«أمطرونا بالرصاص الآلى.. وضربونا بسيوف طويلة، وكانوا ملثمين، وقسموا أنفسهم مجموعات كأنهم فى مباراة»، هكذا وصف أيمن نبيل، مالك محل مجوهرات بمنطقة اللبيني في الهرم بالجيزة، عملية السطو المسلح على المحل، الخميس الماضي.
أخبار متعلقة
أيمن أُصيب بطلقتين آليتين بقدميه، حينما حاول إنقاذ شقيقه عماد من ضربة سيف كادت تطيح برقبته.
كانت الساعة 11.20 ،مساء الخميس، حينما كان أيمن يتحدث عبر هاتفه المحمول أمام محل مجوهرات «الأميرة والملكة»، وفوجئ بمُلثم يهبط من سيارة حمراء اللون ماركة «كيا»، ويتجه نحو شقيقه ليضرب عنقه، فأمسك بكرسي حديدي، وضرب به الجاني، وتمكن من إنقاذ عماد، لكن نحو 10 أشخاص آخرين نزلوا من سيارتين، وأطلقوا النيران بصورة عشوائية، فأُصيب بطلقتين في قدميه.
رغم إصابته قال «أيمن» لـ«المصرى اليوم»: «الجناة قسموا أنفسهم 4 مجموعات، فأغلقوا شارع نزلة السيسي محل الحادث مجموعة أطلقت النيران على شرفات المنازل، وأخرى تجاه المارة، فخلا الشارع من الحركة، وإذا بآخرين يطلقون الرصاص صوب (فاترينة) المحل، فسقطت المشغولات الذهبية على الأرض، فحملوها إلى إحدى سيارتيهم عن طريق مجموعة منهم، قبل أن يفتحوا الفاترينة الداخلية وينقلوا محتوياتها أيضاً».
وتابع: «المحل أصبح على الحديدة، حيث سرقوا كل شىء حتى المفارش، كان ناقص يخلعوا البلاط وهما ماشيين، شقا عمرنا كله ضاع، والجناة الـ10 هربوا فى اتجاه شارع الهرم، ويبدو أنهم درسوا المنطقة وعاينوها من قبل، وكنا نلاحظ قبل الحادث بـ3 أيام أغرابا قرب المكان».
أصر ملاك محل «الأميرة والملكة» على إغلاقه بعد الحادث، ولا تزال آثار إطلاق النيران موجودة، إلى جانب بقع دماء تخص أحد المتهمين المضبوطين، ويُدعى «سليمان. س»، كان زملاؤه قد أصابوه بطلق ناري في كتفه اليمنى، نتيجة إطلاق النيران العشوائي، وحملوه بسيارتهم، ما يؤكد سيطرة الجناة على الشارع وقت الأحداث.
ورغم إلقاء قوات الأمن القبض على 3 من الجناة، بينهم الجاني المُصاب، بسيارة استُخدمت فى الهجوم المسلح بمنطقة نائية فى الحوامدية، وحبسهم بقرار من نيابة الهرم 4 أيام على ذمة التحقيق، وإلقاء القوات القبض على 4 متهمين جُدد، فإن مالك محل المجوهرات لم يهدأ له بال، فيقول: «نريد المشغولات الذهبية، التى لم يتم ضبطها بحوزة أحد منهم».
وأكد مالك المحل على أن الشرطة لم تستطع حصر فوارغ الطلقات بمسرح الحادث من كثرتها، لافتا إلى أن هناك قصور أمنى أدى إلى وقوعه، لغياب مرور دوريات الشرطة.
وحسب تحقيقات نيابة الهرم، فإن المتهمين هم: «مصطفى. ح»، 30 سنة، تباع، و«محمد. ش»، 28 سنة، و«سليمان. س»، 30 سنة، عاطل، مصاب بطلق ناري بالكتف اليمني، ونسبت لهم التحقيقات بالسطو على محل المجوهرات، بالتعاون مع 11 متهمًا هاربين، بينهم المخطط والمنفذ.
ونسبت التحقيقات للمتهمين الـ3 فى التحقيقات، التى باشرها عبدالرحمن أشرف، وكيل النيابة، اعترافهم بارتكابهم الجريمة والسطو المسلح وسرقة كميات كبيرة من الذهب، بعد إطلاق أعيرة نارية، لإرهاب المتواجدين.
وكشف المتهمون خلال التحقيقات عن هويات باقى المتهمين، وتبين أنهم كانوا 14 متهما نفذ 10 منهم الجريمة، بينما تنوعت أدوار الباقين بين مراقبة الطريق والتخطيط وإمدادهم بالسلاح، حيث قرروا أن الـ4 متهمين المضبوطين، أمس، خططوا لارتكاب الجريمة لمدة شهرين، حتى حددوا موعدا لتنفيذها فجرا، لخلو الشارع من المارة.
وذكروا أمام النيابة أنهم رصدوا المحل لمدة شهرين كاملين حددوا خلالهما مواعيد حضور وانصراف المالك والعمال، وعن سبب استهداف ذلك المحل بعينه، أقروا بأن كمية الذهب الكثيرة بالمحل كانت سبب استهدافه.
ووفقًا لاعترافات المتهمين، فإنهم كونوا تشكيلاً عصابيًا لسرقة المواطنين بالإكراه على الطرق.
وكانت النيابة أمرت بالتحفظ على المتهم المصاب بالمستشفى، ووجهت لجميع المتهمين الـ7 المضبوطين اتهامات السرقة بالإكراه، وحيازة أسلحة نارية وذخائر، وإطلاق أعيرة نارية بمنطقة سكنية، والشروع فى قتل صاحب المحل، كما أمرت النيابة بضبط وإحضار باقى المتهمين.
