x

أفلام «القاهرة السينمائى» تواجه سطوة الفيلم الأمريكى في دور العرض

الخميس 19-11-2015 10:49 | كتب: سعيد خالد |
أحد أفلام مهرجان القاهرة السينمائى أحد أفلام مهرجان القاهرة السينمائى تصوير : اخبار

أسئلة كثيرة يطرحها حضور الجماهير بشكل كبير للأفلام الأوروبية، التى تعرض بمهرجان القاهرة السينمائى، والذى يعتبر فرصة قوية لمواجهة حصار الفيلم الأمريكى لدورالعرض المصرية، وانفرادها به، هذا الحضور الذى يعبر عن قابلية تذوق الجمهور المصرى لأفلام متنوعة تنقل عدة ثقافات، عكس الصورة التى يتم تصديرها عن اختصار استيراد الأفلام على الأمريكى منها فقط، بحجة «الجمهور عاوز كدة»، ولكن الحقيقة تعود لحجم المنفعة التى تحصل عليها شركات التوزيع مقابل هذا الاحتكار وفتح سوق كبيرة لأفلام هوليوود، «المصرى اليوم» سألت عددا من النقاد عن أسباب هذه الظاهرة، وتعرفت على آرائهم فى الإقبال الجماهيرى بمهرجان القاهرة على أفلام متنوعة، وهل يمكن من خلاله حصار السينما الأمريكية فى دور العرض المصرية.

قالت الناقدة ماجدة خيرالله، إن حصار الفيلم الأمريكى هو مهمة المهرجانات الكبرى ومنها القاهرة السينمائى، وتعتبره من أهم مميزاتها، مؤكدة أن سبب انفراد الأمريكان بدور العرض فى مصر يأتى من كونهم محتكرين لأكبر شركات التوزيع ليس فى مصر فقط ولكن فى العالم كله، وهو ما يأتى على حساب الفيلم الأوروبى، لذلك لا يحظى بنفس القوة.

وأضافت أن سبب عدم الإقبال على مشاهدة أفلام من أوروبا أو آسيا أو أمريكا اللاتينية فى ثقافة الشعوب أن المصريين لا يميلون للفنون والسينما الأوروبية واعتادوا رؤية المسلسل والفيلم والأغنية الأمريكية.

وتابعت خير الله: المهرجانات فرصة للاطلاع على العالم بثقافاته المتعددة، لذلك يحظى باهتمام من عشاق السينما حتى يكتشفوا أفكارا مختلفة، وهو سبب إقبال الجماهير على فيلم «مدام كوراج» الجزائرى.

وأضافت: من الصعب عمل حصار للسينما الأمريكية لأن الجمهور ليس المتحكم فى توزيع الفيلم الأوروبى، وشركات التوزيع لا تهدف إلا إلى الربح لذلك ففكرة المغامرة غير واردة فى حساباتهم، ويرفضون ولو عرض فيلم أوروبى حاصل على جوائز فى عدة مهرجانات، وللأسف المسألة تجارية والأفلام الجادة لم يعد لها مكان للمشاهدة.

وأشارت إلى أن الأمر أيضًا يتحمله الجمهور وثقافته التى تميل إلى الأفلام الأمريكية التجارية القائمة على الأكشن والحركة والخيال مثل سوبر مان وباتمان وجيمس بوند، لكن القصص والموضوعات القيمة للأسف الإقبال عليها ضعيف.

وأكد الناقد وليد سيف أن ثقافة الفيلم الأمريكى تفرض نفسها على الغالبية العظمى من جمهورنا لأنه نشأ عليها وهو ما يصعب فكرة قبول التنوع وتواجد أفلام من أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا بدور العرض، مشيرا إلى أن حصار الفيلم الأمريكى يحتاج إلى صبر ووقت طويل، وشبه الفكرة بأنها مثل أرض أو تربة تحتاج لشغل كبير حتى نمرر من خلالها ثقافات مختلفة وذلك يكون من خلال العروض الثقافية أو المهرجانات.

وطالب سيف هيئة قصور الثقافة بضرورة تبنى هذا الأمر، مثل مشروع سينما زاوية الذى يجب أن يفعل ويتواجد فى كل محافظات مصر، وأضاف: الأمر يحتاج لخطة ودراسة حتى يتغير الجمهور بتقبل أفلام مختلفة، وتخلى ملاك دور العرض عن فكرهم التجارى البحت بالبحث عن فرصة لتقديم أنواع وأنماط متنوعة.

وقال الناقد نادر عدلى إن انتشار الفيلم الأمريكى سببه وجود شركات تقوم بدور المندوب له فى مصر، وهو أمر واضح لامتلاكهم جهاز توزيع جيدا جدًا، مؤكدًا أن عدد الأفلام الأمريكية التى تعرض فى مصر حاليا يزيد عن 240 فيلما على مدار السنة وهو عدد يمثل أكثر من 5 أضعاف الأفلام المصرية المعروضة، والغريب أن إسعاد يونس الموزعة والمنتجة تطالب بزيادة عدد النسخ، وهو ما يهدد تواجد الفيلم المصرى إذا وافق وزير الثقافة حلمى النمنم على هذا العرض، ويجب أن يتم رفضه.

وتابع: فيما عدا «سينما زاوية» الذى نجح فى استقطاب أفلام من أوروبا وأفريقيا والدول العربية سيبقى الفيلم الأمريكى مسيطرا، لذلك لابد من استمرار وتعدد مشروعات مثل «زاوية»، وألا يقتصر الأمر على عروض صغير تستمر حفلة أو اثنتين حتى يكون لها تأثير.

وشدد عدلى على أن مهرجان القاهرة لن يحصل على مكانة حقيقية ضمن مهرجانات العالم، إلا إذا نجح فى تسويق بعض الأفلام التى يستضيفها داخل السوق المصرية، وهو ما يفسر برأيه تأجيل سوق السينما فى معظم الدورات ومنها الحالية لأنه غير ناجح، قائلا «مفيش أفلام من شرق آسيا وأوروبا وجدت لها مكانا فى دور العرض المصرية، المنتج لا يمثل سوقا فى مصر، وهو ما يمثل ضررا على الصناعة والمهرجان، فى تقليد غريب أن تكون السينما الأمريكية هى المسيطرة على المهرجان».

وأكد أن حل هذه الأزمة مرتبط بزيادة ميزانية المهرجان بعض الشىء إذا كانت هذه هى الحجة التى يتكئون عليها، لتأجير صالات لعرض الأفلام الأجنبية غير الأمريكية أيا كان درجة الإقبال، فقد يساهم فى القضاء على هذه الحالة، حتى لو كانت مؤجرة من وزارة الثقافة، أو المهرجان، وستحقق إيرادات، إما من الجاليات الموجودة، إضافة إلى منح الجمهور تذوقا مختلفا، وسينجح المهرجان وصناعة السينما.

وأكد المستشار الإعلامى للشركة العربية عبدالجليل حسن أن محاربة الفيلم الأمريكى وحصاره من المستحيل لأنه متواجد فى كل العالم بشكل مكثف، عكس الأفلام من الدول الأخرى الأوروبية أو دول شمال أفريقيا متسائلا: «مين هيدخل فيلم فرنسى وإيطالى؟».

وأضاف: الفيلم الهندى كان متواجدًا لفترة فى السوق المصرية ولم يصمد، لأن الذوق العام رفضه، مؤكدًا أن متابعة جمهور مهرجان القاهرة أفلاما غير أمريكية ليس مقياسا، لأن 90% منهم يحضرون مجانا والباقى يكون بأسعار مخفضة، عكس الجمهور الذى يتكلف سعر التذكرة الكامل فى السينمات.

وأوضح: ملاك دور العرض والموزعون عليهم مستحقات متنوعة من ضرائب وأجور ومقابل خدمات مثل مياه وإنارة ومعدات وغيره، لذلك فكرة المغامرة غير موجودة لديهم ويفكرون بشكل تجارى وهذا لا يعيبهم، لذلك فى حال وجود فيلم لا يشهد إقبالا لا يستمرون فى عرضه ويرفعونه على الفور، فالسينمات معظمها قطاع خاص، وحصار الفيلم الأمريكى هو دور الدولة التى يجب أن تتبناه من خلال قصور الثقافة.

وعن سبب إقدام إسعاد يونس على زيادة عدد نسخ الأفلام الأمريكية فقال إن لديها سببا مقنعا وهو أن عدد شاشات العرض أكبر بكثير من حجم الإنتاج من الأفلام المصرية، متسائلا: هل تقوم بغلق دور العرض أم تحاول تشغيلها وهو أمر متعلق بكل القاعات وليست التى تمتلكها الشركة العربية فقط، مشددًا على أن هذا الاتجاه ليس ضد الفيلم المصرى لأنها تبحث من خلاله إحياء شاشات العرض حتى لا تغلقها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية