.

فور وصولك إلى مدينة شرم الشيخ يمكنك أن تدرك حجم الخسارة التى لحقت بها.. المطار الذى كان يعج بالحركة السياحية أصبح خاليا من السائحين، ليس هناك سوى ركاب الطائرات القادمة من القاهرة، ومعظم ركابها صحفيون وإعلاميون، جاءوا لإجراء تغطيات صحفية.

فى الطريق إلى الفندق الذى نقيم فيه كانت معظم المحال التجارية خالية من السائحين أو مغلقة، وقال أحد المستأجرين إنه دفع إيجار شهر، وسوف يحدد موقفه بشأن الاستمرار أو إغلاق المحل وتسليمه إلى المالك، مشيرا إلى أن معظم أصحاب المحال قرروا إغلاقها توفيرا لنفقات التشغيل، نظرا لانعدام حركة البيع والشراء.

وفى أحد أكبر فنادق شرم لم تتعد نسبة الإشغال 1% تقريبا، وكان معظم نزلائه من الصحفيين، إضافة إلى 4 أجانب فقط، وبالنظر إلى وجوه العاملين فى الفندق يمكنك أن تقرأ حجم خسارة قطاع السياحة رغم محاولات الترحيب المستمرة بالنزلاء، وسأَلَنَا أحدهم عن تقييمنا للخدمة، واختتم سؤاله بقوله: «ربما تكون آخر مرة أمارس فيها عملى، بعد مغادرة الوفد الصحفى الفندق»، ولفت إلى أن عددا كبيرا من العاملين سيغادرون فى إجازات مفتوحة.

وقال أحمد عبده، مدير مطعم بأحد الفنادق، إنه يعمل فى المدينة منذ 4 سنوات لم تشهد خلالها هذا الكساد، مشيرا إلى تخفيض إدارة الفندق أجور العاملين إلى الراتب الأساسى فقط (نحو 1500 جنيه) بدلا من تسريح العمالة، ليحافظ عليها بالكامل، ولفت إلى أنه متزوج ولديه أولاد، ويتكفل بمصروفات والدته وأخته وأولادها بعد وفاة زوجها، مشيرا إلى حصوله على قرض بنكى بقسط شهرى 1500 جنيه. وأضاف أيمن صالح، من محافظة المنيا، أنه يعمل فى أحد الفنادق فى المدينة منذ 7 سنوات، وأن معظم نزلاء الفندق من البريطانيين بنسبة 90%، يليهم الروس، ثم الجنسيات الأخرى، مشيرا إلى أن نسبة الإشغال فى الفندق كانت 80% يوم حادث الطائرة، قبل سحب بعض الدول رعاياها، لتصل إلى 1% فقط، وقال: «ننتظر إجراءات الحكومة لتنشيط السياحة».

وأوضح أحمد حسن، شيف فندقى، أنه يستعد للنزول فى إجازة لمدة أسبوعين، نظرا لعدم وجود نزلاء بالفندق، مشيرا إلى أن إدارة الفندق طالبت العاملين بقضاء إجازاتهم المستحقة لحين تحسن أحوال السياحة، ولفت إلى الاستغناء عن بعض العاملين فى الفندق، مع الإبقاء على ذوى الخبرة والكفاءة بعد تخفيض رواتبهم ومنحهم إجازات.

وكشف أحمد جلال، مدير شركة سياحية، أن شركته تمتلك وتدير 4 فنادق فى شرم، ولفت إلى إغلاق 3 منها خلال الأسبوع الماضى، وأوضح أن نسبة الإشغال بالفندق الرابع لا تتعدى 2%، وأن نسبة الإشغالات فى مجموعة الفنادق الخاصة بالشركة كانت تصل إلى 92% قبل حادث الطائرة، وأشار إلى سعى الشركة للحفاظ على العمالة باعتبارهم جزءا من ثروتها، نظرا لإنفاقها على تدريبهم مبالغ طائلة.

وعن مدى تأثر المدينة بحادث الطائرة، قال جلال: «هناك نحو 60% من السياحة الوافدة (عارضة) عن طريق الطيران الشارتر، ولفت إلى أن معظم السائحين من البريطانيين والروس، ونسبة الإنجليز تمثل 80% من السياحة القادمة إلى شرم»، لافتا إلى ارتباط السائحين بقرارات بلادهم دون النظر إلى إجراءات التأمين المصرية.

وأشار جلال إلى إلغاء 100% من الحجوزات المقررة منذ بداية الشهر الجارى، لافتا إلى أن المدينة كانت تستقبل ما بين 50 إلى 70 رحلة طيران أسبوعيا من بريطانيا، وأن آخر طائرة بريطانية غادرت المدينة الثلاثاء الماضى، ولم يعد هناك أى سائح بريطانى.

وعن الحلول المقترحة من قبل الشركات لتقليل الخسائر، قال إن الشركات تبحث تنشيط أسواق الخليج والشرق الأوسط، ولفت إلى أن هذه الأسواق مرتبطة بالموسم الدراسى، ما يحد من فرص جذبهم، وهو ما يؤدى إلى استهداف الشركات جذب فئات مختلفة من السياحة الداخلية، تصل إلى نحو 300 جنيه للفرد فى الليلة (إقامة كاملة)، بهدف توفير الرواتب والمستحقات المالية على الفنادق، ولفت إلى أن المشكلة تتمثل فى سعر تذكرة الطيران (2000 جنيه للتذكرة ذهابا وإيابا)، وطالب جلال شركة مصر للطيران بخفض أسعارها لتنشيط السياحة الداخلية.

من جانبها، أعلنت الحكومة إجراءات جديدة لتشجيع السياحة الداخلية، منها مبادرة من المقرر توقيعها الأسبوع المقبل بين وزارتى الشباب والرياضة والسياحة لتسيير رحلات من الشباب لجميع المقاصد السياحية.

وكشف هشام زعزوع، وزير السياحة، أن البروتوكول المقرر توقيعه مع وزارة الشباب والرياضة يهدف إلى إعداد برامج سياحية مدعمة من وزارتى الشباب والرياضة والسياحة لـ٤٠ ألف شاب.

واستعانت وزارة السياحة بعدد من النجوم العالميين ضمن حملتها الترويجية والدعائية لتحسين صورة السياحة خارجيا، ورصدت الوزارة ٥ ملايين دولار، ومن المقرر وصول نجمة التنس العالمية الروسية، ماريا شارابوفا، إلى مصر تلبية لدعوة وزارة السياحة فى إطار حملتها الترويجية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية