x

«البحوث الفلكية» يشكل بعثة علمية لإجراء أبحاث على «نيزك توشكى».. ويبحث توفير بيئة شبيهة بالقمر لحفظه

الأحد 01-08-2010 00:00 |
تصوير : other

أكد الدكتور صلاح محمد محمود، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، الأهمية العلمية للنيزك المكتشف الذى سقط فى الصحراء الغربية بمنطقة توشكى وعمره أكثر من 5 آلاف عام.

 ووصفه بأنه من أهم الاكتشافات العلمية فى القرن الحادى والعشرين بالنسبة للعلماء المصريين والإيطاليين، لافتا إلى أنه كشف علمى يثرى العلم من الناحية الجيولوجية والفلكية، ولهذا فقد نشرته مجلة «ساينس»، أولى المجلات العلمية فى العالم، فى عددها الصادر مؤخرا، معلنة عن قبولها هذا الكشف العلمى المصرى الإيطالى. وأضاف رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية أن هذا النيزك يتكون من معادن الحديد التى تميز تركيب النيازك، وقد وجد فى منطقة تبعد 2 كيلومتر من الحدود السودانية و150 كيلومترا من الحدود الليبية وهى منطقة تركيبها الجيولوجى من الحجر النوبى.

وأشار «محمود» إلى أن النيزك سقط بسرعة رهيبة بلغت 12 ألف كيلومتر فى الساعة محدثا حفرة فى هذه المنطقة تشبه فوهة البركان عمقها 16 مترا وقطرها 46 مترا حيث يصل حجم النيزك إلى حوالى 10 أطنان. ووصف «محمود» النيزك المكتشف بأنه من النيازك العجيبة حيث احتفظ بحجمه كاملا وذلك لأنه فى عادة الأمور عندما تخترق النيازك الغلاف الجوى الأرضى تحترق فى شكل شهب وتتناثر فى صورة قطع وحبيبات صغيرة.

 وأوضح أن علماء المعهد كانوا قد رصدوا من خلال التصوير الجوى والتقاط الخرائط والصور الجوية بالأقمار الصناعية شكل فوهة بركان فى منطقة جنوب مصر بالقرب من توشكى والصحراء الغربية، ولما كانت هذه المنطقة لا توجد فيها براكين فقد شكل المعهد بعثة علمية مكونة من علماء وخبراء المعهد بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا بالإضافة إلى الجانب الإيطالى، حيث قاموا بإجراء أبحاث حقلية ودراسات فى الموقع أكدت أن الجسم المكتشف هو نيزك سقط من السماء.

وأضاف أنه سيتم إجراء المزيد من الأبحاث العلمية على هذا النيزك للاستفادة منه فلكيا، مشيرا إلى أنه تم الاحتفاظ بـ83 كيلوجراما من وزن النيزك كعينات فى المتحف الجيولوجى المصرى، وسيتم تباعا إجراء المزيد من الدراسات التى تتطلب إرسال بعثات حقلية أخرى لموقع سقوط النيزك حيث لا يمكن الاحتفاظ بهذا النيزك على صورته الحالية إلا فى بيئة تشبه بيئة القمر أو المريخ. وقال «محمود» إن هذا الكشف الفلكى سبق أن تكرر فى تاريخنا الماضى فى عام 1911 بسقوط نيزك صغير بالقرب من مدينة النخيلة بأسيوط، موضحا أنه تم اكتشافه فى عام 1980 وأطلق عليه اسم نيزك النخيلة.

يذكر أن النيازك هى أجسام فضائية تدور حول كواكب المجموعة الشمسية فى شكل هالة أو أحزمة من الأحجار فى مدارات مختلفة، وعندما تخرج عن مدارها تسقط وتخترق الغلاف الجوى الأرضى محترقة ومتناثرة إلى قطع صغيرة.

من جانبه، قال الدكتور مجدى يوسف، أستاذ الفلك بكلية العلوم جامعة القاهرة، إن سقوط النيازك على الأرض قد يمثل كارثة كبرى فى حال انفجارها، نظراً لأنه يسقط على سرعة 250 كيلو متراً فى الثانية ويؤدى إلى دمار شامل، وهو ما كان يحدث فى الماضى حيث تسببت النيازك فى انقراض الديناصورات، إلا أنه فى الوقت الحالى تسقط النيازك فى الصحراء والبحار. وقال يوسف إن أهمية سقوط النيازك هى أنها توضح الشكل الحقيقى للأحجار الموجودة على الارض وهو ما يفيد العلماء فى تحديد حجم التغيرات التى تعرضت لها الكرة الارضية بفعل التغيرات المناخية ومضى العصور فى مدة قد تصل إلى 4.5 مليون سنة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية