قال إمام جامع بوردو، طارق أوبرو، إنه «تفاعل مع الاعتداءات التي تعرضت لها باريس باعتباره مواطناً، فشعر بالرعب ومن وجهة النظر الدينية»، موضحاً أن «موقف الإسلام واضح جداً وهذه الهجمات مجرمة أخلاقياً وحقوقياً، لأنها قتلت أبرياء، وحقوقياً لأنها لم تحترم مفهوم الحرب كما أقره الإسلام، كما أنها لا علاقة لها بالدين لأن الانتحاريين يعتقدون أنهم سيذهبون بأفعالهم تلك إلى الجنة بينما هم أقرب أكثر إلى النار».
وأضاف في حوار نشر معه في صحيفة «لو جورنال دو ديمونش» الفرنسية أن «الشباب الذي يرتكب هذه الهجمات لا يعلم شيئاً عن الدين ولا عن مفهوم الشهادة، فالشهيد هو من يتعرض للموت وليس من يبحث عنه أو يتسبب فيه».
وأضاف أن «أسباب هذه المذابح عميقة منها الجهل والإحباط ويشعر هؤلاء بأنهم لا ينتمون نفسياً ولا فكرياً للأمة الفرنسية، ويعود السبب كذلك إلى مستواهم التعليمى فهم لا يجدون أنفسهم في التاريخ الغربى أو في تاريخ فرنسا خصوصاً»، وقال إن «المناهج المدرسية الفرنسية لا تأخذ في اعتبارها القرون السبعة التي ساهم فيها العرب المسلمون في الحضارة الغربية».
وأكد أن على المجتمع الفرنسى أن «يلتفت إلى كل أبناء فرنسا وهو يروى تاريخه، مشدداً أن على الأئمة والمسؤولين المسلمين أن يتحملوا المسؤولية، فعلى المؤسسات الإسلامية أن تتكلم وتعبر عن نفسها»، لافتاً إلى أن «جميعها قد أصدر بيانات تدين الاعتداءات».
وقال إن «على المسلمين أن يعبروا عن أنفسهم ليقولوا كفى، وليقولوا نحن لا نوافق على هذه الأفعال، وهذا سيتم باعتبارهم مواطنين عليهم أن يتحملوا مسؤوليتهم، وهذا ما نسعى إليه عبر خطابنا ومؤتمراتنا».
وشدد أوبرو على أن المؤسسات الدينية لم يعد لها تأثير على الشباب وتم تجاوزها لحساب الإنترنت، ورأى أن «الإرهاب ينمو على أطراف المجتمع وجماعة المسلمين».