في لحظات الانكسار، دائماً ما تحتاج إلى أبسط الأشياء كي تمنحك القوة للعودة من جديد، وهذا بالضبط ما حدث مع مصطفى فتحي، موهوب الزمالك الصاعد، الذي عانى الأمرّين بداية الموسم الماضي، حين قال عنه البرتغالي جيمي باتشيكو، المدرب الذي خلف حسام حسن في القيادة الفنية للزمالك «مصطفى لاعب يملك مهارات جيدة، ولكنه يفتقد للأساسيات اللازمة التي تدفعني للاعتماد عليه».
نزلت هذه الكلمات على الشاب الصغير كالصاعقة، وجعلت أحلامه التي بدأها مع مدربه السابق ميدو تتحول إلى كوابيس، فالكل كان في انتظار إبداعات خليفة محمد صبري الذي هز شباك الحضري بطريقة ساحرة بعد أعوام من استقبال شباك الحارس المخضرم لتسديدة لم يُعرف بعد مدى سرعتها.
ولكن كان لباتشيكو رأي آخر، وظل مصطفى فتحي بعيداً حتى عن دخول قائمة المباريات، وأصبح واحداً من غير المرغوبين فيهم من قبل المدرب البرتغالي الذي أهمل اللاعب الموهوب تماماً وأخرجه من حساباته، حتى بات أحد الأسماء التي طُرحت للبيع في أقرب فترة انتقالات.
وعند رحيل باتشيكو، أفرج المدرب المؤقت محمد صلاح عن مصطفى فتحي، ودخل قائمة فريقه التي تستعد لمواجهة المقاولون العرب تحت قيادة مدربه حسن شحاتة، حتى جاءت اللحظة الحاسمة وتمكن أيمن حفني أحد ضحايا باتشيكو الذي يكره اللاعبين أصحاب المهارات الكبيرة، حتى إن «حفني» نفسه تحول معه إلى لاعب لا يشارك إلا لبضعة دقائق، وسجل «حفني» هدف التقدم للزمالك على المقاولون بمهارة خاصة جداً، وأثناء احتفاله بالهدف أشار بإصبعه على شعار الزمالك ثم ذهب لتقبيل رأس مصطفى فتحي.
وكأن طريقة احتفال «حفني» بالهدف اختصرت وصف الزمالك الذي اشتهر طيلة تاريخه باكتناز أفضل مواهب الكرة المصرية حتى سُمى مدرسة الفن والهندسة، فأشار للشعار ثم قبل رأس الموهوب مثله والمظلوم أيضاً مثله بل أكثر منه.
واستمر مصطفى فتحي يشارك على فترات حتى أتى جيزوالدو فيريرا، المدير الفني الحالي للفريق، والذي وثق بمصطفى كثيراً بعكس مواطنه باتشيكو، بل إن فيريرا، وعلى عكس وصف باتشيكو لفتحي، وصفه بالموهبة العظيمة التي تحتاج للدعم الكافي والرعاية، وهو ما أكدته أفعال فيريرا بعد ذلك، وأصبح مصطفى فتحي ورقة مهمة ورئيسية في صفوف فريق الزمالك وكان أحد العناصر الحاسمة لبطولتي الدوري والكأس، وبالأمس كان مصطفى فتحي هو أبرز لاعبي المنتخب المصري وقاد الفراعنة بأداء كبير أثنى عليه الجميع للتأهل إلى مرحلة المجموعات من التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018.