x

كيف استفاد كوبر من خطأ الذهاب أمام تشاد ليُسقطها برباعية في الإياب؟ (تحليل)

الأربعاء 18-11-2015 17:38 | كتب: رامي يوسف |
كوبر خلال مباراة منتخبي مصر وتشاد، في إطار التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية، استاد برج العرب، الإسكندرية، 17 نوفمبر 2015. كوبر خلال مباراة منتخبي مصر وتشاد، في إطار التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية، استاد برج العرب، الإسكندرية، 17 نوفمبر 2015. تصوير : وكالات

ليس العيب في أن تخطئ، ولكن العيب في العناد والاستمرار على الخطأ، وكما أخطأ كوبر في مباراة الذهاب، صحح الخطأ في مباراة العودة ولم يُعاند ويصر على الاعتماد على طريقة لعب أثبتت فشلها.

بدأ كوبر اللقاء أمام تشاد، الثلاثاء، بالخطة الرقمية 4-2-3-1 ولعب على 4 خطوط ملأت 9 مربعات من خلال التمركز لا التحرك، وقام بتقديم الدفاع لمسافة حوالي 15 مترًا، ما قلّل من مساحة اللعب وساهم في حصار المنتخب المصري لنظيره التشادي، وهذا هو الأسلوب الأنسب حينما تواجه خصمًا ضعيفًا، فلا تترك له الحرية للتنفس ودخول المباراة كَنِدّ يمكن أن يصل للفوز، كما كان في مباراة الذهاب.

في العودة، صحح كوبر خطأه ولعب بالشكل المناسب لقدر المنافس ووضعه في حجمه الحقيقي، فبدأ اللقاء بتشكيل يغلب عليه الطابع الهجومي من خلال وجود حسام غالي كلاعب ارتكاز ثانٍ إلى جوار محمد النني، والدفع بعبدالله السعيد كصانع ألعاب وعلى يمينه مصطفى فتحي وعلى يساره محمود كهربا، وفي الأمام مهاجم وحيد أحمد حسن كوكا.

اعتمد كوبر على «غالي» كريجيستا في الوسط، فيما لعب النني دور الارتكاز المساند Box To Box وكلف المدرب الأرجنتيني الثنائي عبدالله السعيد ومحمد النني بالزيادة إلى داخل منطقة جزاء الخصم لمعاونة كوكا مع بقاء حسام غالى كصانع ألعاب متأخر مسؤول عن البناء الهجومي وتوزيع اللعب بين الجبهة اليمنى التي قادها ببراعة الثنائي عمر جابر ومصطفى فتحي، أفضل لاعبي اللقاء، أو من الجبهة اليسرى التي تعطلت كثيرًا نظرًا لسوء حالة الثنائي محمود كهربا وصبري رحيل.

كلف كوبر حسام غالي، أحد أفضل لاعبي اللقاء، وهو اللاعب الذي من الضروري تواجده في المباريات التي يحتاج فيها المنتخب للهجوم، كلفه بدور رأس المثلث على كل جانب من الجانبين وساهم «غالي» مع عمر جابر ومصطفى فتحي في بناء العديد من الهجمات المنظمة للمنتخب المصري.

أما عن الناحية اليسرى، فشهدت مواجهة بين صبري رحيل وكهربا أكثر من كونها تعاونًا بين الثنائي لتشكيل جبهة، فكهربا يتأخر في التمرير كثيرًا وصبري يتحرك بشكل خاطئ غالبًا.

منح كوبر حرية كبيرة لظهيري الجانب عمر جابر وصبري رحيل وتألق الأول وأزعج الضيوف كثيرًا، واستطاع الثاني أن يساهم في صناعة هدف من العرضية الوحيدة المتقنة له من الناحية اليسرى.

مع بداية الشوط الثاني، عاد كوبر لطريقة 4-4-2 الكلاسيكية من خلال الاعتماد على رباعي وسط ملعب على خط واحد، وهم من اليمين مصطفى فتحي والنني وغالى وكهربا، فيما تحول عبدالله السعيد من المركز 10 إلى المركز 9.5 المحسوب على خط الهجوم، واستهدف كوبر من ذلك إغلاق عرض الملعب على الفريق الضيف بهدف منعه من التقدم للأمام وإلزامه بالبقاء في مناطقه دون الحاجة لهجوم مكثف، حتى لا يتعرض اللاعبون للإرهاق، وفشل المنتخب طيلة النصف الأول من الشوط الثاني في الوصول لمرمى الخصم وانحصرت الكرة في وسط الملعب حتى لجأ كوبر لتحرير مصطفى فتحي وكهربا من قيود الخط ومنحه التعليمات بالدخول إلى قلب الملعب، واستطاع الثنائي تشكيل خطورة كبيرة وكاد مصطفى فتحي أن يحرز أكثر من هدف لولا سوء التوفيق.

عاد «السعيد» للخلف ولعب كرأس مثلث يشكل حسام غالي والنني قاعدته، ثم بدأ كوبر في إجراء التغييرات التي لم تشهد أي تغيير على مستوى وظائف اللاعبين أو الطريقة، فشارك لاعب مكان لاعب، عمرو وردة مكان مصطفى فتحي، وعمرو جمال مكان كوكا، ومؤمن زكريا مكان كهربا.

في النهاية، فاز المنتخب وهذا منطقي في ظل ضعف المنافس والقادم سيكون بلا شك أصعب بكثير.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية