x

محمد عبدالقادر المسكوت عنه فى «شرم» محمد عبدالقادر الإثنين 16-11-2015 20:56


عاد «روبرت» إلى بيته فى إيطاليا.. التقط صورة فى الشارع الذى يسكن فيه.. فتح «فيسبوك».. عمل «شير» لهذه الصورة وتحتها أخرى التقطها من شرم الشيخ قبل 24 ساعة من عودته إلى «حوارى ميلانو»، كتب تعليقه: «إيه اللى جابنى هنا؟!»، نظرت إلى الصورتين وجدت الأولى يكسوها اللون الرمادى.. يقف صاحبها وسط الضباب تحت شجرة تتساقط أوراقها، جو يوحى بـ«الكآبة»، أما صورة شرم الشيخ فلونها أزرق سماوى بلون بحرها تضيئها شمس «تتلهف» عليها بلاد لا تراها شتاء، أما التعليقات التى كتبها أصدقاء «روبرت» فكلها كانت فى اتجاه: «إنهم عرب لا يعرفون قيمة الأرض التى يقفون عليها».

قصة حقيقية رواها لى صديقى وليد نور، المرشد السياحى فى مدينة شرم الشيخ، ووقائعها كانت قبل شهور من كارثة «الطائرة»، أما الآن فجميع «البوستات الأوروبية»، خاصة «الروسية»، تصب غضبها على المدينة الساحرة، ويتحمل مسؤولية ذلك الإعلام المصرى، وإدارة فاشلة للأزمة، تسببت فى أن يصل الأمر ليس فقط إلى قيام روسيا بسحب رعاياها، ولكن أيضا منع «مصر للطيران» من الدخول إلى أراضيها.

وقبل التحدث عن التعامل الإعلامى «السخيف»، ألقى الضوء على أمور تاهت وسط ركام الطائرة المنكوبة، أمور جعلتنا أضحوكة لـ«من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد»، فحادثة حجمها كبير مثل هذه، وقع ضحيتها 224 من مواطنى بلد يعتبر دم شعبه خطاً أحمر، تجد البلد الذى شهدت أراضيه الحادث يسارع بإرسال المطربين والرياضيين والفنانين، لا ليضعوا باقات ورد على موقع تحطم الطائرة وسط تجمع كبير «مثلا» لوسائل الإعلام المحلية والعالمية، بل ذهبوا لشرم الشيخ لإحياء حفلات الرقص والغناء بحجة «تشجيع السياحة»، أى «تشجيع» تتحدثون عنه يا من بيدكم الأمر، هل تعلمون أن قناة مثل «روسيا اليوم» قابلت هذا الأمر باستهجان وصنعت تقريرا تحت عنوان «المصريون يرقصون على جثث الضحايا»؟!، هل تعلمون أن الروس لا يرون قنواتنا الفضائية التى تزعم أن «السياحة بخير» ويرون قنواتهم التى تتحدث بزاوية مختلفة عن الحدث؟إ، هل تعلمون أن «رعايا بوتين» يغادرون مطار شرم الشيخ وسط غضب شديد بسبب تعاملنا مع كل حدث بـ«الرقص والتطبيل»؟!، هل تعلمون أن قنوات أجنبية لها انتشار واسع فى دول العالم مثل الـ«سى إن إن» و«اليورو نيوز»، تقف فى شوارع شرم الشيخ تتحدث عن أزمة حقيقية تعانى منها أحد منابع السياحة فى مصر، وفى نفس الوقت تتجمع قنواتنا الفضائية أمام مطرب يقف على خشبة مسرح يغنى الكلمات التى لا يفهمها سوى المصريين؟!، هل تعلمون أن جميع الفنانين والمطربين والرياضيين الذين ذهبوا إلى هناك لا يعرفهم الأوروبيون؟! هل تعلمون أن شوارع شرم الشيخ الآن خالية بعدما عادت كاميرات فضائياتنا إلى مدينة الإنتاج الإعلامى؟!

أما تعاملنا الإعلامى فحدث ولا حرج.. يحكى لى صديقى أن مراسلة قناة فضائية مصرية أرادت أن يتحدث أمام الكاميرا عن السياحة فى شرم، وعندما سألته عما سيقوله، ألغت المقابلة، لأننا إعلام لا نريد نقل الحقيقة والواقع «المر»، وعندما طلبت منه أن يأتيه بأحد السياح «الطليان»، رفض السائح لأن «المقابلتين اللتين أجراهما قبل ذلك أراد المذيع أن يقول أشياء محدده لا تمت للواقع بصلة».

الواقع بالفعل مرير، ومازلنا نضع رؤوسنا فى الرمال، ولا أحد يتحرك، حتى وإن تحركنا فإننا نأخذ خطوات «على أد فهمنا»، وليس فهم الآخرين، وهنا أسأل خبراء السياحة والاقتصاد: هل تنشيط السياحة فى شرم الشيخ بـ«المصريين» يفيد «الدولة» اقتصاديا؟، هل رحلة «السفارى» التى يدفع السائح الأجنبى أجرها 80 دولارا، سيعوضها قيام المصرى بنفس الرحلة بـ120 جنيها؟!، أى بدائل تتحدثون عنها؟، متى سنفكر «خارج الصندوق»؟!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية