قال اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، مطار شرم الشيخ، مؤخرا، رفعت الروح المعنوية للعاملين والقائمين على القطاع السياحى فى مدينة شرم الشيخ، بعدما ساءت الأوضاع إثر سقوط الطائرة الروسية فى سيناء، واتخاذ بعض الدول قرارات بمنع الرحلات الجوية إلى المدينة التى وصفها بـ«الفرخة اللى بتبيض دهب لمصر».
وأضاف «فودة» فى حوار لـ«المصرى اليوم»، أن وضع السياحة فى شرم الشيخ حالياً سيئ، ونسبة الإشغالات 37%، وهو رقم ضئيل، مشيراً إلى أن هذا الأمر لا يزعجهم، لأنه من الممكن أن تحل السياحة المحلية المصرية محل السياحة الأجنبية، وهو ما تم البدء فى تنفيذه، وإلى نص الحوار:
■ كيف ترى المشهد فى شرم الشيخ بعد حادث الطائرة الروسية؟
ـ كانت حالتنا المعنوية سيئة بسبب الحادث وتبعاته التى تتمثل فى حظر بعض الدول السفر إلى شرم الشيخ، لكن بعد زيارة السيسى إلى مطار المدينة، ارتفعت الروح المعنوية والثقة واطمأن المصريون، والرئيس أكد تماسك ووحدة المصريون، ولا يقلقه ما يحدث، لأن السياحة تذهب وتأتى، المهم هو اصطفاف الشعب فى مواجهة الأزمات، وشرم الشيخ تمرض ولا تموت، ومستقبل السياحة واعد فى ظل فتح أسواق جديدة وتنظيم فعاليات، والمصريون فى الخارج بالسعودية والكويت قرروا تنظيم حملات لشرم الشيخ، والفنانون والرياضيون نظموا مسيرة لتشجيع ودعم السياحة فى المدينة، وتم إجراء اتصالات بينى وبين مسؤولين بالبحرين وسينظمون رحلات إلى شرم الشيخ أيام 16، 17، 18 ديسمبر المقبل، وقداسة البابا تواضروس يتصل بالجاليات فى الخارج لقضاء إجازة عيد الميلاد فى شرم الشيخ ما سيوفر فرصا للسياحة، وسيتم إنشاء شركة خاصة للطيران بمشاركة رجال الأعمال، ما سيحل مشاكل الطائرات، لأن السياحة هى طائرة وسائح ومقصد «مكان» للسائح.
■ ماذا عن الإشغالات فى شرم الشيخ فى الوقت الحالى؟
ـ بصراحة وضع السياحة فى المدينة حالياً سيئ، نسبة الإشغالات 37%، وهو رقم ضئيل، لكن هذا لا يزعجنا، لأنه من الممكن أن تحل السياحة المحلية المصرية محل السياحة الأجنبية، وهو ما بدأنا تنفيذه، ونفكر فى إعادة تجديد الفنادق ورفع كفاءتها بمساعدة البنوك ورجال الأعمال، لأننا لو أعدنا كفاءة الفنادق وصيانتها سنرفع سعر الغرفة ما يساهم فى القضاء على السياحة الرخيصة فى شرم الشيخ، نحن لا نريد السياحة الرخيصة مثل كل دول العالم التى تتطلب السياحة فيها أموالاً كبيرة، إذا كان سعر الإقامة بالغرفة مائة دولار، الدولة تحصل على 24 دولارا، وهنا سوف نخاطب نوعية معينة من البشر، علينا عدم التركيز على التجمعات القليلة، ولا يجب أن نكون مقصداً رخيصاً، شرم الشيخ لها مكانة كبيرة بين المقاصد السياحية عالميا ولا يجب أن تكون أسعارها أقل من غيرها.
■ لكن العاملين فى مجال السياحة فى شرم الشيخ يرفضون السياحة الداخلية؟
ـ من المفترض أن يرحبوا بالسياحة الداخلية، السائح المصرى يدفع أكثر من الأجنبى، فلك أن تتخيل أن السائح الأجنبى يدفع نحو 30 دولارا فى اليوم، ما يعادل نحو 250 جنيهاً، بينما يدفع المصرى نحو 1000 جنيه تكلفة اليوم الواحد لرحلته إلى شرم الشيخ، ولا ننكر أن السائح الأجنبى أكثر تنظيماً من المصرى سواء من خلال الجداول أو الحجز والالتزام، وسلوكيات بعض المصريين التى يعترض عليها العاملون فى السياحة من الممكن تغييرها بتوعية أبنائنا والمواطنين على أسس مثل «تأكل على قدك» ولا تزعج السائح الجالس بجوارك، وهذا ليس عيباً، لابد من تغيير سلوكياتنا، لكن السائح المصرى أغنى من الأجنبى.
■ ما هى تعليمات الرئيس خلال زيارته إلى مطار شرم الشيخ؟
ـ كانت زيارة الرئيس لرفع الروح المعنوية للقطاع السياحى فى شرم الشيخ، وزيارته أحيت فينا الأمل، خصوصاً كلامه عن أنه لن تنطفئ لمبة فى شرم الشيخ ما كان له أثر كبير فى نفوسنا، وطمأن والتقى الجميع والتقط الصور التذكارية معهم، وهى لافتة مهمة تعطى الثقة وتطمئن الجميع.
■ ما توقعاتك لفك حظر طيران بعض الدول إلى شرم الشيخ؟
ـ هناك لجان أجنبية تمر على المطار لترى الإجراءات الأمنية وتقدم تقارير، وندعو الله ألا تكون هناك ثغرات تخوفهم من العودة مرة أخرى، وبعضهم سيعود بعد تحليل بيانات الصندوق الأسود، لكن تحليل بيانات هذا الصندوق سيستغرق بعض الوقت، ونحن نترقب قرارات الدول الأخرى للتعامل فى ضوئها والتعاطى معها.
■ ماذا عن الخطوات التى ستتخذونها للعمل على إعادة السياحة مرة أخرى إلى شرم الشيخ؟
ـ هذا تحد جديد لابد من مواجهته بوضع خطط تنشيطية بالتعاون مع كافة أجهزة الدولة وفى مقدمتها وزارة السياحة والمستثمرون أصحاب القرى والفنادق، منها استضافة نجوم العالم مثلما فعلنا فى السابق، جنوب سيناء تعودت على استضافة مثل هذه الأحداث التى من شأنها الترويج للمقصد السياحى المصرى ونقل وتحسين الصورة الذهنية للمقصد، خاصة فى ظل الظروف الراهنة لبث رسائل طمأنة متوالية بأن مقاصدنا السياحية قادرة دائماً على استضافة كل الأحداث المهمة كما أنها ترحب دوما بزائريها من مختلف الجنسيات.
■ كيف استفادت شرم الشيخ من المؤتمر الاقتصادى الذى عقد فى مارس الماضى؟
ـ استفادت كثيراً من هذا المؤتمر، وأبرز رسائله أن شرم الشيخ مدينة عالمية وآمنة، وكل أسبوع تقام بها مؤتمرات كما أنها جميلة تجذب الأنظار، وكان آخر هذه المؤتمرات مؤتمر المرأة العربية الذى عقد الأربعاء الماضى فى قاعة المؤتمرات بالمدينة، وكذلك مؤتمر الحديد والصلب، وهناك بطولات عالمية تقام فى ملاعب شرم الشيخ مثل بطولتى التنس للسيدات والرجال، وهناك مشاريع تتم دراستها فى إطار توجيهات محددة وستعرض على رئيس الوزراء قريباً.
■ ماذا عن مدينة شرم الشيخ الجديدة؟
ـ المشروع تتم دراسته حالياً فى وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وسيتم إقرار العمل فيه فى وقت قريب.
■ هل محدودية صلاحيات المحافظين تساعد على بطء التنمية فى محافظاتهم؟
ـ هذا صحيح، ويجب تفعيل اللامركزية فى أداء وعمل المحافظين، وأعتقد أن هذا الأمر لن يتم إلا فى وجود مجلس النواب المقبل، وأملنا فى هذا البرلمان أن تتم مناقشة مشكلات المحليات ويعطينا كمحافظين السلطات الكاملة لاتخاذ القرارات، لكى يصبح المحافظ رئيس جمهورية فى محافظته، لدينا مشكلة مع المدرسين المغتربين الذين وزعتهم علينا وزارة التربية والتعليم، والذين لا يريدون العمل فى الوديان، ونواجه صعوبات فى توفير مساكن لهم، وإذا امتلك المحافظ صلاحيات تعيين مدرسين سيتم الإعلان عن تنظيم مسابقة تخصص لأبناء المحافظة لكى يجد أبناء البدو فرص عمل لهم ويحصلوا على حقوقهم الطبيعية.
■ هناك اتهامات لك كمحافظ بالاهتمام بمدينة شرم الشيخ دون النظر لباقى المدن؟
ـ من يرددون هذا الكلام مغرضون ومبتزون، «بس أنا مبيهمنيش»، صحيح أننى أهتم بشرم الشيخ كثيراً لأنها مركز المال والاقتصاد، وهى «الفرخة اللى بتبيض دهب لمصر»، لكنى أهتم أيضاً بباقى المدن وأنا دائم المرور عليها ويوم الحادث كنت فى طابا ورجعت إلى سانت كاترين ثم إلى شرم الشيخ، وستقام حفلة فى سانت كاترين يوم 9 ديسمبر المقبل بمناسبة ميلاد القديسة كاترين، ونظراً لأن جنوب سيناء مساحات شاسعة، لا أستطيع التواجد فى مكان واحد كثيراً ولوقت طويل، وكنت فى أبوزنيمة وأبورديس وافتتحت بهما مشروعات جديدة، إضافة لمشروعات فى ميناء نويبع، ووضعت خطة أعمل بها طبقاً لأهمية الحدث، وأجلس مع البدو فى قلب الجبل لأوقات طويلة ومتكررة لمعرفة مشاكلهم والعمل على حلها.
■ طرح اسمك كمحافظ للقاهرة فى كافة حركات المحافظين السابقة.. هل عُرض عليك المنصب؟
ـ أفضل البقاء فى جنوب لسيناء للانتهاء من أعمال التنمية التى بدأناها فى هذا المكان، وهناك مشروعات فى كل مدن المحافظة مثل مطار رأس سدر، والمدينة الصناعية فى أبوزنيمة الذى نجحت فى الحصول على تصديق به والحصول على الموافقة البيئية بعد الدراسة، وسيتم زرع 10 آلاف فدان فى أبورديس، ومشروع سلة غذاء للمحافظة فى الطور، ومحطة تسمين عجول بالاشتراك مع مؤسسة مصر الخير وسيفتتحها على جمعة مفتى الجمهورية السابق، خلال أيام، وهناك مارينا لليخوت فى شرم الشيخ يتم إنشاؤها حالياً، ونحاول إنشاء مارينا لليخوت فى دهب لتكون حلقة وصل بين تبوك السعودية ودهب، ونويبع بها ميناء كبير انتهينا منه وافتتحناه، وننشئ منطقة حرة فى نويبع، ويتم حالياً تجميل مدينة سانت كاترين بمبلغ مليون و300 ألف جنيه، وتم رصف طرق فى دهب بقيمة 38 مليون جنيه، ولا أضع فى رأسى القيل والقال، أنا أعمل بكامل طاقتى وشغلى يدل عليّ، وهناك كشف حساب، كما تم إنشاء جامعة جنوب سيناء فى الطور، ولأول مرة فى تاريخ المحافظة يتم إنشاء حمام سباحة، وصالة مزادات وإضاءة استاد الطور، إضافة لوجود استثمارات تقدر بمليارات الجنيهات.