x

3 سيناريوهات افتراضية لتفجير «الطائرة الروسية» - (تحليل إخباري)

الثلاثاء 17-11-2015 22:00 | كتب: وائل ممدوح |
صورة أرشيفية صورة أرشيفية تصوير : وائل ممدوح

حدث كبير وسيناريوهات محدودة؛ هكذا يبدو حادث سقوط طائرة الرحلة 9268 KGL بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ في اتجاه مدينة سان بطرسبرج الروسية، في واحدة من أكبر كوارث الطيران التي شهدتها مصر. وبين سيناريوهات عديدة يبدو الاستهداف الإرهابي بقنبلة انفجرت على متن الطائرة خلال مرورها فوق وسط سيناء، السيناريو الأبرز - حال صحة تقارير جهاز الأمن الاتحادي الروسي - مع ترجيح معظم الأطراف المرتبطة بالقضية الفرضية استناداً إلى مؤشرات أولية وتقارير استخباراتية، فيما عدا الحكومة المصرية التي تميل إلى انتظار نتائج التحقيقات النهائية في القضية.

وعلى الرغم من تأكيد بيان اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادث الطائرة، على أن حطام الطائرة المنكوبة تناثر على مسافة تزيد عن 14 كيلومتراً، ما يشير إلى إمكانية حدوث «تفكك» في هيكل الطائرة أثناء التحليق - حسب نص بيان اللجنة – إلا أن رئيس اللجنة أكد في المؤتمر الصحفي الذي عقد السبت بعد مرور 7 أيام على الحادث قال إن المعلومات لا تسمح بتحديد أسباب هذا التفكك؛ لتبقي فرضية تفجير الطائرة بقنبلة الأقوى، مع اتخاذ الدول الأطراف في التحقيق إجراءات احترازية بتعليق رحلاتها لمصر، وإجلاء رعاياها في أسرع وقت، قبل أن يعلن جهاز الأمن الاتحادي الروسي صباح الثلاثاء، 17 نوفمبر الجاري، أن قنبلة بقوة توازي كيلوغراما واحدا من مادة «تي إن تي» شديدة الانفجار، انفجرت على متن الطائرة، مشيرا إلى العثور على آثار متفجرات في الحطام.

وتستعرض «المصري اليوم» في هذا التحليل الإخباري 3 سيناريوهات الفرضية الأقرب لوقوع الحادث بالطريقة الأكثر حضوراً على المشهد، من خلال دس قنبلة في إحدى حقائب أو نقلها بطريقة أخرى إلى داخل الطائرة وتفجيرها، بعد استبعاد سيناريو الاستهداف الصاروخي من قبل الجماعات المتطرفة في سيناء؛ لاستحالة حدوث ذلك عملياً مع آخر تسجيل لارتفاع الطائرة قبل سقوطها على بعد 30 ألف قدم من سطح الأرض.

ويستند التحليل إلى زيارة ميدانية لموقع سقوط الطائرة، ورصد لما نشرته وسائل الإعلام المحلية والعالمية عن الحادث، فضلاً عن استطلاع أراء خبراء في الأمن والسلامة الجوية ومسؤولين في وزارة الطيران والشركة المصرية للمطارات.

معلومات وحقائق:

- يفترض السيناريو الذي يُرجّح فرضية تفجير الطائرة، دس قنبلة داخلها بطريقة ما، لتنفجر بعد إقلاعها بـ23 دقيقة و14 ثانية، وفقاً للتفريغ الأولى لتسجيلات الصندوق الأسود، والذي يشير إلى عدم تسجيل أي بلاغات من قبل قائد الطائرة عن أعطال في أجهزتها، مع تأكيد رئيس اللجنة المكلفة بالتحقيق في الحادث على سماع صوت في الثانية الأخيرة من تسجيل الصندوق الأسود، يستلزم إجراء تحليل طيفي في مختبرات متخصصة لتحديد طبيعته.

الحقائب أو تجهيزات المطبخ مصدر القنبلة.. والتفجير بـ«تايمر» أو «مؤقت ارتفاع»

- الطائرة المنكوبة من طراز إيرباص A321 وتصنف كطائرة متوسطة الحجم، لاعتمادها على محركين في التشغيل (2 محرك). وهي صناعة ألمانية بتصميم فرنسي. ويبلغ عدد الطائرات العاملة على خطوط الطيران المختلفة من هذا الطراز 1173، بالإضافة إلى 1156 قيد التصنيع، فضلاً عن 264 تم التعاقد عليها مع الشركة المصنعة «إيرباص»، دون أن يبدأ العمل على تصنيعها بعد، وفقاً لبيانات الموقع الإلكتروني لشركة إيرباص.

- الطائرة المنكوبة ذات زوجين من الأبواب الرئيسية على الجانبين، بالإضافة إلى زوجين من أبواب الطوارئ على جانبي المنتصف، فضلاً عن بابي كابينة القيادة، وبابين في باطنها لتخزين الحقائب، تحت «كابينة القيادة» في المقدمة و«الذيل» في المؤخرة، وتمتد في المنطقة بينهما حتي وسط الطائرة، وتتوزع الحقائب على طرفي الطائرة الأمامي والخلفي بطريقة فنية تحفظ توازن الطائرة في الجو، حسب تأكيد مصادر فنية بوزارة الطيران والشركة المصرية للمطارات.

الانفجار وقع في الجانب الأيمن قرب منتصف الطائرة وأدى إلى انشطارها وتحطم أحد جانبيها

- عدد الأشخاص المسموح لهم بالصعود إلى الطائرة قبل إقلاعها محدود، ولا يتجاوز العاملين علي نقل الأطعمة، والعمال المسؤولين عن تغيير أغطية المقاعد وتوزيع الصحف وسماعات الأذن، وعمال الشحن والتفريغ المسؤولين عن رفع الحقائب وتوزيعها على مخزن باطن الطائرة، ويتراوح عددهم بين 10 إلى 20 شخص، حسب حجم الطائرة وعدد الركاب.

- مطار شرم الشيخ واحد من أكثر المطارات المصرية تأميناً وتشدداً في تطبيق إجراءات الأمن، كونه الأكثر إشغالاً بالأفواج السياحة على مدار العام، ولارتباطه في السابق بمقر إقامة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك الذي كان يقيم في استراحة رئاسة الجمهورية بشرم الشيخ معظم أوقات العام، فضلاً عن استخدامه في استقبال رؤوساء الدول وممثلي الحكومات الذين اعتاد الرئيس الأسبق المخلوع استقبالهم بمقر إقامته الرئاسي.

السيناريو الأول:

السيناريو الأول يفترض نجاح مخططوا العملية في تهريب قنبلة إلى داخل الطائرة من خلال إحدى الحقائب التي تم تجاوزت أجهزة الكشف بالأشعة في مداخل المطار بطريقة ما، لتستقر بين حقائب الركاب في المخزن الأول للحقائب، أسفل الجزء الأمامي للطائرة ناحية المنتصف (في الجانب الأيمن) وهي فرضية رغم صعوبة تحقيقها أمنياً؛ إلا أنها الأقرب للمنطق، وفقاً لمعاينة حطام الطائرة المتضرر بشدة في منطقة المنتصف أمام الجناحين، مع اختفاء معظم أجزاء الجانب الأيمن للطائرة وتحطم الجناح الأيمن تماماً، وسقوط محركه على مسافة كبيرة من موقع الحطام، على عكس الجناح الأيسر الذي كشفت المعاينة عن بقائه بهيئة رغم احتراقه تماماً.

حطام الطائرة الروسية

ويعتمد هذا السيناريو على دس الحقيبة المشار إليها من خلال أحد الركاب أو الطاقم أو عمال الشحن والتفريغ بالمطار، كونهم المسؤولون عن نقل الحقائب من مخازن المطار إلى الطائرة، كما يعكس تواطؤ أحد أفراد الأمن في البوابات الرئيسية للمطار أو تراخيه عن الكشف عن القنبلة داخل الحقيبة المفترضة، وهو الرأي الذي قالت مصادر داخل مطار القاهرة إنه وارد الحدوث، مشيرة إلى نوع متطور من المتفجرات يمكن أن يمر خلال أجهزة الكشف عن الحقائب في مداخل المطارات المصرية، لكنه يتطلب مهارة وخبرة كبيرة.

[quote:4]

ووفقاً لمصدر طلب عدم ذكر اسمه، تمر الحقائب بجهاز كشف وحيد في البوابات الرئيسية بصالة الركاب، أما (السير) الذي توضع عليه الحقائب على «كاونتر» شركة الطيران المسؤول عن تسليم التذاكر، فلا يتضمن أجهزة كشف. وأضاف المصدر أن الحقائب تنتقل مباشرة إلى مخازن المطار ليستقبلها عمال الشحن والتفريغ، تمهيداً لنقلها إلى الطائرة من خلال عربات شحن يتم سحبها بعربة جر، لتوزع على جانبي الطائرة أسفل المقدمة والذيل. ويتم رفعها من خلال عربة مخصصة لذلك أقرب لسلم الطائرة الكهربائي، أو من خلال رافعة هيدروليكية ليستقبلها عمال التفريغ في باطن الطائرة.

ووفقاً لهذا السيناريو، فقد انفجرت القنبلة بعد ضبطها زمنياً على توقيت يعقب إقلاعها بمؤقت زمني «تايمر»، أو من خلال إعدادها للانفجار عن بلوغ الطائرة ارتفاعاً محدداً، وهو افتراض مبني على معلومات تتضمنها تدريبات الأمن والحماية التي تخضع شركات الطيران طواقمها لها في معظم أنحاء العالم، ضمن تدريبات احترازية أخرى للتعامل مع حالات الطوارئ، وهو ما يفسر انشطار الطائرة في الجو، وانتشار حطامها على نطاق واسع يتجاوز الـ13 كيلومتراً، فضلاً عن تفسير سر تحطم أحد جانبي الطائرة (الجانب الأيمن) وتضرره بشدة، على عكس الجانب الأيسر الذي احترقت بعض أجزاءه فقط.

ويفسر هذا السيناريو تساؤل البعض عن سلامة حقائب الركاب التي عثر عليها بين حطام الطائرة، رغم ترجيح تفجيرها بحقيبة؛ كونه يشير إلى وضع الحقيبة في أحد مخزني الحقائب الموزعين على جانبي الطائرة، يعزز ذلك الافتراض أن حجم الحقائب التي رصدتها وسائل الإعلام بعد جمعها في موقع الحادث لا يتناسب مع عدد الركاب البالغ 117 راكباً، بالإضافة إلى 7 أفراد من طاقم الطائرة.

السيناريو الثاني:

لا يختلف هذا السيناريو كثيراً عن الأول، فيما عدا افتراض دس القنبلة في الطائرة داخل إحدى حقائب اليد «الهاند باج»، وهو ما يعني مرور صاحبها بنفس الإجراء الأمني المتمثل في جهاز الكشف عن الحقائب الرئيسي على بوابات صالة الركاب، بالإضافة إلى جهاز مماثل على بوابة الخروج الأخيرة، وهو الإجراء المتبع للتأكد من سلامة جميع الحقائب والأمتعة التي يصطحبها الركاب معهم داخل الطائرة، والتي يتم وضعها في الرفوف الجانبية بالطائرة، أعلى مقاعد الجانبين.

الحقائب تمر بجهاز كشف إلكتروني في مدخل صالة الركاب وتنقل بواسطة عمال الشحن والتفريغ

ويبدو من تضاعف إجراءات الأمن في هذه الحالة صعوبة هذا السيناريو، إلا في حالة وجود طرف متواطئ مع منفذي التفجير، لتمرير الحقيبة من بوابتي الأمن وتأمين وضعها على متن الطائرة. كما أن هذا السيناريو يضع طاقم الطائرة المنكوبة نفسه في دائرة الاشتباه، كونهم ضمن المسموح لهم باصطحاب حقائب وأمتعة على متن الطائرة، فضلاً عن تفضيل معظم طواقم الطائرت اصطحاب حقائب يد صغيرة الحجم في الرحلات القصيرة، ووضعها في أماكن مخصصة بكابينة القيادة في حالة قائد الطائرة ومساعده (خلف مقاعد القيادة)، أو في الأرفف الجانبية بمقدمة الطائرة ومؤخرتها، في حالة أطقم الضيافة الجوية.

حطام الطائرة الروسية

وعلى الرغم من عدم مرور طواقم الطائرات من بوابات صالة الركاب في معظم الأحيان لانتقالهم إلى مدرج الطيران من مبني العمليات IOCC، إلا أن حقائبهم تمر على أجهزة كشف بالأشعة في المبني، وتخضع لنفس إجراءات التأمين، وهو ما يعزز افتراض وجود ثغرة أمنية مرت خلالها الحقيبة التي تحوي القنبلة، في جميع افتراضات هذا السيناريو.

موقع القنبلة المفترضة في هذا السيناريو لن يختلف كثيراً عن السيناريو الأول، إذ أنها ستكون في الأرفف المخصصة للحقائب في الجانب الأيمن قرب منتصف الطائرة بدلاً من باطنها، وقوة الانفجار كفيلة بإحداث ذات التأثير من تدمير للجانب الأيمن، وشطر لجسم الطائرة في الجو قبل سقوطها وتناثر حطامها على مسافة واسعة.

ولا يختلف هذا السيناريو كثيراً في تفسير التساؤول عن وجود سلامة حقائب الركاب التي تم العثور عليها في موقع سقوط حطام الطائرة؛ إذ أن دائرة تأثير الانفجار في هذه الحالة ستكون بعيدة عن مخزني الحقائب والأمتعة أسفل الطائرة بالشكل الذي يمكن معه العثور على الجانب الأكبر منها في حالة جيدة.

السيناريو الثالث:

ويعتمد هذا السيناريو على افتراض تسلل القنبلة إلى داخل الطائرة ضمن تجهيزات ما قبل الإقلاع، وتحديداً ضمن تجهيزات الأطعمة والمشروبات التي يتم تحميلها على متن الطائرة قبل إقلاعها بفترة قصيرة، فيما يطلق عليه «تجهيزات الكيترنج»، والتي تتضمن أطباقاً مغلفة ومشروبات وأدوات مائدة، وهو السيناريو الذي يشير تورط أفراد من طاقم تجهيز الطائرة في نقل القنبلة بعد تمريرها بشكل ما من أجهزة الأمن التي تفحص الأغذية والمشروبات الخاصة بالرحلات الجوية قبل دخولها المطار، وقبل تحميلها على متن الطائرة.

[quote:5]

وفي حالة صحة هذا الافتراض، فإن القنبلة تم دسها على متن الطائرة في أحد مطبخي الطائرة الذين يطلق عليهم اسم Gally (طراز الطائرة المنكوبة يضم مطبخين أولهم في مقدمة الطائرة، خلف كابينة القيادة، والثاني في المؤخرة)، ويرجح أن يكون المطبخ الأمامي، حيث أكثر منطقة تأثرت بالتفجير في جسم الطائرة، أو نقل القنبلة بعد وصولها لأحد المطبخين إلى أحد الأرفف الجانبية في الطائرة قرب منطقة المنتصف، لإحداث أكبر ضرر ممكن في جسم الطائرة، ولضمان انشطارها في الجو وسقوطها.

حطام الطائرة الروسية

ولا يختلف هذا السيناريو في ضرره عن سابقيه، ويعكس مثلهم وجود ثغرة أمنية مكنت المخططين للعملية من تهريب القنبلة المستخدمة فيه عبر أجهزة الكشف عن الحقائب في مداخل صالة الركاب أو البوابات الخاصة بمرور سيارات نقل الأطعمة والمشروبات، فضلاً عن تورط أحد أفراد طاقم نقل الأطعمة أو طاقم الضيافة الجوية في الطائرة في العملية بشكل أو بآخر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية